الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة العظمى .. تقاتل ..

بدر الدين شنن

2012 / 11 / 17
القضية الفلسطينية


حوار في غزة على الفيس بوك مع بداية العدوان
ــــــــــــــــــــــــ :

- إيمان : الصوارخ طالعة نازلة .. والدنيا حمرا طول الوقت .. وما فيش نوم .
- أماني : الخبطة عنا .. حسيت البلكونة أجت في حضني .
- أم عبد الرحيم : من وين يجي النوم والناس عم بيموتوا..
- إيمان نصرالله : نحن الشعوب الرخيصة لاأحد يعيرنا أي اهتمام .. هناك دول كبرى تعطي إسرائيل الضوء الأخضر في ضربنا ..
- إيمان : الصمت مخز .. تفو عالانقسام .. تفو على الزعامات العفنة .. تفو على كل المتخاذلين .. سحقاً لكل الدنيا ..


* * *

لم يعد لدى شعب غزة ما يخسره .. لأنه لم يعد يجد شيئاً .. من عزة .. وأخوة .. وشجاعة .. لدى القادة العرب .. يحمي به ظهره .
ولم يعد يجد شيئاً ، من وحدة الإيمان الصادق .. وسمو الروح العليا المشتركة .. والتقوى من الله .. لدى الحكام المسلمين .. ما يتقي به عدواناً صهيونياً .. إثر عدوان صهيوني .. إثر عدوان .
ولم يعد يجد شيئاً من وحدة الدم والمصير والانتماء ، لدى أشقائه ، الذين ولدوا وتناسلوا معه على أرض فلسطين ، ما يقوي به عضده ، ويشد من أزره ، في صموده الملحمي .. أمام الحصار .. والدمار .. والتهديد بالاندثار .
ولم يعد يجد شيئاً من بقايا إنسانية .. وعدالة .. وأخلاق .. لدى دول كبرى ووسطى وصغرى تحابي محاصريه وقاتليه .. ليشعر أنه جزء من عالم بشري متمدن .
لقد أصبح شعب غزة بهذه الحال ، ليس لأنه مذنب بحق أحد.. أو بحق دولة من الدول ، بل لأنه تم استهدافه وانتقاؤه .. ليستسلم .. ويخضع .. أن يكون مقتولاً .. أو مهاجراً .. أو يخنع .. أن يترك أرضه للغزاة ويرحل . لكنه صمد .. ويصمد .. ولن يرحل . بل وضع نير عار مسؤولية قتل أطفاله .. وهدر دمه .. عار مسؤولية تدمير عالمه العمراني .. في رقاب كل هؤلاء .

عار المجتمع الدولي .. أنه وعد .. وقرر .. ووافق على إخلاء فلسطين من سكانها العرب .. مسلمين ومسيحيين .. وتوطين من لملموهم من أطراف الدنيا من يهود متعصبين .. مهووسين بتجديد الأساطير الكاذبة .. وبشبق المغامرة العنصرية .. ليحلوا محلهم ، لإقامة كيان يستخدم لاحقاً رأس حربة لعدوانيته المتواصلة على شعوب المنطقة .. وأنه قرر تجريم أي فعل حرية للفلسطينيين المهجرين ، والذين لم يتم تهجيرهم بعد ، ضد المحتلين لبيوتهم وأرضهم ووطنهم .. وأنه قرر دعم وتغطية اعتداءات دويلة المستوطنين الغرباء في أي عدوان تقوم به على مساحة ما تبقى من فلسطين وعلى أراضي دول حول فلسطين ، على أنه دفاع مقدس عن النفس ، بينما اعتبر ويعتبر دفاع الدولة المعتدى عليها ودفاع الفلسطيني عن نفسه عملاً دوانياً " إزاء الشرعي الدولية . في حين أن المطلوب من هذا المجتمع الدولي أن يرفض أي عدوان على الشعوب .

عار الحكام المسلمين ، وخاصة الأثرياء حتى الفجور ، والمالكين أسلحة يفوق كمها ونوعا على ما لدى حلف الأطلسي ، أنهم يديرون خدهم الأيمن لمن يصفعهم على خدهم الأيسر من الدول الاستعمارية .. ويديرون رشاشاتهم إلى صدور شعوبهم المطالبة بالحرية والحقوق الإنسانية .. وأنهم باعوا الأخوة الإسلامية بأرخص الأثمان ، مقابل ضمان بقائهم فوق كراسي الحكم .. ويتحركون إعلامياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ، كما تشتهي رياح الطامعين ، ضد بعضهم البعض ، من أفغانستان إلى كوسوفو . واستبدلوا محور تقوى الله بمحاور تقوى قيادات عواصم الدول العظمى .. في واشنطن ولندن وباريس وبرلين و" دلوعتهم إسرائيل " .. ويضعون جيوشهم ومقدراتهم في حالة استعداد دائم تحت تصرف أركان حرب أعداء الشعوب الإسلامية . في وقت لايكلفهم وقف المجزرة في غزة ، سوى ، أن يقولوا للكيان الصهيوني وداعميه ، مرة واحدة .. قوية .. وبصدق وشرف .. كفى .

عار القادة العرب .. أنهم يتصرفون بغريزة الذئاب إزاء من يضعف منهم .. أو يقررون النيل منه .. ثأراً .. أو طمعاً .. أو خدمة لمخططات دول تمسك بأيديها خيوط أقدارهم في الحكم . قاتلوا .. ويقاتلون بعضهم البعض قتال الوحوش . وسجلوا في مدة قياسية حروباً .. أكثر مما كان في أزمنة القبلية البدائية الجاهلية كلها .. أكثرها فجاجة وبشاعة .. حرب لبنان .. حرب السودان .. حرب الصومال .. حرب الجزائر .. حرب مصر على اليمن .. حرب اليمنين .. حرب العراق على الكويت .. حرب العراق لإسقاط صدام حسين ، وليس أخيراً حروب الربيع العربي في اليمن وليبيا وسوريا . لم يظهر بينهم من يدعو بصدق وفعالية لكلمة سواء .. للعمل المشترك ، من أجل مستقبل كريم أفضل لشعوبهم .. والفقر والبطالة والمرض يفترس الملايين من العرب من مغرب أمير المؤمنين إلى رياض خادم الحرمين الشريفين . لم يظهر بينهم منذ قرون مديدة زعيم موحد وقائد ملهم .. ظهر عبد الناصر قبل خمسين عاماً عابراً ورحل ، حاملاً معه نواقصه الديمقراطية ، ولم يأت بعده زعيم مثله أو أفضل منه . بترولهم .. غازهم .. أسلحتهم .. تستخدم وتوظف لمصلحة أعداء العرب . وأبرز هؤلاء القادة الرئيس محمد مرسي .. الذي عبر لشمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني عن وفائه وإخلاصه له ..والتزامه بمعاهدة كمب ديفيد المذلة .. واستمرار تدفق الغاز المصري بثمن بخس للكيان الصهيوني .. الرئيس المرتد عن وعوده الانتخابية الاجتماعية والسياسية .. والذي تناط به أكثر من غيره المسؤولية القومية في مثل هذه الظروف ، لأنه يترأس أكبردولة عربية .

عار الأشقاء أبناء الأرض الأم .. أنهم تخلوا عن مقولة وحدة الدم " أنا وابن عمي على الغريب " وخاضوا مساومات ، وعقدوا صفقات .. أذلتهم قبل أن تذل بقية الفلسطينيين .. يذهبون إلى العواصم الغريبة .. البعيدة .. المريبة .. للاتفاق مع العدو ، ويستبعدون غزة للاتفاق مع الأشقاء .. لتوحيد النضال المشترك .. لتحرير الإنسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية ..

شعب غزة اليوم غني عمن يعوقون نمو قوته وقراره المقاوم الحاسم ..

شعب غزة اليوم يقف صامداً وظهره إلى البحر .. إنه يغني للشهيد أناشيد الغضب والنصر .. يزهو برجاله ونسائه وصواريخه ، التي أرعبت قادة العدو وجلعتهم يركضون فزعاً إلى الملاجيء .

وتكبر غزة .. ويتعملق شبابها ويقاتل .. وتزغرد نساؤها وتقاتل .. لقد أسقطت المقاومة رهبة الحصار ومقولة الشعب السجين .. لقد أصبحت غزة المقاومة قلعة العصر .. أصبحت دولة عظمى .. ألايكفي لتسمى كذلك .. أنها تقاتل جيش إسرائيل المزعوم أنه جيش لايقهر ووراءه تقف أميركا وأوربا وكل منافقي الأرض .

الملحمة التي تجري الآن في غزة البطلة .. تعيد للإنسان الفلسطيني عزته .. ثقته بتحرير أرضه وبعودته .. وتعيد للإنسان العربي الأمل بالربيع الحقيقي التحرري الديمقراطي القومي .. وتبرهن للعالم أن شعب غزة هو الآن بصدد بناء قطب دولي مقاوم .. وأن شعب غزة بصموده ، ومقاومته الباسلة ، يسهم في صنع واقع فلسطيني وعربي جديد ، لاسطوة فيه للملوك والقادة الخونة .. ولا لاستدامة حالة الضعف العربي ، التي تجعل العرب موضوعاً سلساً للعبة الأمم ..

على ضوء شموع ليلك الساطع كبرياء وعزة .. وعلى برق صواريخك يا غزة .. سوف يأتي غدك .. وغدنا .. الذي نرفع فيه رؤوسنا جميعاً .

من حوار في غزة في غمرة العدوان
ــــــــــــــــــ :

- إيمان : هنا غزة البعيدة عنكم .. الساكنة فينا حتى النخاع .. تستعيد اليوم كرامة كل العرب . هي تنتفض حتى على نفسها .. هي الي توحد فلسطين .. وصواريخ المقاومة تعزز المقاومة . جميعهم رفاق خندق واحد لاتفرقهم الفصائلية .. ولايكبلهم الانقسام الفلسطيني . فلسطين أكبر منا جميعاً .. فلسطين احتضنت كل أبنائها بين ذراعيها .. فلسطين تفخر بهم .
أهل غزة لم يفكروا بما جاء به رئيس الوزراء المصري ، لأن الفخار والعز تاجهم بمقاومتهم الباسلة .. ولاتعنيهم أي رسائل مبطنة ، ولا التصريحات الرنانة .
نحن لسنا شعب متسول .. والشعب الفلسطسني يمثل نفسه ويدرك إمكانياته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كفى اجترار اساليب فاشلة
ميس اومازيغ ( 2012 / 11 / 17 - 15:23 )
يؤسفني كثيرا ان ارى تقييما بالسلب لمقال لكاتبة او كاتب بهذا الموقع في الوقت الذي نتواجد فيه في موقع للحوار المتمدن والذي غايته المثلى التنوير الأمر الذي يتعين معه على مثقفينا تحمل مسؤولياتهم واستغلال الفرص المتاحة لذلك.فما الفائدة يا ناس من مشاركة صامتة خجولة؟ اسوف تحقق المبتغى؟ على مثقفينا ان لا يدخروا جهدا في ابداء رايهم بشان ما امكن الأطلاع عليه من مقالات على هذا الموقع المتميز وان يتحلوا بالجرئة اللازمة دون نسيان اعتماد قوة الحجة .
يا رجل اننا نعيش عصرا يستوجب التفكير العقلاني لا اجترار اساليب عفى عنها الزمن ولم يستفد منها ابناء اقطارنا شيآ اللهم الويلات في كل المجالات.
كان عليك ان تقول ان غزة تدمر وهي فعلا تدمر وسوف تدمر وكفاك من اللعب بافاظ لغة البلاغة وووو.انها لن تطعم جائعا ولن تفيد في تحقيق الحرية والكرامة للفلسطيني الملعوب به.ان صواريخ الكارتون ومتفجرات العاب الأطفال التي تعتقد وغيرك من الخرافيين الدينيين ذات جدوى انما هي المنتظر العب بها ليصب على الفلسطيني المقهور الرصاص المصهور.ليرتب الفلسطينيون بيتهم من الداخل اولا ويتخلصوا من المتاجرين بالقضية ان هم حقا لهم رغبة في دولة.


2 - كفى تجاهلاً لمصائر الشعوب
بدر الدين شنن ( 2012 / 11 / 18 - 09:27 )
سأبدأ كما بدأ السيد ميس في تعليقه
يؤسفني أن أقرأ للسيد ميس تعليقاً على مقال تضامني مع شعب يسحق تحت قنابل أعداء الإنسانية ، وسط تخاذل حكام وقادة دول ، هم أسوأ من الذين أسقطوا أو هربوا أمام الاحتجاجات الشعبية وهلل السيد ميس لسقوطهم ، الذين يطلب منهم الآن موقفاً أخلاقياً على الأقل إزاء الدمار والقتل العنصري ، المتكرر ، والجاري ألان في غزة
كيف استقام عندك يارجل .. أن الكتابة تضامناً مبدئياً وسياسياً مع الشعوب
المضطهدة المدافعة عن مصائرها وحرياتها .. اجترار أساليب عفى هنا الزمن . كيف عفى عنها الزمن في وقت لم يعفو عن وجود الدول الاستعمارية وشركاتها الاحتكارية التي تمار س منذ قرون اعتداءاتها على الشعوب
وفي هذا السياق يشرفني أن أتمكن من استخدام بعض البلاغة في خدمة الضحايا الأبرياء والمدافعين عن بقائهم وحقوقهم الإنسانية
وسوالي الأخير .. ألايجد السيد ميس أن تبخيسه لسلاح المقاومة يتناقض مع الواقع ، حيث يهرول سكان إسرائيل إلى الملاجيء خوفاً منه ويتسارع قادة إسرائيل لدعوة الاحتياط
نصيحة أخوية .. عندما تكون سكين العدو على رقبة أخيك .. لاتمطره بنصائحك الفلسفية بل ارفع السكين عن رقبته


3 - تعقيب
ميس اومازيغ ( 2012 / 11 / 18 - 10:15 )
شكرا على ردك واهتمامك بتعليقي وهو ما كنت انتضره مادام اننا عزيزي بموقع للحوار الحضاري.
اولا:ليس بتعليقي ما قد يستشف منه عدم تضامني مع الفلسطيني المقهور بل العكس هو الواجب استخلاصه منه غير ان تضامني يا رجل ليس الكلام الفارغ والتنديد المعتاد او شحذ الهمم بالرغم من الضعف امام العدو. ان العقلاء هم من يعلمون متى وكيف تكون المواجهة اما اذا كان الفشل هو المنتضر فتلك عملية انتحار ورمي بالدهماء من الفلسطينيين الى التهلكة.الا تتذكر كيف دمرت غزة سابقا على اثر التهور والأندفاع الصبياني للخرافيين الدينيين؟ لما لا يعتبرون؟ ان اسرائيل يتولى امرها حكماء لا يتركون صغيرة ولا كبيرة الا وعدوا لها حسابها والغريب انه بالرغم من طول زمان اقامة هذه الدولة فان العرب والفلسطينيين لم ينتبهوا الى ذلك واستمروا في خطابات حنجرية لا تكون نتائجها الا كارثية.اريد للفلسطيني المغلوب على امره دولته المستقلة لكن يا رجل هل رتب بيته من الداخل اولا؟ ان اسرائيل موجودة على ارض الواقع احب من احب وكره من كره ولن تقبل بهذه الدولة المستقلة ما لم تدرك انها حقا ستكون في مأمن من الخرافيين الدينيين.ان المواجهة العسكرية لن تجدي نفعا...


4 - تعقيب على تعقيب
بدر الدين شنن ( 2012 / 11 / 18 - 13:11 )
لكل إنسان خياراته عند امتحانات الحياة الحاسمة ،خيار الخوف من قوة عدوه والاستسلام له ودفع ثمن ذلك ذلاً أبدياً ، أو المقاومة التي قد يدفع ثمنها حياته لكنه يترك جذور كرامة لمن يتولى المسؤولية بعده ، لكي يرعاها ويوظفها في تجديد النضال من أجل الحرية . هذا ما فعله كثير من القادة الذين نعتز بهم في تارخنا . أمثال عمر المختار ، وعبد القادر الجزائري ، وعبد الكريم الخطابي ويوسف العظمة ، وجال عبد الناصر ، وعبد الكريم قاسم ،

أما من اختاروا التعامل مع العدو والاستسلام لقوته الغاشمة ، مثل الوزير بن العلقمي ، وأنور السادات ، نذكرهم ولكن بدون اعتزاز بما فعلوه
ولو حسبها ثوار الجزائر - واقعياً - كما تنصحنا أكثر من مرة في فقرة واحدة ، لما وجدنا الجزائر دولة مستقلة
شكراً لاهتمامك


5 - اعتذار
بدر الدين شنن ( 2012 / 11 / 18 - 19:05 )
أعتذر عن متابعة النقاش الذي تتكرر فيه مواقف السيد ميس ، والذي يبدو فيها أنه مصمم على عدم جدوى مواجهة إسرائيل القادرة ، حسب زعمه ، على كل شيء وعلى استعداد دائماً لإلحاق الهزيمة بمن يتطاول عليها ..دون أن يقدم أي بديل للدفاع عن مصائرنا

اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان