الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الامير الزيدي هو رجل المرحلة

حسين القطبي

2012 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك ان العسكري المخضرم، الذي يذكرنا شاربه الكث ونظراته الجامدة، الخالية من الدعة، بايام الزيتوني، وبجحافل الجيش الصدامي، يثير القلق عند الغالبية العظمى من المزارعين الكرد، ويعيد الى الاذهان ايام كانت تلك الوجوه الكالحة، الباحثة عن الشر تستبيح القرى، بحجة البحث عن العصاة، او لانتزاع الاعترافات من الفلاحين، او لاجبارهم للعمل كادلاء للسلطة.

ووجه كهذا لا شك هو ما يريده السيد مسعود البارزاني ليوضح للشارع الكردي من خلاله حقيقة التوجهات الجديدة للقيادة العراقية، وليذكرهم بان العداء للكرد في بغداد لم يكن مرتبطا بوجود صدام، بل انه يمثل توجهات الحكومات المركزية، منذ تشكيل الدولة العراقية الى اليوم، عسكرية كانت او مدنية، ديكتاتورية او ديمقراطية، لذلك فلا حل، وهذا ما سيقتنع به الشارع الكردي، سوى الالتحام بالقيادة الكردستانية من اجل مواجهة جحافل المتوحشين وانفالاتهم وحصارهم الثقافي والاقتصادي.

رئيس الوزراء العراقي من جانبه، والذي اختار هذه الشخصية العسكرية المعروفة بخبرتها في مجال ابادة القرى، وحرق المزارع، بحكم اشتراكه بعمليات الانفال البعثية السابقة، ايام النظام الديكتاتوري، انما كان يرمي باختياره التصعيد الى اقصى الحدود مع الكرد، وقد نجح على مايبدو في هذا الاختيار.

فالتصعيد مع الكرد يمنح صورة المالكي امام العراقيين، المزيد من الهيبة، فهم يتطلعون دائما الى قائد عسكري ذو قبضة حديدية على شكل "صدام ولكن عادل"، فيجدون فيه هذه الشخصية التي طال انتظارها، وان كانت هذه السمات غير حقيقية، وليست سوى صورة خارجية اشبه بالـ "فوتوشوب".

وبما اننا على اعتاب انتخابات جديدة، فان كل من السيد المالكي، والبارزاني، اللذان يواجهان اوقات صعبة، كلاهما بحاجة الى حصد نقاط انتخابية من خلال هذا التوتر غير المبرر في العلاقة بين بغداد واربيل.

وقد احسن السيد المالكي باختياره اللواء عبد الامير الزيدي لهذا المنصب، فشكله وحده ينذر بالمزيد من التوتر، فهو من جهة يذكر الشارع الكردي بايام القمع والتطهير العرقي، ومن جهة اخرى لا يثير الخوف لدى القادة الكرد، لانه نسخة تحس وكأنها مزورة من شكل صدام النمطي، المنهزم، مما يدفعهم الى التصعيد الاعلامي والعسكري بثقة، وهذا ما لم تكن تحلم به القيادة الكردستانية من اجل رص صفوف البيت الكردي، وتوحيد المواقف السياسية بشرعية انتخابة جديدة.

وفي نفس الوقت فان التصعيد يوفر للسيد المالكي ما يحتاجه لمجابهة الخصوم السياسيين في بغداد، من الصدريين والبدريين، الى قادة القائمة العراقية والحوار، وحتى الشخصيات المرشحة مثل اياد علاوي، ابراهيم الجعفري، احمد الجلبي.. الخ.

لقد جاء قرار تشكيل قيادة عمليات دجلة كقربان من اجل استدراج الاسد الكردي من عرينه، لان زأيره قد يكفي لتوحيد الصف خلف قيادة المالكي، واختيار اللواء عبد الامير الزيدي على رأس هذه الفرقة ربما يكون انجح قرار اتخذه المالكي، او "مستشاره الامريكي" للحفاظ الطاقة الانتخابية للقوى الحاكمة اليوم، وعلى ديمومة العملية السياسية في العراق، ومن ثم استمرار الوضع الانتقالي الراهن الى عقد اخر من السنين.

نعم، اختيار اللواء الزيدي، دليل على حنكة المالكي، وهو احد اهم قراراته من اجل البقاء في السلطة، لكنه قد يكون الاكثر ضررا لمصالح الشعب العراقي، لانه يعبئ البسطاء بالحقد القومي ضد الكرد، الكافي لشن حرب كارثية جديدة، لا تختلف عن حرب سلفه صدام حسين، وفي نفس الوقت زرع مرارة الاحباط في ريق المواطن الكردي من تصرفات ما كان يعتقد انهم الشيعة.

واذا كانت هذه هي سمات المرحلة، مرحلة الصراع الجماهيري التي يهندسها السيد المالكي، قبل الانتخابات، فان رجل هذه المرحلة، وبجدارة هو السيد اللواء البعثي السابق عبد الامير الزيدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت


.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا




.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و


.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن




.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا