الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلعت يعقوب سيذكرك شعبنا مناضلاً في سبيل حرية فلسطين

عباس الجمعة

2012 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



قبل اربعة وعشرون عاماً غادرنا القائد الوطني الامين العام لجبهة التحريرالفلسطينية "طلعت يعقوب" شهيد اعلان الاستقلال ، لكنه لم يغادر الواقع الفلسطيني الحي، بافكاره ورؤاه وسياساته الشجاعة، نعم لم يترجل ابو يعقوب ، ومازال يقاوم فاشية وعنصرية دولة الابرتهايد الصهيونية ، وها هي جبهة التحرير الفلسطينية تحتل موقعها المتقدم في الالتزام بقضية واهداف الشعب دفاعا عن وحدة الارض والشعب والمصالح الوطنية العليا، والتمسك بالوحدة الوطنية، الرافعة الاساسية للنضال الوطني. غير آبه بالحسابات الصغيرة، وبمنظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني، والمشروع الوطني بقيادة امينها العام الدكتور واصل ابو يوسف .
ان جبهة التحرير الفلسطينية التي ارسى دعائمها الشهيد القائد طلعت يعقوب والقادة الشهداء الامناء العامين فارس فلسطين ابو العباس وعمر شبلي " ابو احمد حلب " ما زالت تتمسك باهدافها في الدفاع عن وحدة الارض والشعب والقضية والاداة الوطنية، وتبنى الخيار الديمقراطي للحوار بين فصائل العمل الوطني لتعميق القواسم المشتركة بين الكل الوطني، رافعة راية النضال، غير آبه بجرائم وانتهاكات وارهاب الدولة الاسرائيلية المنظم، تتخندق في مقدمة الصفوف تقاتل بشجاعة دفاعا عن فلسطين الدولة والحرية والعودة.
لقد مثل الشهيد القائد طلعت يعقوب مدرسة ثورية قل نظيرها في الساحة الفلسطينية من حيث التواضع والالتصاق بالجماهير وهمومها، ودفء العلاقة الرفاقية والقناعات الفكرية العميقة وتغليب المصالح العليا للوطن على المصالح الفئوية، وكان نموذجاً ومثالاً رائعاً ، فوقف هو ورفيق دربه الشهيد القائد الامين العام فارس فلسطين ابو العباس متشابكي الايدي ليعلنوا امام المجلس الوطني الفلسطيني استعادة اللحمة لصفوف جبهة التحرير الفلسطينية عام 1988 بحكمة ومسؤولية ووعي مشترك ومن اجل الحفاظ على دور الجبهة ، ورغم ذلك استطاع الشهيد القائد ابو العباس أن يعيد اللحمة التنظيمية الى جسد الجبهة،ويوحد رؤيتها وموقفها السياسي من مختلف القضايا الاستراتيجية والسياسية عبر موقف مركزي موحد يعبر عنه من قبل هيئات القيادية المركزية.
ان مسيرة جبهة التحرير الفلسطينية شكلت حالة نضاليه مميزة ،حيث حرصت قيادة وكوادر وقواعد الجبهة بالحفاظ على تراثها وتاريخها المجيد والخطى على نهج الشهداء القادة الامناء العامين طلعت يعقوب وابو العباس وابو احمد حلب ، رغم محاولة البعض في الساحة الفلسطينية توظيف كل طاقاته وإمكانياته وعلاقاته من اجل تشويه موقف الجبهة والضغط عليها ، ولكن الجبهة بقيت امينة لمبادئها ووفية لشهدائها وأسراها ولشعبها ولتاريخها،وتجاوزت تلك المرحلة،رغم ما تركته على جسدها من أضرار.
اليوم تأتي الذكرى الرابعة والعشرون لاستشهاد القائد طلعت يعقوب، وهناك مسألة ملحة وهامة ان تقف الجبهة امام اوضاعها بوقفة نقدية صارمة ،وأن تبتدع وتبدع أشكال جديدة ومتطورة للعمل والنضال تستوعب كل الطاقات.
ومن هنا نقول ان جبهة التحرير الفلسطينية ستبقى تحافظ على تاريخها وأرثها النضالي والكفاحي، مهما كانت الظروف دون أن نفقد البوصلة، ودون مغالاة في تقدير أهمية كل طرف من أطراف هذه المعادلة التي يتشابك فيها صراعنا الوطني ويشتبك أحيانا.
لم يفقد الشهيد طلعت يعقوب ثقته بالجماهير العربية، ولم يعبر عن قنوط منها، بل ظل مراهنا عليها، رغم جفاف الوضع العربي وتصحره، ونحن نقول في هذه الذكرى إن الجماهير العربية التي قاومت الاستعمار وأحلافه وأتباعه عبر تحركها الشامل الواسع، وقامت بالثورات العربية من اجل انهاء الاستبداد ورفعت شعاراتها من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، تستطيع اليوم أن تفشل المشروع الصهيوني الأمريكي الساعي لإخضاع الوطن العربي وتصفية قضيته المركزية، وحماية الأمة من عملية سلب إرادتها وثرواتها، إنها قادرة بحركة واسعة ومنظمة على إلغاء الاتفاقات والمعاهدات التي عقدها بعض العرب مع الكيان الصهيوني، وهي قادرة على تبديد كل الأوهام حول سلام مزعوم مع قاتلي الأطفال وقاطعي الشجر وممتهني الكرامة الإنسانية.
ونحن نتطلع الى اعلان الاستتقلال الفلسطيني ندعو الى عدم الرهان على الإدارة الأمريكية لان اي رهان سيكون خاسرا ، وخاصة بعد ان تكشفت المحاولات الامريكية من خلال ضغوطها على الدول للتصويت برفض طلب دولة فلسطين كدولة غير عضو في الجمعية العامة للامم المتحدة ومساندتها للعدوان الصهيوني على قطاع غزة وتكريس وتشريع سياسة الامر الواقع القائم على الارض الفلسطينية، مما يتطلب الكف النهائي عن المراوحة في دوائر المفاوضات والرهانات العقيمة على المفاوضات الثنائية بالمرجعية الامريكية ، والتمسك بعقد المؤتمر الدولي تحت اشراف الامم المتحدة وبتوفير الحماية الدولية المؤقتة للشعب الفلسطيني تحت اشرافها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تضمن لشعبنا حقه غي الحرية والاستقلال والعودة.
نحن في زمن احوج ما نكون فيه الى الوحدة الوطنية ، ورص الصفوف ، والسير موحدين بمواجهة العدو الاوحد للشعب الفلسطيني ، وهذا امر يستوجب من الجميع البحث عن الصيغ الممكنة والمناسبة بعيدا عن المزايدات والانفعالات العبثية..فجميعنا مستهدف وجميعنا في قارب واحد وليس من حق أي اتجاه أو فصيل أن يقامر بمصير شعبنا ومستقبله، صيغ نستخلص منها الدروس وبناء استراتيجية وطنية متوافق عليها، يعاد فيها تأكيد الحقوق ببعدها التاريخي، واعتماد كل وسائل مقاومة الاحتلال، وإعادة صوغ التحالفات الأقليمية والدولية بما يعزز من قدرتنا على الصمود ومواجهة الاحتلال.
ختاما : الشهيد الكبير طلعت يعقوب الذي عركه الكفاح ، وصار بالاتجاه الصحيح ، خسرته فلسطين قائد لعب دوراً بارزاً وهاماً في النضال الفلسطيني أهلته لأن يقود مسيرة كفاح طويلة ، و ثائر حر أمن بقضيته، ونحن نعاهده وكل شهداء جبهتنا وثورتنا وشعبنا وامتنا واحرار العالم بالوفاء بالسير على ذات الدرب الذي اختاره الشهيد القائد طلعت يعقوب وكل الشهداء
حتى تحرير الارض والانسان.
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناقلة جند إسرائيلية انفجرت وتناثرت بقايا من بداخلها.. ما الذ


.. الجيش الإسرائيلي يقرّ بمقتل 8 من جنوده في رفح من بينهم نائب




.. أول أيام عيد الأضحى.. ما يوم النحر؟


.. فلسطينيون يؤدون صلاة عيد الأضحى أمام أنقاض مسجد الرحمة بالقط




.. بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن -وقف مؤقت- للنار في جنوب غزة..