الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدوان غزة .. بين الأمس واليوم

محمد الشهابى

2012 / 11 / 16
القضية الفلسطينية


لعل مايحدث الآن فى غزة يختلف تمام الإختلاف عما حدث فى ديسمبر 2008 وبما أن الظروف التى تحيط بالعدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى الأعزل إختلفت فبالتأكيد ستختلف النتائج .. فحينما ننظر للوضع العربى حينئذ نجده مترهلا خانعا مستكينا لايقوى سوى على الشجب والإدانة فى أحسن الحالات وفى الأغلب كان يدين موقف حماس ويتشفى فيهم وفى الشعب الفلسطينى الذى إنتخب وإختار حكومته من حماس وكأنما المجتمع العربى والدولى متمثلا فى الحكومات العميلة يعاقبون هذا الشعب الأعزل بسبب إختيارهم الديمقراطى النزيه فى ذلك الحين والذى أشادت بالتجربة الديمقراطية الفلسطينية جميع المنظمات والهيئات والتى جرت فى نزاهة وديمقراطية وأتت بحكومة حماس , فما كان من إسرائيل إلا وأن إجتاحت غزة بمباركة كل دول العالم وبما فيهم الحكومات العربية العميلة الخانعة والخاضعة للهيمنة الأمريكية وسرعان ماإنكشفت هذه الأقنعة حينما أغلقت حكومة المخلوع مبارك المعابر فى وجه النازحين والمرضى الفلسطينين وكأن مصر كانت تشترك فى قتل مايزيد عن الألف فلسطينى وجرح الآلاف وتشريد مئات الآلاف وصمت جميع الحكومات العربية والإكتفاء بالدعاء والتنديد والشجب وعلى الجانب الآخر كانت القيادة الصهيونية الفاشية تتمتع بنفس الصلف والعنجهة والغطرسة بقوتهم العسكرية وقوة الردع التى يتمتعون بها وتشمل كل الأسلحة حتى المحرم منها والممنوعة إستخدمها الكيان الغاصب فى قمع الشعب الغزاوى الأعزل.
وإذا نظرنا للوضع الحالى .. نجد أن أهم اللاعبين فى الجولة الأولى قد إختفى وتوارى وهو السجان الذى كان يحكم قبضته ويغلق كل المعابر فى وجه النازحين والمرضى ويمنع المؤن والأسلحة والأدوية , هذا السجان كان يتمثل فى القيادة المصرية العميلة متمثلة فى رئيسها المخلوع والمحكوم عليه بالسجن المؤبد لما إقترفه تجاه وطنه وأبناء جلدته وإختفاء ذراعه القوى عمر سليمان بعد وفاتته فى ظروف غامضة وعزل وزير خارجيته أحمد أبو الغيط الذى شارك بالتخطيط لهذه المجزرة حينما إجتمع مع تسيبى ليفنى عشية هذا العدوان الغاصب وقام يبرر هذه الهجمات ويعلن أن الوزيرة الصهيونية خدعته وهو فى الحقيقة يشترك فى عملية الخداع الإعلامى المضلل الذى كان يغازل مشاعر الشعوب الثائرة على حكامها اللذين يمتنعون عن نصرة إخوانهم بل ويمنعوهم من نجدتهم .
هكذا كان الحال فى السابق وأصبح فى الوقت الحالى ومن خلال تحليل هذه الظروف المحيطة نستطيع ان نجزم بأن تغير هذه الظروف سيؤدى بالتأكيد لتغيير فى النتائج التى ربما تصدر نسائم الربيع العربى لجميع دول المنطقة بل وربما تقلب كل الأوضاع فى المنطقة وتعيد توزيع القوى الإقليمية لتسترد مصر مكانتها وربما يمحى الكيان الغاصب الصهيونى من الوجود وللأبد وذلك كنتيجة طبيعية ومنطقية فى حالة التكتل العربى والإسلامى أمام هذا الكيان الذى وجد فى غفلة من الزمن وإستعمر أراضينا وقتل إخواننا وسلب ممتلكاتنا وإستهان بمقدراتنا وإنتهك حرماتنا وهدد بهدم الأقصى الأسير .. فهل ستنتفض الشعوب وتهب لنجدة إخوانهم وتحرر مقدساتهم فى فرصة ربما تكون الأخيرة لإزاحة هذا الكيان الطفيلى الذى نما وترعرع ونحن فى سبات غافلون ؟
هذا مانتمناه ونأمله لنحيا كراما .. او نموت أبطالا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24