الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلاً عن الرفيق ستالين ؟

معز الراجحي

2012 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلاً عن الرفيق ستالين ؟
معز الراجحي

يتهم الماويون منتقديهم بعبادة شخص ستالين و تقديسه . ففي حين يرفع "الستالينيون " كما يسيمهم أعداء ستالين القدم و الجدد داخل الاحزاب الشيوعية العالمية منذ ضهور التروتسكية و منظري البورجوازية و الإمبريالية و من وراءها كل التحريفيين و الانتهازيين بعد محاولات الاجهاز المتواصلة على رمزية شخص ستالين شعار "لا ممارسة ثورية دون نظرية ثورية" يرفع هولاء شعار " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية " فيسقط هولاء في مطبين يتناقضان أصلاً مع أبجديات الفكر الديالكتيكي و أسس التحليل و النظرة المادية الجدلية للتاريخ .
يقول انجلس حول المثالية الهيغلية و هيغل في الإشتراكية العلمية و الإشتراكية الطوباوية تحت محور "الخطاء المثالي لهيغل" :
" "بالتالي، تم وضع كل شيء على رأسه و كذلك تم قلب التسلسل الحقيقي للعالم بالكامل. فبالرغم أن هيغل إستوعب بعض العلاقات الخاصة بدقة و عبقرية، إلا أن الأسباب المذكورة تودي إلى حتمية سقوط التفاصيل غالباً في الإصلاح ، و الإصطناع، و إلى التركيب ، بإختصار ، إلى تحريف الحقيقة . لقد كان نظام هيغل على هذا النحو عملية إجهاض ضخمة - على الرغم من أنها الأخيرة من نوعها . و بالفعل، ألم يكن يعاني دائماً من تناقض داخلي لا شفاء منه ؟ فمن جهة كان منطلقه الرئيسي هو النظرة التاريخية و التي على اساسها يكون تاريخ البشرية مسار تطوري و الذي ، بطبيعته ، لا يمكن أن يكون استنتاجه الفكري في إكتشاف حقيقة مطلقة مزعومة ؛ لكن ، من جهة أخرى يدعي أنه حصيلة هذه الحقيقة المطلقة .. إن نظام معرفة بالطبيعة و بالتاريخ يضم كل شيء و يتوقف مرة واحدة وإلى الأبد هو في تناقض مع القوانين الأساسية للفكر الديالكتيكي ؛ و هذا ، على الرغم من ذلك ، لا تستثني البتة ، بل يفترض أن تكون المعرفة المنتظمة بمجمل العالم الخارجي قادرة على المضي بخطًى عملاقة من جيل إلى جيل . " الخطاء المثالي لهيغل الإشتراكية العلمية و الإشتراكية الطوباوية

هذا ما يقول انجلس في ما يخص روح الديالكتيك من وجهة النظر الابستمولوجية أي علم المعرفة في حد ذاته التي لا يمكن أن تكون إلا عملية و نسبية متطورة في علاقة جدلية بتطور حركة التاريخ . فهذا الشعار الهزيل " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية " لا يحتوي فقط على نظرة مثالية لمسالة موقع الفكر الماوي من المدرسة الماركسية اللينينية نظرياً ,في ما يخص الإضافات النظرية التي قد قدمتها الماوية و التي نراها تحريفية ومعادية لفكر ماركس انجلس لينين و ستالين ,أو حتى عملياً ، بل تحتوي أيضاً على صفاقة لا مثيل لها من طرف من يرفع هذا الشعار المصادر للفكر الماركسي اللنيني برمته على إعتبار أن الماوية هي لحظة إكتمال النظرية الشيوعية إذ يقول انجلس :
" إن نظام معرفة بالطبيعة و بالتاريخ يضم كل شيء و يتوقف مرة واحدة وإلى الأبد هو في تناقض مع القوانين الأساسية للفكر الديالكتيكي" .

المطب الثاني الذي يقع فيه هولاء هو مسالة عبادة الشخصية ليتناقضوا بشكل واضح مع أبجديات الماوية ألا و هي عبادة الشخصية كما وردت في أدبيات ماو و الحزب الشيوعي الصيني . يصرح كل من بقلم رينمين ريباو و رفيقه هنغكي في كراس " حول مسالة ستالين " في ما يخص موضوع عبادة الشخصية :
" يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بحزم بمبدأ الماركسية اللينينية حول دور الجماهير الشعبية و الفرد في التاريخ ، بمبدأ الماركسية اللينينية حول العلاقات بين القادة ،الحزب ، الطبقات و الجماهير ، بالمركزية الديمقراطية للحزب . لقد إستمر في إطار القيادة الجماعية لكنه يتعارض مع كل ما يقلل من شأن الزعماء . إنه يعطي الأهمية إلى هولاء لكنه يعارض المدح المفرط للفرد ، و تضخيم دور الفرد . منذ سنة 1949 ، بناء على اقتراح من الرفيق ماو تسي تونغ ، قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني منع أي تظاهرة على شرف زعماء الحزب بمناسبة أعياد ميلادهم ، و إستعمال إسم أحد قياديي الحزب كإسم مكان أو شارع أو مؤسسة . " " حول مسالة ستالين " رينمين ريباو و هنغكي (راجع النسخة الفرنسية و الإنجليزية )

هكذا يسيء الماويون ليس فقط لهذا الإرث العظيم من علم الثورة البروليتارية ، نظرية ماركس انجلس لينين ستالين بل حتى إلى الماوية ذاتها في علاقتها بالنظرية في ضل هذا التهافت المحموم و التطفل البورجوازي الصغير من أجل مصادرة النظرية و جعل الماوية لحظة إكتمال النظرية ثم تضخيم صورة ماو وتقزيم الاخرين .


يقول انجلس حول النظرة المثالية للأشياء نقداً هيغل في كتاب الإشتراكية العلمية و الإشتراكية الطوباوية محور الديالكتيك يتعارض مع الميتافيزيقا : " إذا كان نمط التفكير هذا يبدو مقبولا تماما في البداية ، فلأنه من قبيل ما يسمى بسدادة الرأي. لكن مهما كان صاحبنا محترماً ،مادام لا يزال محصوراً في مجال جدرانه الأربعة الركيك ، فإن سدادة الرأي تعرف مغامرات مذهلة جدا عندما تغامر بالخروج إلى عالم البحث الرحب، و إن طريقة النظر الميتافيزيقية ، مهما كانت مبررة و ضرورية في مجالات واسعة يختلف امتدادها حسب الموضوع ، فانها تصطدم دائماً ، عاجلاً أم آجلاً ، بحاجز تصبح بعده ضيقة ، و محدودة ، و مجردة ، ثم تضيع في تناقضات لا حل لها : السبب هو أنه ، أمام الأشياء فريدة ، فانها تنسى ترابطها ، أمام وجودها ، تحولها و فناءها ، أمام سكنها ، حركتها ؛ فإن الشجرة تحجب عنه رؤية الغابة "



إن الانتقادات التي اطلقها ماو ضد تحريفية خروشتشاف قد غالط العديد من الشيوعيين في العالم منذ وفاة ستالين إلى اليوم و اعطت للماوية جانباً من الصحة و الوثوق في مواقف ماو من الحركة الشيوعية عموماً و من تجربة الإتحاد السوفياتي خصوصاً . إلا أن لا أحد كان يعلم أن تلك المواقف المعادية في جوهرها للتجربة السوفياتية و لستالين خاصةً ستخدم الإمبريالية في هجماتها الرجعية ضد الفكر الشيوعي و الحركة الشيوعية لاضعافها وتشتيت قواها .إن الكراس بعنوان " حول مسالة ستالين " الذي اطلقه الحزب الشيوعي الصيني بقلم رينمين ريباو و رفيقه هنغكي 13 سبتمبر 1963 يتنازل في هذا السياق . يقول الحزب الشيوعي الصيني في مقدمة الكراس : " ... إن الأغلبية من الناس ، في قناعاتهم ، مواقف مشابهة ، فهم لا يوافقون على التشهير الكامل بستالين و لا يؤكدون إلا على تمسكهم القوي بذكرى هذا الأخير . الشيء نفسه بالنسبة الاتحاد السوفياتي.إن خلافاتنا مع القادة السوفيات ليست سوى خلافات مع جزء من الناس . أملنا هو إقناع هذا الجزء من الناس من أجل الدفع بقضية الثورة . هذا هو الهدف الذي نريد تحقيقه من خلال كتابة هذا المقال ."

و لكن هل دافعت الماوية حقاً عن الرفيق ستالين ؟ و هل يدافع الماويون حقاً اليوم عن ستالين ؟
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو