الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات اولية على الثورة المصرية

حسام الحداد

2012 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور ما يقرب من عامين على ثورة 25 يناير وفى الذكرى الاولى لاحداث محمد محمود كان لابد لنا من مناقشة الثورة ومحاسبة انفسنا قبل ان تحاسبنا الاجيال القادمة , ولاننى انتمى لتيار اليسار المصرى او كما يحلو للبعض الان تسميته " بالاشتراكى " خشية التكفير الذى سوف يلاحقه , فقد تعلمنا فى مدرسة اليسار النقد والنقد الذاتى رغم قلة ممارسته من النخب اليسارية ولاننا لسنا من بين هذه النخب نتقدم بنقد ذاتى لممارستنا الثورية راجين فتح حوار هادئ حول تلك الملاحظات على ثورتنا المصرية ان صح لنا التعبير واسميناها ثورة !
الملاحظة الاولى
ان الثورة المصرية لم تكن حركة منظمة بل حركة عفوية للجماهير , وان قوة الحركة العفوية للجماهير استطاعة بمفردها على ازالة النظام القديم لكنها لم تستطيع بسبب تناقضاتها الداخلية واوجه قصورها ( فى الوعى والتنظيم) ان تنشئ نظاما بديلا اجتما عيا ثوريا
هذا ما تضح جليا منذ الايام الاولى للثورة حينما حول الاخوان المسلمين بعد جلستهم مع الراحل عمر سليمان الشعار الثورى " الشعب يريد اسقاط النظام " الى شعار مختلف تماما وهو " الشعب يريد اسقاط الرئيس " والانتهازية السياسية التى وافقت على استبدال رأس النظام بالمجلس العسكرى الذى اتى به مبارك بالتنسيق مع القوى الرجعية فى المجتمع والمضادة للثورة بمعناها الواسع الذى نعرقه وليس فقط تغيير الرئيس " الاخوان والسلفيين " فلقد اثبتت الاحداث المتلاحقة بداية من محمد محمود وحتى الان ان فصيل التيار المتأسلم بكل اجنحته تبنى الثورة المضادة , هذا من ناحية ومن ناحية اخرى عدم اتفاق او التنسيق او وجود تحالف قوى او ضعيف بين القوى الليبرالية واليسارية مما ادى فى نهاية الامر للتيار الاكثر قدرة على تكوين تحالف " التيار المتأسلم " وسيطرة الاخير على مقاليد السلطة فى مصر بعد انسحاب القوى الليبرالية واليسارية طواعية من الشارع السياسى خاصة فى اطراف المدن والمحافظات الريفية ذات الكثافة التصويتية
الملاحظة الثانية
تتمثل هذه الملاحظة فى انعدام وجود تنظيم ثورى تستطيع الجماهير التى قامت بالثورة الاسترشاد به وان يقوم هذا التنظيم بقيادتها للوصول الى السلطة ولابد لهذا التنظيم ان يكون مرتبطا عضويا بالجماهير ومتجزر فى القلب منها خاصة " النقابات المهنية والعمالية والطلاب والفلاحين " فبدون هذا التنظيم الثورى القوى لاتستطيع الحركة العفوية للجماهير ان تسيطر على السلطة وبالتالى كان ثورة لم تكن كما هو حادث الان
الملاحظة الثالثة
جريمة الانسحاب من الميادين فى 11 فبراير بعدما تنحى مبارك وترك مقاليد السلطة للنخبة العسكرية لقد انسحبنا من الميادين فرحين مهللين بما حققناه من بتنحى مبارك ولم ربما لقلة وى الجماهير وقتها بما هو المقروض عليها همله لان نخبنا السياسية العاملة فى ظل نظام مبارك لم تنبهنا لما يجب علينا عملة ولم تكتفى بعد تنبيهنا بل ايضا هللت معنا وتوافقت النخب العسكرية والسياسية المتأسلمة واختاروا جانب الثورة المضادة فى المرحلة الانتقامية وما بعدها واثرت القوى الليبرالية واليسارية ممارسة السياسة بنفس الاسلوب التى كانت تمارسه ايام مبارك اسلوب رد الفعل والشجب والادانة متناسية انها فى زمن ثورى وعليها ان تقود الجماهير نحو الثورة الى ان تحقق اهدافها
الملاحظة الرابعة
الجماهير اكثر ثورية من النخب السياسية
اخيرا
هذه بعض الملاحظات التى لاحظتها ربما اكون مصيبا او مخطئ ليس هذا المهم بل المهم ان نفتح حوارا مجتمعيا وليس نخبويا حول هذه الملاحظات وغيرها حتى تكتمل ثورتنا وحتى يكون شعار " الثورة مستمرة " له معنى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -