الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثلث الموت وحقيقة البعد الرابع له

حيدر صبي

2012 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


مَرَّ الشعب العراقي بأهوالٍ ومِحنٍ من حروبٍ وحصارٍ وخوفٍ وترهيبٍ وقتلٍ وتجويعٍ وتقييدٍ للحريات فَدُمِّرَتْ ا لذاتُ العراقيةُ وباتَ العراقيُّ يحيا كركامٍ متحرك في مساحاتٍ ضَيِّقة .أنه ممنوعٌ من السفر نتيجة للوضع المادي الصعب الذي كان يعيشه ولممانعة السلطة له . فَتَحَوَّل العراق الى سِجنٍ واسعٍ تُمارَسْ فيه شتّى انواعِ الجرائمِ والسرقات . البعث .. جهاز الامن الخاص .. جهاز المخابرات .. فدائيو صدام .. الحرس الجمهوري والشرطة الداخلية الخ من الاجهزة القمعية كانت الغطاء الذي تتحرك خلاله تلك العصابات كذلك ما كان للعشيرة وللمناطقية ومن أصدقاء العائلة الحاكمة من حَضْوَه ومميزات مَكَّنَتهُم ليصبحوا تُجّارا فاحشي الثراء وبأموال الشعب العراقي . انتشرَ هؤلاء بين الدول كسماسرة للنظام ليعقدوا الصفقات المشبوهة سواء ما خَصَّ منها صفقات السلاح أو تلك التي شملت عقود المواد الغذائية " البطاقة التموينية " .تَوَرُّط نَجلُ كوفي عنان مُمَثل الامين العام السابق للأمم المتحدة بهذه الصفقات كانَ خيرُ دليلٍ على بشاعةِ تلك المافيات ولصوصِّيَتِهِم وما شكّلوه من شبكةٍ عنكبوتيه كان يقودها "عدي " الابن البكر لصدام حسين رئيس النظام السابق . لذا كان من البديهي ان نرى عراقيون اثرياء متواجدون في كل دول العالم بعد سقوط النظام ولكن هذه المرة بمسميات وأجندات مختلفة كَوَّنَت ما يشبه "مثلث الموت بأبعاده الثلاث" . حيث راح البعد الأول منه مكوَّنَا احزابا وحركات وتيارات دخلت الساحة السياسية لتغدوا في النهاية حجر عثرة امام توجهات الحكومة والمعطل والمعرقل لكل ما من شأنه ان يخدم الشعب العراقي . البعد الثاني منه استحوذ على الإعلام حيث أَخَذَ يفتح الفضائية تلو الأخرى لتُصْبِحَ الصوت المُعبِّر عن ممانعة النظام الجديد وتكون السانده والداعِمة لأشقّائها من احزاب "الروافض" لكينونة الوضع الحالي من خلال التأثير على قناعات الشارع بزيف ما ينشروه من تظليل للواقع وطمس للحقيقة وبث البرامج والحوارات التي تثير الفتنة وتنفخ في روح الفرقة وتُلْهِب حماسة التخاصم بين المواطنين. أمّا البعد الثالث والأخير من المثلث كان عبارة عن مسارات عدة . قسم منها اتَّخَذَ طابع "المقاوم الوطني" الذي يُحِبُّ وَطنه ويريد له التحرّر والخلاص من المُحْتَل فَمَدَّ المجاميع المسلحة بملايين الدولارات . ومسار آخر كان يريد أن يصبح " بطلا جهاديا " من خلال قيادته للمجاميع الإرهابية فَنَحَر وفَجَّر وهَجَّر وفَخَّخ ما طاب لنفسه وأشتهى بِتَلَذُذْ . في حين راح المسار الثالث بعيدا عن ذينك المسارين فاتَّخَذ " الدين لِباسا " كي يستطيع ومن خلال المنبر والجامع ان يثير الخُطَبِ الحماسية المؤجِّجَة للروح الوطنية والمحرِّضة على العمليةِ السياسيةِ الجديدة وَيُصْدِرَ الفتوى تلو الأخرى كي يُشَرْعِن لعمليةِ السَلْبِ والنَهْبِ والقتلِ باسمِ الله . وبالخروج عن نظريات الأبعاد الثلاث للمثلث نجد أنَّ هناك بعدا رابع هو " النهر الجاري لدولارات الخليج " التي مَدَّت روافد مثلث الموت بالملايين منها لتستطيع تِلكَ الروافد من الاستمرارية في سَقي الشعب العراقي مرارة الذُلِّ والهَوانِ والرُّعبِ والحرمانِ الى يومنا هذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس