الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا وقت للحياة في غزة

جمال الهنداوي

2012 / 11 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تشير ردود الافعال المتواترة على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على قطاع غزة الى ان العرب قد فقدوا الكثير من مهاراتهم اللافتة في دبج نوادر الكلم والدرر اليتيمة من عبارات الشجب والاستنكار التي تترافق وتعقب أي من الحوادث الامنية التي تطرأ في الرقعة من الممكن ان يسمع منها ما يمكن ان يقض مضاجع الدوائر السياسية العربية العليا ويقلق قيلولة الحكم ما بين قمع وقمع..
كاستلال الروح من الجسد انتزعت عبارات الادانة والشجب والاستنكار هذه المرة ,وعلى مضض –وتضجر واضح-كان وضع اخبار القطاع في مقدمة نشرات الاخبار المتعجلة للتحول الى المواضيع الاخرى الاقرب الى اولويات واهتمامات واشتراطات ضبط الاوضاع ضمن مسار ربيع الممالك العربية الطويل.
غابة من الارقام تتساقط علينا على وقع فرقعة الرصاص الذي يئز في سماء واجساد اهالي غزة ..ارقام تصدر عن جيش الاحتلال عن آلاف من الجند والاحتياط مقابل جهد لاهث ومريب من قبل الاعلام الرسمي العربي للتهوين من ارقام الضحايا الذين استلت ارواحهم من خلال آلة الحرب المدمرة التي صبت على شوارع وازقة المدينة المستباحة..ولحساب الساعات التي تحتاجها اسرائيل لتحديد موعد انعقاد الجلسة"الفائضة"لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين..وتذكير مستمر -ووقح-بأن تلك الخسائر لا تعد شيئا امام ما القتل الاشد مضاضة المزروع في زوايا ودروب الشام ,وقبلها بغداد..دون ان يسأل ولماذا يموت هؤلاء مع هؤلاء..ولماذا نحن من نقتل في كل مرة..ولماذا نحن من تنتهك أحلامنا, ولماذا في بلداننا فقط دمٌ يسفك وارواح تزهق ووحشة تلف المكان وتنتهك الروح ..
هذا الاعتداء، ربما يحتوي على بعض الفائدة، من حيث نفض الشعوب العربية أياديها من النظام الرسمي العربي برمته، وفضح هشاشة الشعارات الثورية التوريطية التي تنتهجها كايدولوجيا وخارطة طريق بعض المنظمات التي لم تحسن الدفاع عن شعوبها. وإسدال الستار على مرحلة متطاولة من الحروب الافتراضية ومن الجهاد الالكتروني ومن التصريحات الحماسية التي امتلأت بها الفضائيات ومواقع ومنتديات الإنترنيت.
كما اننا لا نستطيع الامتناع عن التساؤل عن كل تلك الآمال الاستبسالية والنصر الذي يبدو لنا من بعيد بعد طول انتظارنا لرؤيته،ولماذا كل هذا الضجيج عن الجهاد والأفعال لا الأقوال بينما الجميع عن أي شكل من أشكال الرد عاجزون .هل هو نوع من الاستحضار للإستراتيجية الاختبائية التي نجحت في وضعنا,نحن العراقيون, على قارعة الموت لسنين,ودفعت الجموع السورية, تحت ظلالها,عارية الى الجلاد.
فهل كانت حماس مستعدة لتبعات النزاع؟ وهل هي مؤهلة فعلاً للدفاع عن غزة بعد انفرادها بالحكم واستبعادها من اتهمتهم بالتخاذل والتهاون واستبعادهم الحلول العسكرية.وهل هذه هي الحلول العسكرية.وهل هذه هي العدة ورباط الخيل المعد لإرهاب عدو الله وعدو حماس ,وهل من الجهاد دفع هذا الشعب الأعزل في وجه أحقاد عشرات السنين دون أي إمكانية لحماية هذا الشعب ,كما حصل للعراقيين من قبل..وللسوريين الآن.
يا أهل غزة الكرام,لا تنتظروا منا شيئا ,فشهداءنا وشهداءكم هم الأحياء ونحن وحكامنا الأموات..فاننا لم نعد نجيد إلا اجترار السخط والمزيد من السخط وننتفض في تجمعات عقيمة وهتافات مكرورة لا تقوى على رد الموت المتساقط على أطفال غزة.فنحن لا نملك لك إلا الدعاء,وحتى دعائنا تحبسه عن السماء ذنوب حكامنا.فلا تنتظري منا شيئاً نحن لا نملكه أصلا.صوتنا لن يحقن دمك .فقرار موتك وقع من قبل الزعماء الذين ينتظرون أن يحل لهم الشقيق الإسرائيلي الأكبر مشاكله معك. ليأخذوا بك العزاء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة