الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة في عين العاصفة

موسى سرحان

2012 / 11 / 17
القضية الفلسطينية


قبل انقضاء يومين على التهدئة التي تمت برعاية مصرية اقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال القائد الثاني لكتائب القسام أحمد الجعبري صاحب الفضل الكبير في إبرام صفقة الأحرار والتي تم بموجبها تحرير ما يزيد عن ألف أسير من سجون الاحتلال .
القائد الوطني أحمد الجعبري الذي قضى من عمره ثلاثة عشر عاماً داخل سجون الاحتلال الصهيوني لضلوعه بأعمال عسكرية عندما كان عضو داخل حركة فتح ، والذي انتقل بعد ذلك للنضال من داخل حركة حماس إلى أن أصبح ببصماته وتكتيكاته أحد أبرز قياداتها العسكرية منذ انطلاقها.
أراد العدو الصهيوني باغتيال أحمد الجعبري أن يوجه لطمة قوية للمقاومة الفلسطينية متناسياً أن الشعب الفلسطيني يمتلك خاصية التكيف وإيجاد البديل بأسرع ما يكون ، حيث اتضح ذلك جلياً بعد اغتيالهم للشهيد الرمز أبو عمار وكذلك بعد اغتيالهم للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد أبو علي مصطفي وأيضاً بعد اغتيالهم للعديد من قيادات حركة حماس لاسيما المؤسس أحمد ياسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي . حيث أثبتت الفصائل الفلسطينية إنها لا تقف عند مرحلة معينة وأن الراية يتسلمها شهيد بعد شهيد. لأن القائد الحقيقي هو من يخلق قائد يخلفه ، لا سيما وإن كان الحال يتعلق بحركة حماس القادرة على خلق عشرات القادة القادرين على تسلم الراية والاستمرار على نفس نهج من سبقهم إلى الشهادة .
أرادت قيادة العدو من اغتيالها لمهندس صفة الأحرار تحسين صورتها أمام الناخب الإسرائيلي الذي ستكون له الكلمة بعد ما يقارب الشهرين من الآن . لكن الواضح لمتتبعي الأحداث بغض النظر عن أماكن تواجدهم أن قيادة العدو اخطأت في تقدير الوضع وهذا واضح بشكل جلي من خلال تفاجُأُهُم من مدى وعدد الصواريخ التي أطلقت على مدينتي القدس وتل أبيب المحتلتين . ما يحدث يعيد إلى الأذهان حرب حزيران 2006 التي شنها جيش الاحتلال ضد المقاومة اللبنانية والتي شكلت نتائجها حينها انتكاسة لكل من ايهود اولمرت ووزير دفاعة عمير بيرتس بعد أن لقنتهم المقاومة اللبنانية درساً لن ينساه إعلام العدو أبدا .
أراد نتنياهو وهو على بعد شهرين من الانتخابات تزيين نفسه بدماء أطفال ونساء غزة على اعتبار أن غزة هي الحلقة الأضعف من بين الحلقات الثلاثة المتمثلة بإيران وحزب الله وغزة خاصة إنه يدخل الانتخابات في ظل منافسة حادة مع منافسة القديم الجديد ايهود اولمرت ، فرغب أن يبتعد في الصدارة عنه إلا أن ما تحققه المقاومة حتى هذه اللحظة يشير إلى أن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية لا تمتلك الحد الأدنى من معلومات حول إمكانيات وعتاد المقاومة ، وهذا ما جعل نائب رئيس جهاز الشاباك السابق يصرح بأن حكومة نتنياهو نادمة على اغتيال أحمد الجعبري .
النتائج المستوحاة مما يجري على الأرض تأكد إلى أن نتنياهو وأجهزته الأمنية ليس بقصيري النظر فحسب وإنما فاقدي للنظر بشكل كامل لا سيما وانه خلق حالة التفاف جماهيري واسع حول المقاومة لما تحققه من إنجازات على الأرض ولفقدان هذه الجماهير الأمل تجاه أي خط بديل عن المقاومة خاصة أن مشروع التسوية لم يحقق الحد الأدنى مما هو مطلوب منه بعد عقدين من المفاوضات . إضافة إلى ما تشرعه حكومة نتنياهو من بناء للاستيطان في الضفة وتهويد للقدس والتهديد بحل السلطة في حال توجه الرئيس أبو مازن إلى الأمم المتحدة . كل ذلك جعل من صواريخ المقاومة بمثابة المتنفس من حالة الكبت التي خلفتها ممارسات حكومة نتنياهو على الأرض .
أن حالة الالتفاف حول المقاومة من أهالي قطاع غزة لم تقف عند هذا الحد وإنما توجت بزيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إلى غزة معبراً عن مدى تكاثفه ودعمة لأهالي قطاع غزة في المحنة التي يمروا بها .
صحيح أن الرئاسة المصرية استدعت السفير المصري من تل ابيب كما تعهدت على لسان رئيس الوزراء بدعم واسع في المجال الطبي ، لكن ما يطلبه أغلب المتمنين بمواقف أكثر اصطفافا بجانب أبناء شعبنا هو قطع العلاقات مع العدو الإسرائيلي بشكل كامل ، ورفع الحصار عن غزة ،وتسهيل عملية سفر المواطنين من وإلى غزة من معبر رفح البري .
هذا العدوان الذي يستهدف الحجر والشجر ولا يرحم الأطفال والنساء يُحتم على قيادتنا الفلسطينية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه هذا الشعب القابض على الجمر والمُتحدي بجبروته لغطرسة المحتل وطائراته.
كل هذا يفرض على قيادتنا أن تحذوا خطوات باتجاه إنهاء الانقسام والعمل على وحدة الصف الفلسطيني ليتسنى لشعبنا مقارعة هذا المحتل الغاشم الذي لا يحترم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ، كما يفرض على قوى وفصائل المقاومة تشكيل جبهة مقاومة موحدة تكون هي المسؤولة عن تحديد الأهداف وتوقيت تنفيذها بحيث تكون أشبه بحالة المقاومة اللبنانية التي يعمل في صفوفها أعضاء من خارج حزب الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات