الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب سلامة نتنياهو

تمار غوجانسكي

2012 / 11 / 18
القضية الفلسطينية


في الحرب السابقة (الرصاص المصبوب) صرخنا في المظاهرات: "في غزة وفي سديروت، الاطفال يريدون الحياة". وأنا ملتزمة بذلك في أن أواصل الصراخ هتافا لدعوات الحياة هذه في المظاهرات التي سنعقدها ضد الحرب الحالية ومن أجل السلام بين اسرائيل وبين الدولة الفلسطينية التي تقوم الى جانبها


بصدر منتفخ من شدة الاهمية أعلن رئيس حكومة اليمين ووزير "الأمن" على مسمع من الصحفيين والجمهور عن بدء حرب اخرى، وهذه المرة في قطاع غزة. وكما كان متوقعا، لوح الرجلان للذريعة المتآكلة "هذه حرب لا مفر منها"؛ وكما كان متوقعا تمسك بهذه الذريعة ايضا سياسيون من كديما والعمل، من ناحيتهم قصف غزة هو سبب يدعو الى أداء التحية للحكومة.
لقد علمتنا التجربة المرة تلو الاخرى بانه في بداية كل حرب تتعهد الحكومة باحتفالية، بان هذه المرة سيوضع حد للنار على المدن والبلدات، ولكن دوما تأتي الحرب التالية، التي يفترض بها أن تحل المشكلة "مرة واحدة والى الابد". كذب يلحق بذر الرماد في العيون، الذي يلحق بوهم القوة المخدر.
في السنة التي مرت أعدنا بنيامين نتنياهو وشركاه للحملة العسكرية الاكبر ضد ايران وشرحوا لنا المرة تلو الاخرى بان ايران هي "تهديد وجودي". ولكن لا يزال حيويا للحرب ضد ايران شريك أمريكي، لم يعطِ حتى الان بعد نتنياهو ضوء أخضر. وعليه كما أعلن، فان الحرب ضد اسرائيل أجلت الى الربيع. لكن في هذه الاثناء توجد انتخابات، كما قال لنفسيهما على ما يبدو نتنياهو وايهود باراك، بحيث أنه اذا لم تكن حرب ضد ايران فكيف ننظم هنا جدول أعمال يناسب حملة انتخابات احزاب اليمين المشاركة في الحكومة، التي تعانق المستوطنين من جهة وعائلات اصحاب المال من جهة اخرى؟ وها هو بتوقيت كامل، نظم بالضبط الان، قبل شهرين من الانتخابات التصعيد في الجنوب؛ فالقصف جر نارا صاروخية جرت بدورها قصفا، وهكذا دواليك.
حكومة نتنياهو افيغدور ليبرمان باراك هي الاخرى تعرف بان القصف وحتى الاجتياح من الجيش الاسرائيلي لقطاع غزة لن يحلا أي مشكلة. ويجدر بالذكر انه في 27 كانون الاول 2008 أعلن باراك، الذي كان وزير "أمن" في حكومة ايهود اولمرت ايضا عن حملة بدء "الرصاص المصبوب"، تلك الحرب التي كان يفترض بها ان توجه ضربة قاضية لحماس. وها هي مرت فقط أربع سنوات، ونفس باراك يدير مرة اخرى حربا ومرة اخرى ضد غزة. ومرة اخرى يصخبون بروائع التصفيات والدمار، على أن يتمكنوا من تضليل الجمهور الاسرائيلي وكأن هذه المرة ستحل المشكلة.
ولكن وجه الشبه بين الحرب التي بدأت لتوها وحملة "الرصاص مصبوب" ليس فقط خدعة "ضربة واحدة وانتهينا". فهذه المرة وفي 2008 على حد سواء كان للحرب هدف سياسي مكشوف: تسخين الاجواء العامة والنيل بهذه الطريقة بقدر اكبر من الاصوات في الانتخابات للكنيست. وعليه فان الاسم المناسب للحرب التي بدأت أول أمس هو "حرب سلامة نتنياهو"، وان شئتم "حرب سلامة نتنياهو وباراك"، وليس الاسم الشاعري بعض الشيء "عامود سحاب".
لقد كانت الحرب وتبقى أداة شديدة القوة لازالة المشاكل الاجتماعية من على الطاولة، لاخفاء ضائقة السكن المحتدمة والارتفاعات اليومية في أسعار البضائع الاساسية، وكذا لتبرير الاجراءات المتشددة في ميزانية 2013. وباختصار، يقولون لنا: اقعدوا بصمت واسمحوا بتبذير 15 مليار شيكل على حرب اخرى، وعندها تبرر التقليصات التي ستأتي في بدل البطالة، في مخصصات الاولاد، في تمويل المستشفيات، في التعليم وفي البنى التحتية.
أتساءل أحيانا، كم ينبغي للشعبين، الاسرائيلي والفلسطيني، ان يعانيا الى أن يحسم الامر عندنا ونفهم أخيرا بان استخدام القوة العسكرية لا يحل مشكلة النار على البلدات الاسرائيلية ولا يضمن السكينة للاطفال في سديروت وفي عسقلان.
في الحرب السابقة (الرصاص المصبوب) صرخنا في المظاهرات: "في غزة وفي سديروت، الاطفال يريدون الحياة". وأنا ملتزمة بذلك في أن أواصل الصراخ هتافا لدعوات الحياة هذه في المظاهرات التي سنعقدها ضد الحرب الحالية ومن أجل السلام بين اسرائيل وبين الدولة الفلسطينية التي تقوم الى جانبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
فؤاد النمري ( 2012 / 11 / 18 - 20:48 )
التحية الرفيعة لنائبة الحزب الشيوعي في الكنيست سابقاً تمار غوجانسكي
الصوت الشيوعي هو دائماً الصوت الأعلى للإنسانية
أطالب تحرير الحوار المتمدن بنقل مقال الرفيقة تمار غوجانسكي الهام إلى مربع الكتاب


2 - تحية حاره من بلاد الرافدين وليخرس عملاء الموساد وا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2012 / 11 / 18 - 22:55 )
الحمد لله كما يقول ناسنا البسطاء-ان خليت قلبت-لقد اخرس عملاء الموساد
وضباط الحرب النفسية الذين يعتبرون الفلسطينيين بشرا اذا كانوا كتلاميذ روضة الاطفال مهذبين هادئين وطيعين وان ينسوا والى الابد قضيتهم الوطنية -حجر الزاوية في اي تعايش بين الشعبين الجارين الفلسطيني والاسرائيلي وكذالك
يريدون من سكان غزة الفلسطينيين وكل الشعب الفلسطيني ان ينسى معاناته في السجن الكبير-غزة وكل الاراضي المحتله
واضم صوتي الى الاستاذ فؤاد النمري لوضع هذا المقال الى المكان الذ يستحقه
في اعلى الشاشة-الصفحة
واذ احييك ياايتها الاخت العادله لتعبيرك عن الاحترام والحرص المتساوي فعليا بين الاسرائليين والفلسطينيين وعلى حيوات الاطفال من الطرفين فاءنني العن هؤلاء الخبثاء المجرمين الذين يحاولون ايجاد المبررات لقتل اهلنا في غزة كما يعلن ذالك المجرم العنصري التوسعي نتنياهو-من ان حماس ارهابية او رجعية او من الاسلام السياسي الذي نمقته
واود ايتها الاخت ان اقول بضعة كلمات في اذنك راجيا نقلها لناسكم في اسرائيل
-هل هنالك عاقل يعتقد ان القوة العسكرية والتفوق فيها يعتبر حقا حلا للمعضلة الفلسطينية-الاسرائيلية وهل الاخضاع سلام


3 - تحيةً وتقديراً
حيدر عبدالله ( 2012 / 11 / 18 - 23:57 )
شكرا ايتها الرفيقة القديرة والانسانة الاممية على هذا الراي الصائب
يشرفتي جدا انني تعرفت على الرفيقة تمار عن قرب في اكثر من مناسبة ، وعرفت مساهماتها الرفيعة في الشؤون السياسة وفي العلاقات الدولية
آملا لك -تمار- السعادة والصحة والتوفيق في نضالك المشهود


4 - صوت سلام حقيقي
حكيم فارس ( 2012 / 11 / 19 - 08:11 )
التحيات الحارة للسيدة تمار غوجانسكي المحترمة
من هذه الانسانة الرائعة نسمع صوت سلام حقيقي نأمل ان يصبح هو الصوت المؤثر في سياسة اسرائيل في المستقبل
تعطيل السلام يتحمل الاسرائيليون وحدهم مسؤوليته بسبب روح التعصب والعنصرية والتعالي المدعوم بغرور امتلاك القوة
بينما نجد الفلسطينين غالبيتهم مع السلام ولكن ليس سلام نتنياهو وان الرافضون للسلام على عكس الاسرائيلين هم قلة
وان تراجع قوى السلام الفلسطينية والعربية ناتج عن رفض اسرائيل للسلام وعدم تخليها عن الاطماع بالارض الفلسطينية
ان اي افق حقيقي للسلام يظهر كفيل بانهاء تأثير القوى المتطرفة في الجانب الفلسطيني
الكرة الان في الملعب الاسرائيلي ان ظهرت قوى سلام حقيقة تدرك الواقع والمتغيرات
وتعمل من اجل التوصل لحل ينهي كافة المشاكل ستكون فرصة تاريخية
ولكن للاسف فالتاريخ يشهد انه لابد من حروب اخرى وستكون اكثر تدميرا كي ترغم اسرائيل على القبول بالسلام الحقيقي


5 - نشكر ادارة الحوار المتمدن
حكيم فارس ( 2012 / 11 / 19 - 08:43 )
جزيل الشكر لادارة الحوار المتمدن لنقل مقال السيدة النائبة السابقة بالبرلمان الاسرائيلي الى مربع كتاب الحوار المتمدن لانها فعلا تستحق ذلك
ونرجو من السيدة تمار ان تتواصل معنا بالمقالات لنتعرف على حقيقة المواقف وخلفياتها داخل اسرائيل
ولها تحية حارة مني ومن كل المحبين للسلام الحقيقي


6 - الرفيقه تمار
جان نصار ( 2012 / 11 / 19 - 10:20 )
رغم السنين تبقين وفيه ومستمره في نضالاتك للطبقه العامله والكادحين ووفيه لمبادىء الامميه وجسر سلام بين الشعوب ولا زلت تدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق المرأه والطفل ليتنا نتعلم منك الوفاء اقضايانا. تحياتي لك


7 - تهئة خاصة لـ تمار
حميد خنجي ( 2012 / 11 / 19 - 13:37 )
رفيقتنا تمار هي في الواقع لؤلؤة من لآلئ الحزب العظيم؛-راكاح-.. هي من مدرسة الخط الأممي.. كـ مايرفلنر وتوفيق طوبي..الخ ، ولو أن تمار مدرسة لوحدها. المؤلم في الوقت الحاضر أن القومجيين العرب سيطروا على الحزب المذكور بسبب الأغلبية العددية في اللجنة المركزية ! نامل أن تتكاثر ظاهرة تمار في راكاح مستقبلاً، حتى يستعيد التوازن والرؤية العلمية الواقعية بدل الانفلاتات العصبوية الحالية


8 - دولة واحدة لشعبين
سيمون خوري ( 2012 / 11 / 19 - 17:58 )
الأخت تمار غوجانسكي المحترمة تحية لك ولجهودك السياسية في الدفاع عن حق الإنسان في الحياة . أعتقد من وجهة نظري أن الحل الأمثل الذي ينهي هذا الصراع ويغلق ملفه الى الأبد هو دولة واحدة لشعبين على غرار دولة جنوب أفريقيا . وجود دولتين أو ثلاث لن يحل هذه الإشكالية المزمنة القائمة ولن يهدم جدار الحقد المتفشي الذي تزيد أواره محتلف الأطراف ادرك تماماً عدم إستعداد اليمين الإسرائيلي لكهذا حل وحتى في بعض الأطراف الفلسطينية ،بيد أنه هو الحل الأكثر إنسانية وعدالة . ما هو حاصل الأن ليس مجرد حسابات إنتخابية سواء لدى نتنياهو أو في الجانب الفلسطيني - الحمساوي ويبدو أن الأمور تتجه نحو إعادة ترتيب جديد لآوراق المنطقة السياسية ومفاتيحها السياسية . تحية تقدير لك

اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور