الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مسألة الصحراء : تحيا الأممية البروليتارية

ناصر الغفاري

2012 / 11 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كما تعددت القراءات وتنوعت حد التضارب لمحطة تاريخية من تاريخ المغرب المعاصر، كلحظة جلاء قوات الاستعمار من جزء من أراضيه وإبقاء تواجدها المباشر في الجزء الآخر، بإعتبار كتابة تاريخه أضحى مجالا لخوض الصراع الطبقي بين من اعتبره "استقلالا" وكفى التاريخ المناضلين عناء خوض نضال مرير في سبيل الثورة الوطنية الديمقراطية لبناء الدولة الوطنية التي تركز ثروات الوطن في البلد وتتحرر من التبعية للامبرياليات فضرب لذلك عيدا يقيمه كل عام ،و متردد يشكك في "الاستقلال" لكنه يحتفل به كل سنة !! ويعجز عن توصيف مخلفات الاستعمار التي تشكل إمتدادا تاريخيا لمصالحه بغير الوطنية بله لا يتحرج من مشاركتها السلطة !!، ومن اعتبره "استقلالا" شكليا وتكتيكا خبيثا من قوى الاستعمار لتضليل الجماهير بعدما عجزت عن استيعاب تكلفة الضربات الموجعة التي وجهتها لها المقاومة الشعبية المغربية، فانسحب المستعمر الأصيل لصالح المستعمر الوكيل الذي أدخل البلد في تبعية للاستعمار سياسيا واقتصاديا أكثر شيء.

فإن الموقف من مسألة الصحراء إختلف أيضا بين هذه القوى كحالة طبيعية لإختلاف مصالحها الطبقية، ومنطلقاتها الفكرية، وتناقض طرحها السياسي، ويمكننا أن نجمل هاته المواقف في ثلاث تتدافع في حلبة التاريخ :



موقف النظام اللا وطني : وهو الموقف المجير دوما لصالح قوى غير وطنية معادية للشعب، والمحدد انطلاقا من صراع الامبرياليتين الفرنسية والاسبانية في المنطقة ، فالنظام الذي طالب في مفارقة تاريخية عجيبة بإسترجاع موريتانيا وليس الأقاليم الصحراوية ،لاويا عنق الجغرافيا قافزا عليها لا يتورع عن هدر كل مقدرات البلاد خدمة لمصالح الاستعمار، ولتوسيع مجال إقطاعه، وهو من تآمر على جيش التحرير وصفى ولاحق رموز المقاومة لا ينكف عن ترديد شعارات دوغمائية ذات صبغة "وطنية" في قشورها لا وطنية في مضمونها من قبيل "استرجاع التراب الوطني" ،"تراب وطني" موزع إلى إقطاعيات على الأعيان المخزنيين نال صفة "الوطني" من نظام لا وطني ليس إلا ذيلا حقيرا للامبريالية الفرنسية التي جعلته عصى لها لضرب أي فعل ثوري ومحاصرة وخنق أي توجه اشتراكي في المنطقة، جاعلا من مسألة الصحراء شماعة يعلق عليها فشله وفي ذات الوقت لإضفاء الشرعية عليه وذريعة وعنوانا لمهاجمة خصومه الطبقيين وتخوينهم لمواقفهم الأممية من مسألة الصحراء المنطلقة من التزامهم مصالح الأغلبية الساحقة من الشعب



موقف الاشتراكية الشوفينية : لا يتورع هذا التوجه الشوفيني داخل "اليسار" المغربي أو اليمين الانتهازي ان شئنا الدقة من رفع شعارات طنانة رنانة عن الدفاع عن الطبقة العاملة وادعاء تمثيل مصالحها، لكنه لا يتورع عندما يتعلق الأمر بالصراع بين نظامين كولونياليين حول من منهم يستعبد شعب الصحراء، الطبقة العاملة والكادحين بمنطقة الصحراء من الانزلاق لموقع النظام اللا وطني اللا شعبي اللا ديمقراطي وتبني شعاراته وترديدها، ساقطا في نزعة "الدفاع عن الوطن" الشوفينية فيكون بذلك قد خان الطبقة العاملة وكادحي الصحراء وناصر التحالف الطبقي الرجعي عليها بله انه لا يتحرج من تمجيد الحرب حين يتحدث ويحتفي "بمن سقطوا في ساحة الشرف" !! إنه الارتهان السافر للنظام اللاوطني.

ويتلخص موقف هؤلاء في شعار العمل على اعادة الصحراء "للوطن"، لكنهم لم يسألوا انفسهم أللوطن فعلا يعيدونها ؟ الا يرون ان الوطن مفقود ويجب اعادته وتحريره اولا قبل التفكير بالحاق الاخرين به ؟ الا ينبغي ان نعيد الوطن المغتصب للتاريخ قبل ان نتحدث عن استرجاع الاراضي التاريخية ؟ هل ندعوا الطبقة العاملة بالصحراء وعموم الكادحين للعودة ليشاركونا تازمامارات والكورباس وضيعة مازيلا وينعموا معنا بفيض "الحرية" والديمقراطية الحسنية ،وليرفلوا معنا بعظيم نتائج السلم الاجتماعي ؟؟؟ الا يرى هؤلاء انهم استحالوا سياطا بيد النظام اللاوطني لاجبار الطبقة العاملة الصحراوية وشعب الصحراء لينضافوا لعبيده، الخانعة لطقوسه المخزنية المذلة وليعيشوا ابشع صنوف الاستغلال ؟



موقف الاشتراكيين الامميين : ينطلق موقف المناضلين الشيوعيين الامميين في هذه المسألة، من التزام مصلحة الطبقة العاملة الصحراوية التي هي هي مصلحة الطبقة العاملة المغربية، ولا يرون شعار "الدفاع عن الوطن" في هاته المسألة الا شعارا ارتداديا عن الاشتراكية العلمية ونزعة شوفينية ، فعن اي وطن يدعي هؤلاء الدفاع عنه ؟ وفي وجه من ؟ هل هوالوطن الاشتراكي ؟ ومن هو خصمهم بالتحديد ان ملكوا جرأة تحديده ؟ وهل يبرر لهم سيرهم حدو النعل بالنعل مع النظام لحربه ؟ وهل تبيح لهم "اشتراكيتهم" كبح تقدم شعبنا في الصحراء ويعملوا على جره وادخاله في حكم نظام قرسطوي رجعي متخلف ؟ وكي لا يفهمنا احد على سجيته ويرانا في صف النظام الكولونيالي الدكتاتوري الجزائري وجنرالات حربه،مادام الافق المسدود لهؤلاء يجعلهم لا يرون الامر إلا : اما مع النظام الرجعي المغربي واما مع النظام الرجعي الجزائري، نذكر هؤلاء بشعار الاممين الخالد عبر التاريخ "لصان يتصارعان ليهلك اللصان معا"، وانه لحظة تطاحن هذان اللصان لا ينبغي للاشتراكيين العلميين الامميين ان يصطفوا الى جانب هذا اللص او داك بدافع "الدفاع عن الوطن" ،انما عليهم العمل والنضال لتحويل حرب اللصان الى حرب اهلية تأتي على اللصين وترفع راية الطبقة العاملة وتحقق لها الظفر والنصر.

وخلاصة موقف الاشتراكيين العلميين الاممين من مسألة الصحراء الذي أتبث التاريخ ويتبث صوابيته : انه لا يجب منع وقهر شعبنا بالصحراء والتصدي والعمل على افشال نضاله من اجل الحرية والعمل على اخضاعه للعبودية، وانه لدفع شعبنا بالصحراء للوحدة الوطنية يجب علينا ان نكافح اولا لتسود الحرية لدينا حتى يكون لدينا شيئ نقنعهم بان يتشاركوه معنا غير العبودية والقهر والاستغلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح