الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائرات الاسعاف بدل طائرات البريد

ميثم مرتضى الكناني

2012 / 11 / 17
الادارة و الاقتصاد






طائرات الاسعاف بدل طائرات البريد

استوقفتي اخبار الصفقة التي من المزمع ان يعقدها العراق مع صربيا والتي تقضي حسب تسريبات رشحت من طرف السفارة الصربية في بغداد تقضي بتوريد عشرين طائرة نوع لاستا لنقل البريد بين المحافظات العراقية الامر الذي اثار موجة من التحفظات والانتقادات من لدن اطراف عدة وعلى راسها لجنة الامن والدفاع النيابية والتي عارضت عقد هكذا صفقة بدعوى ان البريد بين المحافظات العراقية ليس بالضخامة التي تستوجب التعاقد على شراء طائرات لنقله وتحميله , وايا كانت مبررات الحكومة مقنعة او غير مقنعة الا ان الموضوع سحبني رغما عني لخانة الاولويات في الدولة العراقية وكيف ترسم السياسات لكل وزارة على حد على ضوء حاجتها ومن ثم دمج هذه الاحتياجات او لنقل المتطلبات المنطقية مع كل وزارة اخرى وبالنتيجة الخروج بحصيلة تاخذ بالاعتبار اهمية المشروع وحجم الشريحة المستفيدة مقابل الكلفة المادية له كما هو متبع بديهيا في كل دول العالم , وعلى مايبدو فان الوضع في الوزارات العراقية يجري وفق سياسة الاسوار العالية التي تحدث عنها الاستاذ حسن العلوي والتي هي في الاساس سياسة موروثة من الحقب الدكتاتورية اذ كانت الوزارات تتعامل مع بعضها عموديا من خلال اعلى سلطة وهي راس النظام لاجهاض أي محاولة للتنسيق بين الوزراء بخلاف ارادة السلطة وعندما سقط النظام ورثنا هذا الداء الذي استفحل وتطور مع تقنين المحاصصة ماتسبب في ضياع التخطيط في ظل غياب شبه كامل لاي سياسة وطنية موحدة للانفاق ,واستحضرت هذه المسالة في خاطري مبادرة تقدم بها احد العلماء العراقيين الاجلاء ايام النظام المقبور الذين ارادوا وضع لبنة لبناء مشروع عراقي طبي يسهم في تقليل الوفيات الناتجة عن الحوادث لاسيما حوادث الطرق وكانت النتيجة ان تم اعتقاله بتهمة ملفقة ليهاجر العراق مكرها ويحرم هذا البلد من طاقاته وامكانياته وحسه الانساني انه الاستاذ الدكتور وليد عبدالله اختصاصي التخدير والعناية المركزة والذي عاد لمدينته البصرة الفيحاء في نهاية الثمانيات من القرن الماضي ليضع بصمته العلمية من خلال استحداث لدراسة الماجستير في طب التخدير وتخريجه لكوكبة من الطلبة الذين واصلوا من بعده مسيرته في الاشراف على دراسة الدبلوم لطب التخدير في كلية الطب جامعة البصرة وفي غمرة حماسه ورغبته الصادقة في العمل العلمي اقترح الدكتوروليد عبدالله على الحكومة انذاك استخدام طائرات الهليكوبتر والتي انتفت الحاجة لها بعد انتهاء الحرب مع ايران عام 1988 اقترح استخدامها في خدمات الاسعاف الفوري على الطرق الخارجية من اجل تامين اسطول من الخدمات الجوية لتكون تحت تصرف فرق الاسعاف تؤمن اقصر مدة لوصول المريض بين موقع الحادث والمستشفى مايؤمن فرصا اعلى من استغلال مايعرف في الطب بالساعة الذهبية وهي الساعة الاولى بعد الاصابة ولكن النظام البائد وبدلا من مكافئة الدكتور وليد عبدالله على مقترحه الانساني هذا او على الاقل تركه وشانه فان اجهزة النظام دبرت تهمة ملفقة له ليلقى به في غياهب سجون النظام وماان انتهت فترة محكوميته حتى غادر العراق ليعود الى المانيا البلد لذي منحه العلم والشهادة والمكانة التي يستحق انها مفارقات العراق سابقا ولاحقا ان لايحترم ابناءه المثابرين من جهة ولاتقيم افكارهم من جهة ثانية والادهى والامر من ذلك ان لايتم الالتفات الى الاولويات في توجيه الانفاق لاي وجهة ,ولاادري ان كان للدكتور وليد عبدالله أي حماسة الان لاعادة النظر في مقترحه الذي كلفه كثيرا ام انه سيكتفي بمباركة صفقة طائرات لاستا الصربية على قاعدة المثل العراقي الشعبي الذي يقول (اذا فاتك الزاد كول هني)
د.ميثم مرتضى الكناني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 3-5-2024 بالصاغة




.. بلومبرغ: تركيا تعلق التبادل التجاري مع إسرائيل


.. أبو راقية حقق الذهبية.. وحش مصر اللي حدد مصير المنتخب ?? قده




.. مين هو البطل الذهبي عبد الرحمن اللي شرفنا كلنا بالميدالية ال