الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة رمز الصمود والتحدي. الملام هو المحتل، لا المقاوم!

رزاق عبود

2012 / 11 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


غزة رمز الصمود والتحدي. الملام هو المحتل، لا المقاوم!
انه الزمن الردئ، فبقدر عدد الغارات الجوية الاسرائيلية ضد غزة، وبقدر عدد صواريخها، وقذائفها، وقنابلها العنقودية، واسلحتها المحرمة دوليا تتصاعد الاصوات المشككة، المنددة المأجورة منها، والمخدوعة للاسف. متهمة حماس بتوريط الشعب، والوطن، وتقديم ضحايا كثيرة، وانها "مؤامرة" بين قيادة حماس واسرائيل، وغيره من سخف الكلام، الذي نقرأه على المواقع، والصحف المشبوهة، وغير المشبوهة، وعلى لسان المسؤولين، و"المحللين" العرب الذين يدعون الى التهدئة. اي اتفاق ايها الحمقى، وقادة حماس هم المستهدفون؟ اي مؤامرة، والقيادات الفلسطينية الثورية المقاومة كلها على قائمة الاغتيالات الاسرائيلية الامريكية؟ زيارة امير قطر كانت اخر محاولة لاستدراج حماس للتهادن، والاستسلام، وهو الذي اعطى الضوء الاخضر لاسرائيل، وليس جماهير غزة، ولا قيادة حماس، لان استمرار المقاومة، وانطلاق الربيع الفلسطيني يكشف عمالته، وعمالة صديقه الملك عبدالله في السعودية، وعبدالله الصغير في الاردن، وكل حكام الخليج. يعريهم امام شعوبهم، ويفضح سبب تعاونهم مع الناتو ضد سوريا، والقذافي مثلا. لماذا لا يتحركون لدعم الربيع الفلسطيني؟ لماذا لا يدعمون صمود غزة؟ لماذا لا يطالبون برفع، او كسر الحصار عن غزة؟ لماذا لا يفتي شيوخ التكفير بالجهاد في فلسطين؟ لقد وصل التدني، والتواطئ درجة، ان يسعى "سفراء فلسطين" في الدول الاوربية، ويحاولون ثني المشاركين في السفن المتوجهة لكسر الحصار على غزة عن المشاركة بالحملة. بل الضغط، والطلب من حكومات اولئك الناشطين لمنعهم من المشاركة. فمن الخائن، ومن المتواطئ؟ انا اختلف مع حماس فكريا بالكامل، لكني اقف دائما مع المناضلين من اجل الحرية. حماس سلطة شرعية منتخبة، حتى وان، اختلفنا معها، وهي تقاوم مع شعبها اعتداء، واحتلال غاشم. ملايين الاوربيين يتضامنون مع الشعب المحاصر في غزة، ويضغطون على حكوماتهم لوقف العدوان الاسرائيلي في حين تقوم السلطة "الفلسطينية" بالاتصال بالعالم كله، ومعها شيوخ البترول، للضغط على حماس، وعزل حماس. من الخائن، ومن المتآمر؟ اولئك الذي سرقوا سلطة الشعب بعد انتخابات حرة، وديمقراطية، وباشراف مراقبين دوليين. ام الذين يقاومون المحتل، ويسقطون يوميا على طريق الشهادة مهما اختلفنا مع سبلهم؟ عليهم في الاقل تبرئة ذمتهم للوقوف مع شعبهم، وليس لوم حماس، والمقاومين، والثوار، والمنتفضين، على حماسهم من اجل فلسطين. فمن الخائن اذن؟ قليلا من الحياء ياخونة عرفات والقضية الفلسطينية؟ يجب التوحد وراء المقاومة، وهي ليست مغامرة ، ولا متآمرة. لماذا تمنع الانتفاضة، والمظاهرات في الضفة الغربية؟ الاسرائيليون يقفون وراء حكومتهم فلماذا لانقف مع حماس، وشعب غزة؟ امريكا توحدت وراء رئيسها بعد الانتخابات، فلماذا لا يتوحد الفلسطينيون وراء شعار المقاومة والحكومة المنتخبة؟ اتحاد، وتوحد برك، وليبرمان، ونتنياهو ضد الشعب الفلسطيني. الا يجعلكم، ولو، من باب التشبه باصدقائكم الصهاينة، ان تقفوا مع الشعب المحاصر، والاطفال، الذين يذبحهم القصف الصهيوني؟ مليون ونصف فلسطيني(ليس حماسي) تحاصرهم اسرائيل، والعرب، والقيادة "الفلسطينية"! انه عار ما بعده عار. نعم انهم متفوقون في الطيران، والمدفعية، والبوارج البحرية، والاتصالات، والمخابرات، والدبابات، والتجسس، وهم ابطال العالم في قتل الاطفال، والنساء، وترويع المدنيين. لكن هذا لا يستوجب الاستسلام، والرضوخ. كوبا رغم ضعفها، وفقرها، وانعزالها لم تستسلم، ولم تتنازل حتى الان عن غوانتانامو المحتلة. فيتنام الفقيرة، وقفت وحدها ضد امريكا، والصين، وكل اعدائها، حتى حلفائها السوفييت نصحوها بالتريث، لكن فيتنام الديمقراطية وحدت ارضها، وشعبها رغم كل الضغوط، والقمع، والقصف، والتفوق في كل المجالات، الا الروح النضالية العالية، وقدمت الاف الضحايا من المدنيين. لقد خسرت اسرائيل حرب 2006 وستخسر هذه الحرب ايضا. لقد لام، وانتقد نفس المتخاذلين حركة حماس، وحزب الله لمقاومتهم الاحتلال، ورفع راية الصمود واتهموهم بالمغامرة. لكن ارادة المقاومة انتصرت، اخلاقيا، ومعنويا، واعلاميا، لان اسرائيل ظهرت على حقيقتها الفاشية، واحرجت اقرب اصدقائها. ومنهم السلطة "الفلسطينية" والاصوات النكرة، التي ارتفعت وقتها، وترتفع الان داعية للتهدئة، ولوم حماس بدل توجيه كل البنادق، والقوى، والاتصالات، والاموال، والعلاقات ضد العدو الصهيوني. الا يجب بدل لوم حماس توجيه الاضواء على الاجرام الذي تقوم به اسرئيل، وهي تجوع الفلسطينيين، وتقصف المدارس، والمساكن، والمستشفيات، وتمنع الادوية، والغذاء على الناس، وتقتل المدنيين متحدية كل القوانين، والاعراف الدولية. سجن كبير بلا ماء، ولا كهرباء ولا ملاجئ. بدل تصويركل ذلك، وكأنه اخطاء حماس. انكم تقفون في المكان الخطأ انتم لستم فلسطينيون. فدعوا ابناء الشعب الفلسطيني يكرروا تحقيق ماثرة شعب جنوب افريقيا، وتحرير كل ارض فلسطين. وكما قال الشهيد عرفات "شاء من شاء وابى من ابى". لقد وصلت صواريخ المقاومة الى تل ابيب المحتلة، وستصل جحافل المقاومة هناك مهما طال الزمن، وغلى الثمن. تعيد البيوت القديمة لاهلها، ليعيدوا بهاء فلسطين حرة ديمقراطية واحدة غير مجزئة لكل من يريد العيش في فلسطين الديمقراطية، وليس اسرائيل الصهيونية العنصرية. لقد اندحرت الغزوات الصليبية، التي حاربها المسيحيون قبل المسلمون، وسيدحر شعب الابطال دولة بن غوريون، ويمزق وعد بلفور، وتعود فلسطين لاهلها، ولكل من يريد العيش معهم بسلام.
لابد هنا من تسجيل ملاحظة، لكي نضمن المزيد من الدعم، والتأييد الشعبي والرسمي العالميان. من الضروري توجيه الصواريخ لمواقع عسكرية، وليس مدنية. العساكر يحيطوب بغزة من كل جانب، وهم اولى بالقصف. انا افهم انها رسالة مقصودة، لكنها ذات اتجاه واحد لا يخدم تعرية، وفضح النظام الصهيوني. فاذا كان الفلسطيني سمير ابو عيد مراسل التلفزيون السويدي من الاراضي المحتلة يقول يوميا: ان صواريخ القسام تقتل "المدنيين" الاسرائيلين، فماذا سيقول المراسل الانكليزي، او الفرنسي، او الامريكي؟! علينا ان نكسب الاعلام. اذا كسبناه كسبنا الشعوب، واذا كسبنا الشعوب ارغمنا حكوماتهم على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني العادلة. العالم كله رهين المال، والاعلام، وهما لحد كبير تحت التاثير الصهيوني فلا تعطوهم مادة يتاجرون بها. هناك اعلام حر، او محايد يمكن اعطائه المبرر الاقوى ليدعمنا اكثر، او ينحاز لنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المواقف المزيفة و التبريرات الواهية لا تصمد
علاء الصفار ( 2012 / 11 / 18 - 14:46 )
اجمل التحية السيد الكاتب
التبريرات الواهية امام الحقائق و ينبغي دائما التذكير بالبدايات كما تركز اسرائيل على الكذب ان وجود اسرائيل قام على سايكس بيكو و بتعاون حركة سلفية رجعية دينية, فبعد انتصار الامبريالية الامريكية صار الهجوم على العرب و صارت اسرائيل القاعدة الامبريالية في المنطقة وكذلك الرجعية العربية الوهابية المخضرمة, استخدمت للهجوم على كل الاحزاب التقدمية وبعد عقود اربع جائوا بالاسلام السياسي من المحيط الى الخليج! فلماذا العيب في حماس فقط! اولا انها دولة جاءة بالانتخاب و نحن نحترم الديمقراطية ورغم كرهي للاسلاموية ألا اني اجد ان من العبقرية اليوم استخدام سلاح الغرب القذر ضدهم فهم من جائوا بالاسلام السياسي فاسرائيل من بوش ياسر عرفات و مكن حماس بالصعود ضننا منها ستدمر القضية الفلسطينية بضرب قيادتها التاريخية! فهكذا إذن لندع حماس الدينية تواجه البربرية الدينية للدولة الاسرائيلية فانا اجد ان حماس هي المعادل المنطقي اليوم في زمن صعود ودعم الغرب للاسلاموية, فكما دعموا الحركة السلفية الاسرائيلية لتكوين اسرائيل دع الاسلاموية تواجه السلفية الاسرائيلية فهو زمن بربرية امريكا في الحروب!ع

اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي