الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون الجُدد!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2012 / 11 / 18
حقوق الانسان



المسلمون الجُدد!

الإسلام كبير بتعاليمه، صغير بأتباعه
الإسلام دين عقلاني ، فإذا دخل عقلَ أكثر المسلمين توقف التفكير واستعان معتنقوه بالنقل.
الإسلام دين تسامح، ويؤكد أنَّ من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وأن الله هدىَ الإنسانَ النجدين، وألهم النفس فجورها وتقواها، وطلب من المسلمين أن يصمتوا ولا يضرّهم من ضَلَّ إذا اهتدوا، ورفض أن نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعضه، وأن نقول ما لا نفعل.
وجاء المسلمون الجدد فجعلوه دين تعصب، واخترعوا حدّ الردّة في مخالفة صريحة لكلام الله، فمن يعتنق الإسلام يحتفلون به، والمسلم الذي يبحث عن دين آخر ويعتنقه يقطعوا رقبته ، بعد استتابته.
وأول أمر في الإسلام هو القراءة، وجاء المسلمون الجدد فكانت الأمية آخر اهتماماتهم.
والإسلام يربط النظافة بالإيمان فجاء المسلمون الجدد وربطوا القذارة بالإيمان، ولم يأبهوا لجبال من القمامة ملتصقة بموقع السجود.
ونبينا الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، أكد أنه خـَـصـْـم يوم القيامة للمسلم الذي يؤذي غير المسلم، فجاء المسلمون الجدد ليحرّموا تهنئة غير المسلمين في أعيادهم.
والإسلام أكد على الجمال والوجه الحسن والابتسامة، والمسلمون الجدد يغطي شعر اللحية نصف الوجه الأسفل، ويعتز أكثرهم بأنها غير مهذبة أو مشذبة، وإذا تديــَّـن أحدهم اختفت الابتسامة كأنها تتناقض مع الدين.
اعتنق الإسلامَ علماءٌ أجلاء مثل روجيه جارودي وفانساي مونتاي ومراد هوفمان وميشيل بوكاي وليوبولد فايس، وقابلت في نصف قرن شيوخاً ورجال دين تكاد تنطق من وجوههم سماحة الإيمان، وجاء المسلمون الجدد فجعلونا نخاف من أشكالهم ولحاهم وكحلهم وعيونهم ونظراتهم وتفسيراتهم وفتاواهم، وبتنا نخاف منهم على أطفالنا ونسائنا وقناعاتنا الدينية ، فهم يجبرونك على النفور من دين آبائك.
توجيه إلهي رائع وملزم بأنْ خلقنا الله من ذكر وأنثى لنتعارف ونحتكم إلى نعمته في الوجه معبرا عن المشاعر كلها، من غضب وحب وكراهية وطيبة وسماحة وبغضاء وحيرة وانتقام واقتناع وذكاء وفهم ومكر ودهاء و ... ومئات من المشاعر الأخرى التي لا تعرف طريقها إلى الحياة الصحية إلا عن طريق الوجه، فجاء المسلمون الجدد، ورفضوا التوجيهات الالهية، واخترعوا ملابس تغطي وجه المرأة في نوع جديد من الاحتقار والوأد، فإذا حاججتهم بتوجيهات العلي القدير ردّوا عليك بتفسيرات علمائهم الذين يعتبرونهم، فعلا وليس قولا، أكبر من الله، تعالى عما يصفون.
المسلم سلوك، فجاء المسلمون الجدد يقررون أن المسلم لسان.
في الإسلام الحقيقي ينبغي أن تجد لأخيك، المسلم وغير المسلم، سبعين عذرا لكل ذنب، وجاء المسلمون الجدد فعكسوا الآية لتجد نفسك باحثا عن سبعين ذنباً لهفوة صغيرة.
الإسلام حالة حب تتسلل إلى النفس فتشعر أنك متوّحد مع الكون كله، ودعاؤك إلى الله لا يفرّق بين الناس، وتطلب من الله أن يغفر لكل من أتاه بقلب سليم. وجاء المسلمون الجدد ليتحول في سلوكياتهم وأقوالهم ووجوهم إلى حالة من البغضاء، والدعاء أن يشل الله أيدي غير المسلمين، وأن يرحم في الآخرة المسلمين فقط.
مازلت أتذكر تلك الرسالة التي أدمعت لها عيناي وهي من مهاجر قبطي كتب لي بأنه لم يتحدث مع مسلم منذ ثلاثين عاما، فلما قرأ بعض مقالاتي استعاد ذكريات جميلة، واشتاق إلى اخوانه المسلمين وجيرانه وصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والآذان في المسجد القريب الذي يختلط مع جرس الكنيسة فيتكون منهما توأمان لا ينفصلان.
المسلمون الجدد يتوهمون أنهم يدافعون عن الإسلام، والحقيقة أنهم لو تركوا الإسلام في حاله فسيدافع عنهم بقوة صمتهم وسلامهم ومحبتهم للإنسان مهما كان دينه.
جاء حين من الوقت كانت مقارنة الأديان عملا ثقافيا، ومعرفيا، وعلميا يخوض فيه المتخصصون، وجاء الزمن الأسود... زمن الفلول والعسكر والاخوان المسلمين والسلفيين وموريس صادق وأتباعه فتحولت المقارنة للضرب تحت الحزام في أعفن عملية ردح وكذب وأباطيل بين الدينين الكبيرين.
عبقرية مصر ليست في الزمان والمكان فقط، ولكن في التحام وتعاون وتسامح ومحبة أصحاب الدينين الكبيرين، الإسلام والمسيحية.
عبقرية مصر عندما يكتشف المصريون أن التعصب والطائفية والتمييز والاستعلاء والطاووسية الدينية وخرافة أن هناك فرقة واحدة ناجية هي حالة عداء مع الله وليست مع البشر، وأنها نقص في الإيمان.
أحب كثيرا إسلامي لأنني فيه إنسان يرى أخاه في أي شخص صادق وأمين وطيب ومتسامح، ولكن عندما أرى أو أشاهد أو أناقش أو أحاور أو أقرأ للمسلمين الجدد، أعيد الكــَـرَّةَ مثنى ورباع وسُداس وأسأل: أيّ دين هذا الذي يتحدثون عنه؟
الدعوة الصادقة هي الصمت مع قناعة بأن لا أحد ســُـئـِـلَ وهو في رحم أمه أيّ دين يختار.
والدعوة الكاذبة هي التي تعيد تشكيلك لتتحول إلىَ مسلم مفخخ في وجوه خصومك و .. أحبابك!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 18 نوفمبر 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا أشكك في مفهومك للإسلام
مدحت محمد بسلاما ( 2012 / 11 / 18 - 07:31 )
إن الإسلام الذي تدافع عنه لا وجود له إلا في رؤيتك الشخصية وهذا يعني جهلك الكامل لحقيقة الإسلام. لو كنت فعلا منطقيا مع مضمون ما ذكرته لكنت كشفت عن مقتك لكل تعاليم الإسلام التي تتضارب مع كل المفاهيم الإنسانية والحقوقية . الا ترى أن المسلمين الجدد يجسدون سلوك محمد وقرآنه وتعاليمه؟ هل تنكر يا سيدي الكريم كل التعاليم الإسلامية المتعلقة بالعنف والقتل والعنصرية والإستعباد واحتقار غير المسلمين ومحاربتهم حتى يدفعوا الجزية وهم صاغرون؟ وماذا تقول عن حد الردة والسيف المسلط على رؤوسنا نحن الذين تحررنا من عبودية الإسلام؟ يبدو لي أنك من هؤلاء المتحررين الذين ما زال الخوف يعتريهم ولا يجرؤون بعد على قول الحق ونبذ كل التعاليم اللانسانية التي أتى بها صلعم .


2 - العب غيرها!
سامح عبدالله ( 2012 / 11 / 18 - 11:22 )
احنا في زمن الصادق والامين بجد ، زمن الرسول جوجل!


3 - أحسنت
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 11 / 18 - 14:50 )
الإسلام بعيد عن ما يأتونه باسم الإسلام
أحسنت


4 - المسلمون الجدد
ناس حدهوم أحمد ( 2012 / 11 / 18 - 19:42 )
حقيقة أن الإسلام هو دين الخير والمحبة والعدالة ودين الأخلاق الكريمة
أما الآيات التي تدعو إلى الجهاد ضد غير المسلمين فإنها آيات تنطبق
فقط على الزمن الماضي الذي كان فيه محمد يدافع عن قيم جديدة
وصالحة للمجتمع الجاهلي والقبائلي ولا يمكن بحال من الأحوال أن
نهتدي بها اليوم فالحياة تطورت وعلينا أن نواجهها بمفاهيم متطورة
أيضا وصالحة لعصرنا كما أن قطع اليد للسارق ورجم الزانية وتعدد
الزوجات هي مفاهيم كانت صالحة من قبل في عهد النبي لكنها اليوم
لا يمكن بحال من الأحوال العمل بها ويستحيل جعلها قوانينا نركن إليها
واختلاف المسلمين فيما بينهم في طريقة النظام الذي يحكمهم ليس إلا
نتيجة الجهل والأمية والتخلف لأن تكوين الشعوب وتلقينها المعرفة
وإطلاعها على ثقافة الشعوب الأخرى تبقى مسألة ضرورية وأساسية
لكل تقدم فالحرية والمعرفة والكرامة هي الركائر الأساسية لبناء الأمة
القوية الراقية والقادرة على الإستمرار على الطريق الصحيح


5 - الأستاذ ناس حدهوم أحمد المحترم
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 11 / 19 - 07:04 )
تحيّة معطّرة وبعد
إن الجهاد هو مبدأ الدفاع عن النفس حيث ما أطول ما لا قى المسلمون الأوائل من عنت وعدوان قريش ولم يُقابلونهم بالمثل حتّى نزلت الآيات التي تأذن لهم بالقتال أي الدفاع عن أنفسهم (بسم الله الرحمن الرحيم. أُذِن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير. صدق الله العظيم)وحيث لم يكن العرب يعرفون الجيوش النظاميّة بعد فلقد كان الأمر على ما كان عليه أمّا اليوم في ظل الجيوش الحديثة قالأمر منوط بأولي الأمر والجيوش النظاميّة ولا أظن أنه يحق لأحد شرعا أن يبتدع قوّة مسلّحة لوحده أو بشق الطاعة بلا مسوّغ إذا كانت هناك دولة للمسلمين
أي أصبحت مهمة الجهاد محصورة بالجيوش النظاميّة مع بعض التعديلات المطلوبة شرعا


6 - الأستاذ مدحت بسلاما
سامى غطاس ( 2012 / 11 / 19 - 12:38 )
الكاتب الكبير محمد عبد المجيد
أشكرك كثيرا على دفئ مشاعرك الإنسانية.وإن كنت أعتقد إنك واهِم وتتمنى فى نفسك شكلاً أخر للإسلام لم يكن له وجود أبدا على أرض الواقع ..ولن يكن فى المٌستقبل.

إنها لمأساه أن يتفوق مٌعلق على كاتِب المقال - رقم واحد الأستاذ بسلاما نموذجاً - فكلامه أكثر موضوعية وإدراك .

تحياتى للجميع


7 - فقط لو
مجدي سعد ( 2012 / 11 / 19 - 16:43 )
سيدي الكاتب العزيز

العقيدة شأنها شأن اي فلسفة اخري تقوم (وتسقط) علي تطبيق الاتباع للنص

الشيوعية كمثال يقول معتنقيها الي يومنا هذا ان الخطأ الذي قتلها كان في التطبيق وليس في النص

لا يهم اطلاقا اي تفسير او تأويل سوي هذا الذي تتبناه (او الذي يفرض علي) الغالبية المؤمنة به أو التابعة له او في حالة الاديان المولودة فيه

لو كان بامكانك تغيير هذا المفهوم الي مفهوم افضل فمرحي بك

لكن في حالة الاسلام

ماذا ستفعل بالزخم الهائل من النصوص التي تتضارب وبحدة مع مفهومك؟

هل ستتجاهلها؟

وان فعلت هل تظن انها ستختفي؟

حتما ستظل حاضرة لتعود وتلدغ من حيث لا تحتسب

هل ستخترع تطبيقا حديثا للناسخ والمنسوخ؟

تلك الالية التي ابتدعها محمد عندما وجد ان نصوصه القديمة عادت لتلدغ مصداقيته ومصداقية الاهه المزعوم

في نهاية تعليقي اقول

فقط لو كان بالامكان اقناع الغالبية المسلمة بمنطوقك هذا ما عادت هناك مشكلة

ولكن كما تعلم جيدا ياصديقي

لو حرف امتناع

ولك التحية والتقدير لنوازعك الطيبة


8 - كنت فين ياجارودى ...
‎هانى شاكر ( 2012 / 11 / 19 - 18:37 )

وألنبى ما كنت أعرف
___________

أن هناك إسلام كلاسيك وآخر .. دعنا نسميه إسلام لايت ...

ومع عُلو ألأصوات لتنقية و تجديد ألأسلام .. أموت وأعرف ألصورة ألجديدة ألمُعدلة للأصول ألثابتة ألتالية :

1 - رضاع ألكبير
2 - مفاخذة ألصغيرة
3 - ألثلاث حَجَرَات
4 - جناح ألذبابة
5 - نكاح ألميتة
6 - مقعدة ألحورية
7 - ألتمتع بألرضيعة
8 - ألشجرة ألخباصة إللى مستخبى وراها واحد يهودى

.. إلخ .. إلخ ..

باين علينا مش هَاَنخَلَصْ .. فى ألليلة ألنحس دى

كنت فين ياجارودى ... وأُمك بتدور عليك؟



تحياتى


....


9 - مسؤوليتي عما أعتنقه وليس عما أرفض اعتناقه
محمد عبد المجيد ( 2012 / 11 / 19 - 19:58 )
مقالي هذا لم يكن القصد منه مقارنة أديان، والدخول في مناقشات وجدال لا يخرج عن التأكيد أو النفي، أن تقول هذا من الدين فأردّ وأنا أراه من غير الدين.
من كان قادرا على هدم دين من الأديان واقناع أتباعه بأنهم مخطئون فليتفضل، وأمامك مليار وسبعمئة مليون من المسيحيين، ومليار وأربعمئة مليون من المسلمين، وهناك بوذيون وكونفشيوس وهندوس ويهود وأحمديون وبهائيون وغيرهم ...
الأديان والأيديولوجيات مثل كل الأفكار قبيل الانتخابات، ومن أراد أن يعثر على الفج فسيجد بسهولة، ومن رغب في البحث عن السمين فالطريق واسع .
لست على استعداد لأن أدخل في نقاش عن غثاء وسقطات وعفنيات جاءت على ألسنة أناس فتح لهم الإعلام شاشاته.
أنا مهتم بالانسان، ومقالي كان حالة غضب على حالة الكراهية التي ملأت صدور الكثيرين، وأتعجب ممن يتعجب من عثوري على ايجابيات وروحانيات في ديني بعد تصفية كاملة لشوائب أحسبها دخيلة عليه، فيحاول البعض اقناعي أنها من صلب الدين لمجرد أنهم استشهدوا بأقوال ثلة من المتخلفين القساة وغلاظ القلب.
زجاج كل بيوت معتنقي الديانات قابل للكسر ، ومع ذلك فأصحابه يتناوبون الضرب بالحجارة
أنا مسؤول عما أعتنقه وليس عما أرفضه


10 - أكثر من ألزجاج
‎هانى شاكر ( 2012 / 11 / 19 - 21:01 )

أكثر من ألزجاج
_________

ألموضوع ياصديقى أكثر ( أو أكسر ) من ألزجاج

لك حرية أن تسب دينى ... ليل نهار .. لكن ليس لك أى حق أن تسلب حريتى ... مليون .. بليون .. أو حتى ترليون من ألبشر يؤمنون ويختلفون ويسبون ..؟! .. مش دى ألقضية ..

إعتقاد ؟ ... إعتقد صديقى ماتشاء ... أُعبد حتى ألحَجر .. لكن سأقطع إيدك ورجلك ورقبتك إن أنت قذفتنى به ...

أما عن ألسب وأللعن .. فبنعمة ربك فحدِث ...

خذ مثلاً ألولية مراتى ألشَلَقْ ... ألملايكة لاعنينها طول ألليل .. وعاديك على العافية وطولة أللسان أللى فيها طول ألنهار ... تِغْلِب أمريكا !

أُكتب عزيزى للتنوير وللتقُدم ... حسبناك مُعلِماً و نبياً عندما فَضَحت مبارك ونظامُه ... ولازلنا نؤمن كذلك للأن .. أنه ( مبارك ) مُجرِم فى حق وطن وناس غلابه

أليوم ألغلابة بيترحموا عليه وعلى أيامه ... وألسبب ؟

إللى بالى بالك

تحياتى

....