الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة نقدية بقلم نوارس الخزرجي

جابر السوداني

2012 / 11 / 19
الادب والفن


ترانيم منفلتة
الشاعر حسين السلمان
طلب حثيث لسلك من بريق العيون حتى لا تنفرط حبات عقد منتهى الأراجي
قدً الشاعر سنفونية ترانيمه المنفلتة من مقاطع ثلاثة .
كان المقطع الأول منها عبارة عن زخًات من أسئلة يأخذ بعضها برقاب بعض لتشكًل معا عنقود تساؤلات الحيرة والقلق .انها سياط من نار تكتوي بها ذات تبحث بحثا ممضا عاتيا عن مستقرها ومستودعها .هذه الذات الحيرى عصيًة متفلتة لذا كان ضمير المخاطب المفرد أنت
أمارة عن انفصال عمن ضاق ذرعا بتمردها وتململها واضطرابها وفي ألان ذاته تعلن بخروجها هذا عن جموحها وتوقدها فمن عبثي المسعى السعي إلى ترويضها وحملها على المهادنة والانقياد والإذعان فقد وعت وعيا شقيا بأنها محاصرة بيباب أخذ يدب في أوصالها وبها شوق عارم للنماء فحدائق المنى تلوح لها وتستنفر كل طاقاتها .وهكذا ينغلق مقطع الترقب والرغبات المحمومة بأسئلة محرقة وكأنها جمر الغضا بلا توان ولا فتر .
ولم تجد هذه الذات الموزعة بين ضيق المدى ومنتهى الرجاء والممزقة بين واقع كابوس مرعب وحلم يتفلت كماء من بين الأصابع إلا الالتفات إلى ضمير المخاطبة أنت فكأنها الملاذ الأخير.و بعد انسداد الآفاق وغيم الفضاء يهرع القلق إلى بحث عن مرقاة تنتشله من الانحدار إلى قرارة الموجة والى متاهة التلاشي والانحدار .
ولكن كيف السبيل إلى رأب صدوع ورتق شقوق وخروق وليست سوى صدوع الكيان وخروق طالت الأمنيات الصميميًة التي بها يكون الامتلاء درءا لكل خواء ؟
فجاء المقطع الثاني من الترانيم المنفلتة زاخرا بصيغ الأمر اعصري بريق عينيك امزجيه بدمع قلبي والبسي شال رابعة العدوبًة وقد فارقت هذه الصيغ معناها الأصلي فلا استعلاء ولا أوامر بل رجاء وثضرًعا فكأنها ابتهالات في حضرة أنت واهبة النور والسكينة بعد عنف رياح التيه وعواصف الحيرة والسؤال ولا جواب فطغت على هذا المقطع نبرة تحنان ووجد وزخر مقطع الضراعة بمعاني الاستنجاد والتوسل توسل مشوق معنًى ينشد ألقا وضياء لتندحر ظلمات وليكون الاشراق والاشراقات بعد إشراف على الأفول والتشظي وقبل أن تنفرط حبًات عقد الأراجي وعنقود كمال الأمنيات فكان السعي الدؤوب إلى التمسك بسلك ينتظمها ويقيها التبعثر والتشتت
ولن يحترق الحرف ولن يسدل ستار إلا و تفتح كوًة ترسل ضوءا وغيثا
وبهذه الروح المتوثبة انفصل المتكلًم عن دائرة المخاطب المفرد دائرة التيه وقلق المنزلة واحتمى بدائرة المخاطبة أنت عساه يحقق توازنا ويسدً نقصا ولكن مازال بعض من صدى الحيرة وعنتها يجمجم بالأعماق فكان لزاما على من به جوع أكبر إلى الانعتاق والطراوة والحياة أن يواصل رحلة البحث عن منشوده ومبتعاه ولم يبق سوى الرحيل أداة بغالب بها همًا استأسد وأشتدت ضراوته .
وتبعا لذلك تغلق دائرة أنت لتفتح دائرة مخاطبة المثنى أنتما وتستدعي إلى الذهن سنًة شعريًة دأب عليها الشعراء القدامى مذ أرسى دعائمها الشاعر الجاهلي امرؤ القيس وليس الملك الضليل سوى رمز لنوسان بين انكسار وانتصار بين واقع مرير وحلم شامخ
ولن يتصرًم أمل بكر ويتلاشى وفي الأعماق شوق عارم إلى إدراك ذرى بعيدة وآفاق ممتدة
نوارس الخزرجي/ تونس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-