الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟

سعد سامي نادر

2012 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟

بعد انحسار قوى اليسار العربي وشعاراته بالاستقلال الاقتصادي والتحرر الوطني، كان لا بد لليمين من اختراع عدو خارجي للوطن، وفزاعة خوف "ترهب" بها المجتمعات.
الإسلامو - فوبيا واحدة من فزّاعات اليمين السياسية التي غطت العالم اجمع. فاليمين الغربي والصهيوني استخدما الإسلام السياسي والأصولي بالخصوص، كفزاعة في كل انتخاباته، وأحيانا حجة للإحتلال و للتدخل لمكافحة الإرهاب.! انهم يرعبوننا بعدو مشترك هو بالحقيقة مِن صنعهم، صنيعة تدرب في دهاليزهم، عدو يشابههم في النشأة والسيرة والسلوك البراغماتي والميكافيلي القاتل.

بعد صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الف معتقل فلسطيني، بلعنا الإهانة بالفرح والأهازيج، لكنها لم تـُبق لنتنياهو من مسمار أو حجة لغزو غزة - حماس، ليعيد تكرار مجازره وألعابه الانتخابية. بالتوازي، كانت حماس نشاركه نفس الهم والمبتغى. فخلال أربع سنوات من هدنة غير معلنة شهدتها غزة، لم نسمع خلالها لا من حماس ولا من كتائبها القسام، مَن هدد بالعودة للمقاومة !! ولا مَن يريد رمي اليهود في البحر !.ففد أصبحوا ديمقراطيين !
لكن حماس ونتنياهو بقيا بنفس هاجس هلعهما المصطنع، احدهما يحتاج الآخر كفزاعة، للبقاء كبطل قومي ورمز ديني في الخريطة السياسية. خريطة يرسم الغرب الآن كل تفاصيلها، آلياتها، نواعمها وكبائرها. فهو الآن من يساند ويرعى المد الديني والأصولي في المنطقة. وعلى ما يبدو ان الأخوة الأعداء- أولاد العمومة متفاههمين. تفاهم براغماتي استراتيجي ضد أي مشروع للسلام بين الطرفين.
بخصوص السلام، لعل ما قاله موشي دايان عند استقالته عام 79 خير مأثرة ودليل على ما نقول : "ان الحكومة لم تعمل بما فيه الكفاية من أجل صنع السلام مع العرب". هنا، يجب ان لا ننسى ان دايان كان قاد ثلاثة حروب ناجحة ضد العرب، وهو من صقور اليسار الصهيوني.. فعلى ما يبدو، ان كل مشاريع السلام بلا أمل، مجرد مناهج ثقافية محضة للإذاعة والتصريف الإعلامي!!
نتسائل أخيراً: ما الهدف السياسي من التصعيد الأخير بإطلاق "زنابير" فاسدة كألعاب الأطفال النارية !؟ وكما يُفهم ، لا حرب بدون أهداف سياسية تبرر الدمار والموت المجاني على الأقل ! فهل من تفسير لما يجري ؟
ليس الغريب في صواريخ القسام الأخيرة ضد المستوطنات، انها غير دقيقة في إصابة أهدافها ، بل ما صاحبها من تكبير ودعاء وخطب فنطازيا الإسلام السياسي الرنانة:" لقد حفروا قبرهم بأيديهم..!.. سنضربهم بحجارة من سجيل، ترميها طيور أبابيل" (من خطاب قادة القسام عند تشييع قائدهم أحمد الجعبري )..
إننا حتما أمام مهزلة وخرف سياسي مخيف. فالظاهر ان حماس لا تحارب العنجهية الإسرائيلية بأسلحة ما قبل النبوة والدعاء فحسب، بل تمنحها ذرائع دينية للرد السافر أيضا.. فألعاب كتائب القسام النارية رغم طابعها الإسلامي! لكنها صورة أخرى من مشاركة حماس الخفية في تعزيز نتائج الانتخابات الإسرائيلية لصالح اليمين و نتياهو. لقد استبدل الطرفان الجندي المطلق سراحه جلعاد، بألعاب نارية، كطيورا أبابيل مسالمة لم تخدش أحد ،لا فيل ولا ذبابة ! لعلها إعادة أسر جلعاد بصورة أخرى واستثماره، لبقاء حال غزة المزري على هل منوال.
إن استثمار التدمير والخراب والموت المجاني لغرض سياسي مبهم بلا هدف! أمر يثير الشك و مخجل، عمل لا أخلاقي ، خارج العرف و الحياء. فالطرفان أعادا مسرحية الموت والدمار بمسخرة سياسية قذرة. وكما يبدو وبالتأكيد، فالطرفان لا شئ يرعبهما، سوى فرص السلام، فتحت ظل السلام وحده سيختفي أمراء الحرب من واجتنا السياسية.
خلافاً لمنظورنا لآليات عمل كلا اليمينَين، وخلافاً لشكوكنا بوجود مؤامرة مسبقة، وكأننا لا ندري مدى تغلغل الموساد في هيكلية تأسيس حماس! فبالتأكيد سنصطدم بسؤال مهم ومحير : فضمن الضعف العربي والإسلامي، والتشتت الفلسطيني المخجل والمحبط، نقول: على ماذا يا ترى راهنت حماس بتصعيدها هذا!؟ وعلى مَن من القوى!؟
ببراغماتية تُميت من الضحك، فسّر لنا خالد مشعل هدف حماس السياسي: لعل ماجرى -الاعتداء الصهيوني- سيكون حافزا ودافعاً لنا لتوحيد الصف الفلسطيني !. لكنه كمقاوم وكذاب أصيل! استدرك: "لعودة الجميع لخط المقاومة". لعله أخيرا وجد لنا الهدف والتفسير والحل: عودة المقاومة !! حلم إسلاموي خارج المشهد السياسي المزري الحالي للمنطقة،لكنه يبقى مجرد حلم، قد يعيد لهم مجدهم ورائحة الدم، ورؤية جيوش الفقر والجهل تهتف لهم : الله أكبر.
بهذا القصور السياسي تقرأ حماس الموقف، وتراهن عليه. وربما راهنت بغرور فاضح كما يبدو، على حليفها المثقل بمشاكل وهموم بلا حل: حكم الأخوان في مصر!! بعد أن خسرت أقوى حليفيها، ايران وسوريا ، وعرفت عن تجربة ويقين ماذا يعني لها الرهان السياسي على قطر وتركيا.!
يا لخيبة المقاومة الإسلامية و"الوطنية" التي يقودها أمراء الحرب، وتمولها أجندة النفط والغاز! وتحرسها ملائكة واشنطن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي