الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توزيع ( الكرزات ) في أحد البرلمانات العربية !!

خليل الجنابي

2012 / 11 / 19
كتابات ساخرة


لم أكن مجانباً أو مجافياً للحقيقة إذا رددت القول المأثور للمتنبي وهو يهجي كافور ( يا أُمة ضحكت من جهلها الأُمم ) , أقولها وأنا خجِل من نفسي , حيث لا يمكن لي والحالة هذه المقدرة والقابلية على عكس الصورة وتزويغها وتحسينها ووضعها في المكان المناسب , أقول أنني أخذت أشعر بالحياء وأنا أتلمس مخارج الكلمات , لأنني مهما جعلت من الأمور الحياتية المعقدة التي تخص ( المواطن ) أينما كان في الدول العربية , أن أجعل منها بسيطة وسلسة وسهلة ( البلع ) , وسأكون متجنياً , لأن المواطن العادي مهما كان ( أُمياً ) ولا يفقه شيئاً مما وصلت إليه الشعوب الأخرى من الحضارة والتمدن والمعرفة , إلا أنه بحسه الفطري أخذ يميز ( اللون الأبيض من اللون الأسود ) , وأخذ يعرف ايضاً ( الغث من السمين ) , وأصبح على درجة عالية من المعرفة المتراكمة لديه بأن حقوقه المغتصبة في الحياة الحرة الكريمة لم تعد مُستباحة ومهدورة الى ما لا نهاية , وراح يعتقد أن ما يهمه من كل ما تقدم وما تاخر , هو كيف يستطيع سد ( رمقه ) ورمق أطفاله , وكيف ينال الماء النظيف للشرب , وكيف بمقدوره أن يحصل على العمل الملائم والدواء اللازم لعلاج ( العلل ) التي تنتابه والتي لا تُعد ولا تُحصى , وكيف ينام تحت سقف إنساني لائق يأويه مع عائلته الكبيرة , وكيف يستطيع أن يُؤمن مستقبلاً تعليمياً باهراً لأبنائه , ومن سيصرف عليهم في حالة عجزه أو إصابته بأي طاريء لا سامح الله . أسئلة كثيرة , وعلامات إستفهام أكثر تتقافز أمام المواطن في البلدان العربية , هذه الدول التي وُجدت وتأسست منذ عشرينات القرن التاسع عشر , وحكمتها حكومات كانت ولا زالت تسمى ( وطنية ) , وكان في بعض منها رجال دولة مشهود لهم بـ ( الغيرة ) على الوطن , لكن الأحداث المتسارعة وتأثير المصالح الدولية وتقسيم النفوذ , وتأثير الجهل والتخلف والأمية والفقر جعلتهم مقصوصي الجناح , لذا كان تحليقهم بجناح واحدة محفوف بالمخاطر . كل هذا وغيره كان محركاً ( للربيع العربي ) , ولا زالت المياه التي كانت راكدة لعقود تواصل تململها , ولكن في هذه المرة لن يكون هناك شيء إسمه خداع الجماهير كما حصل في الماضي .
الذي أثار حفيظتي هو مقطع ( الفديو ) الذي إستلمته مؤخراً من أحد الأصدقاء والذي يوضح بالصوت والصورة إحدى الإبداعات التي تفتقت عنها قريحة ( المؤلفين والمخرجين ) المحليين والدوليين كي يجعلوا منا أحاديث للسخرية والإستهزاء , مقطع بقدر ماهو ساذج وبسيط , إلا أنه يدل على الإستهانة بالناس ومتابعة قضاياهم المهمة التي جاءوا من أجلها حين قدموا أنفسهم للجماهير التي ضحكوا عليها ووقعت بأصابعها البنفسجية على إختيارهم كمدافعين عنها , لا أن يجلسوا على كراسي البرلمان ( ويتفستقوا ) مطبقين المثل الشعبي القائل ( العصفور يتفله والصياد يتكله ) حيث يتم في هذه الجلسات توزيع ( المكسرات أو الكرزات ) كي يواصلوا ( الرفع والكبس ) بينهم في معركة حامية ( الوطيس ) لتكون نبراساً للبرلمانات العربية الأخرى , ويبدو أن هناك قضية (ساخنة ) أراد فيها المنصفون في هذا البرلمان أن يخففوا من الأجواء ( الحماسية ) , لأنهم على ما يبدو إستأنسوا بأفكار ( علماء النفس ) القائلة بأن ( مضغ ) أي شيء في الفم يخفف من حدة ( المزاج والعصبية ) التي تنتاب الإنسان في المواقف الحرجة , لكن الشيء الذي فاتهم هو أن علماء النفس كانوا ينصحون بمضغ ( اللُبان أو العلكة ) والتي فيها القليل من السكر التي يشعر فيها الإنسان بحلاوة ومذاق فمه , وبها يتحسن وضعه النفسي ويكون مزاجه ( عال العال ) وعندها ( يبصم بالعشرة ) على كل قضية تكون مطروحة حتى لو كانت تناقش فيها قضية مصيرية تهم حياة ( البؤساء ) كـ ( قضية التدخين والعقم عند الرجال وخسارة فريق الطوبة ) , وهذا المقطع مأخوذ من الفديو الجميل الذي وزعته رابطة المراة العراقية في المملكة المتحدة الذي تتحدث فيه ( النائبة – اهتمام زائد ) عن دعايتها الإنتخابية وتهيئة الأجواء للمعركة الإنتخابية القادمة .
رابط الحملة :
http://www.youtube.com/watch?v=Us6idA2orpM&feature=youtu.be
رابط الفديو الذي يتم فيه توزيع ( الجرزات – المكسرات ) :
http://www.youtube.com/watch?v=xh684Zc7nRQ&feature=related
جميل أن يعرف الإنسان قدر نفسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نوم
حمورابي سعيد ( 2012 / 11 / 19 - 09:46 )
اخي خليل...اعتقد ان موزع الكرزات له اجر ,لانه في الاقل يبعد عن هؤلاء البرطمانيين اللجوء الى النوم طوال الجلسة البرطمانية لانشغالهم ليلا بالسهر لحل مشاكل الفقراء.تحياتي

اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف