الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يثورون؟

حيدر السعدي

2012 / 11 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لماذا لا يثورون؟

من البديهي ان يبحث الانسان عن طعام اذا جاع و ان يلجأ الى دفئ المأوى اذا برد و ان يشرب اذا عطش فكل هذا من البديهيات و لكن لماذا لا نراه يثور اذا ظلم؟! و لا يقلب العروش اذا استعبد؟! و لا يثأر اذا عذب و اذل؟!
المشكلة بمقدار الثقة المتبادلة بين اعضاء المجموعة الانسانية فالفرد يأكل اذا جاع و يبحث عن قوته اذا لم يتوفر و لكن لن يبحث عن قوت غيره الا اللهم اذا كانوا من لحمه او ممن يحب , لماذا لا يسعى الفرد الى اطعام افراد اخرين ضمن المجموعة؟ لانه ببساطة لا يثق فيهم و لا يرى بأنهم سيطعمونه اذا ما قدروا على ذلك في المستقبل و نفس الشيء ينطبق على ما يلحق بالفرد من اذى , فاذا ظلم الفرد من جهة معينة فلن يجد من يهب لرد الظلم عنه من افراد مجموعته التي ينتمي اليها و حتى لو كان فيهم من يود ذلك لما فعل لانعدام الثقة بالاخرين و خوفا من الا يهبوا معه و سيكون اسوء حالا ممن هب لرد الظلم عنه...
من وجهة نظر شخصية ارى بأن الحديث عن رد المظالم و العدل في الحكم و تعزيز الديموقراطية و الاشتراكية في خيرات الارض و مواردها و عائدات الدولة كل هذا ليس بأولولية بل هو نتيجة حتمية لتطبيق اولويات و من اهمها بث الثقة بين افراد المجموعة , ثقة احدهم بالاخر , زيادة شعور الانتماء الى المجموعة زيادة الحس بالخطر بمجموعه لا بفرديته اي اتباع مذهب افلاطون في تبيان الشر و الخير لا مذهب ابيقور , نرى الان ابيقورية التفكير لدى افراد الشعب العراقي بشكل واضح جدا بالرغم من عدم دراية اغلبية هؤلاء بمذهب ابيقور لا بل لا يعرفون من هو , و كيف نرجو ذلك منهم و اكثرهم لا يقرأون لا بل و ان اراد فلا يجيد القراءة , العراقي الان يعرف الخير و الشر بحواسه لا بعقله فكل من يجيعه شرير وان اطعم ملايين غيره و كل من اشبعه خير وان اجاع الشعب كله , لديه القدرة على توفير الكهرباء لبيته و الوقود لسيارته اذن هذا النظام مثالي فهو يشبع رغباته بغض النظر عن رغبات الاخرين من افراد الشعب , طبعا نفس الامر يمكن جره على عقلية القطيع الطائفية و الامر واضح لا يحتاج الى تفصيل.
كيف نعيد الثقة المفقودة بين ابناء الشعب؟
الحقيقة كل قارء للتاريخ العراقي الحديث سيجد ان هذه الثقة لم توجد اصلا! الشيء الوحيد الذي تغير انه افراد الشعب باتوا قادرين على التنقل بسهولة نسبية و الاحتكاك ببعضهم البعض في الحياة العامة المدينية بوجه خاص فصار من السهل ملاحظة هذه الظاهرة , اذن السؤال يجب ان يصاغ بالشكل التالي , كيف نبني اواصر الثقة بين ابناء الشعب؟
اهم اساس هو بث روح الشراكة و في كل شيء في المصير و الارض و الواردات و العمل و الخ , من الممكن العمل على ذلك من خلال اصلاح التعليم و الانتظار لعقود حتى نرى النتيجة و لكن هنالك حل سريع و اثبت فاعليته في مناطق مختلفة من العالم و انا اعلم انه لن يعجب العديدين و لكنه حل عملي حقيقة و هو فتح جبهة و اشعال فتيل الحرب مع جهة خارجية و ان كانت حربا دعائية باردة و ليست حربا حقيقية فالشعور بالخطر سيزيد الاندماج و يقرب الفرقاء و يحمل الافراد على الوثوق بكل من يتهدده الخطر نفسه من باب عدو عدوي صديقي , فلن نرى خلاف شيعي سني بل مواجهة بين عراقيين و طرف خارجي معتدي , و لن نرى خلاف عربي كردي بل اصطفاف عربي كردي في وجه من يحاول منع كلا الشعبين من حق العيش على هذه الارض , يبقى امر واحد و هو سنعادي من؟؟
ايران؟ لا لا فهي مسلمة و شيعية , السعودية؟ لا لا فهي مسلمة و سنية اضف الى ذلك انها عربية , العدو المرشح الوحيد هو اسرائيل , فليس لدينا حدود مشتركة اذن الصراع سيكون في اسوء حالاته جويا , و نحن نطلب الدولة اليهودية ثأرا فقد ضربوا مفاعل تموز العراقي و يسكنون ارضا نعتقد بأنها حق لنا مغتصب من قبلهم اضف الى ذلك بأن مواجهة من هذا النوع لن تدفع دول الجوار الى الوقوف في وجه العراق في اسوء الاحوال حكوماتهم ستلتزم الصمت اما الشعوب فمن المعلوم ستقف الى جانب العراق , و من الممكن استعمال التاريخ و السبي لتأجيج الموقف و قنوات فضائية مهمتها انتاج و عرض برامج و افلام وثائقية و لقاءات عن تاريخ الصراع بين وادي الرافدين و هذه الافة.
طبعا لا يحتاج الامر الا الى اظهار تحقيق مصور يبين كيف ان مجموعة ارهابية تفجر في العراق باموال و سلاح اسرائيلي لاضعاف العراق و العمل على استمرار نزيف ابنائه و من ثم العمل على تضخيم هذا الامر و ترويجه ليل نهار حتى يبات حقا و واقعا لا لبس فيه , من ثم حشد الرأي العام و توجيهه بهذا الاتجاه بعيدا عن الطائفية و الاثنية و تشكيل حكومة ذات طابع عسكري مع العمل على النهوض بالبلد حقا لا كلاما و حبرا على ورق , عسكرة المجتمع فكريا و عمليا ستخلصه من افات الكحول و المخدرات و الضياع فمن لا يجيد التفكير و الدراسة و التحصيل فليقل يس يم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان أحياء إضافية شرق رفح إخلاءها ر


.. في سابقة إسرائيلية.. رسالة تحذير من رئيس الأركان لنتنياهو| #




.. مجلس الأمة الكويتي.. لماذا حلّه أمير البلاد وماذا تعني هذه ا


.. قيس سعيد يا?مر بمحاسبة من غطى العلم التونسي بخرقة من القماش




.. وصف بالأقوى منذ عقدين.. الشفق القطبي يزين سماء عدة دول أوروب