الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما قل و دل : لغة لمالكى

جودت هوشيار
كاتب

2012 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


" ما قل و دل " عنوان عمود صحفى كنت أكتبه على مدى سنوات ، فى صحيفة " خبات " الأسبوعية ، الصادرة فى مدينة أربيل باللغة العربية ، حتى حوالى منتصف العام 2003 ، و لحين انتقال الصحيفة الى بغداد بعد سقوط النظام السابق و تحولها الى صحيفة يومية ، هى صحيفة " التآخى " الغراء . و ها أنا اليوم ، أواصل كتابة هذا العمود و لكن فى الصحافة الرقمية ، التى يشتد عودها يوما بعد يوم و تكتسح فى طريقها الصحافة الورقية المطبوعة ، معلنة بزوغ فجر اعلامى جديد فى عالم يعرف كل من فيه كل ما يجرى فيه لحظة بلحظة . و خير الكلام فى عصر السرعة : ما قل و دل.

لغة المالكى :

كلما قرأت تصريحاً لرئيس الوزراء العراقى نورى المالكى ، تذكرت روايات و قصص " فرانز كافكا " و هذا لا يعنى ان المالكى يقلد كافكا ، فشتان بين الثرى و الثريا، و أشك ان المالكى قد سمع بأسم هذا الكاتب العظيم أو قرأ شيئاً من مؤلفاته . كافكا كان متناقضاً فى بعض كتاباته ، فقد كان يكتب جملة ، ليأتى بنقيض معناها فى الجملة التالية ، و لم يكن ذلك أمرأ غريباُ أو خارج السياق ، لأنه كان يسعى لملامسة الواقع الملىء بالتناقضات .
أما تناقضات المالكى فهى ، تجسيد صارخ للطلاق بين أقواله وأفعاله.و" ديماغوجية " بحته *و ضحك على الذقون .

- صرح المالكى قبل عدة أشهر بأن حكومته حققت أنتصاراً ساحقاً على " الأرهاب " و وصل به الأمر الى حد التصريح بأن بعض الدول طلبت منه مساعدتها على دحر الأرهاب لما تمتلكه حكومته من تجارب و خبرات فى هذا المجال . و لكنه عاد ليؤكد فى تصريحاته الصحفية ، التى أدلى بها خلال زيارته الأخيرة الى موسكو ، بأنه بحاجة الى أسلحة لمحاربة " الأرهاب " فى المناطق الجبلية و الصحراوية . و من الواضح ان المقصود بالمناطق الجبلية هو أقليم كردستان و بالمناطق الصحراوية محافظة الرمادى .
أقليم كردستان أصبح اليوم نموذجاً للأمن و الأمان و الأستقرار، ليس فى العراق حسب و لكن فى منطقة الشرق الأوسط بأسرها . و أبناء الرمادى هم الذين دحروا الأرهاب فى محافظتهم و فى أجزاء أخرى من العراق ، و يأتى السيد المالكى العاجز عن الحفاظ ، حتى على أمن المنطقة الخضراء رعم احتكاره للملف الأمنى و جيشه المليونى ، ليزايد على من دحر الأرهاب فعلا ..

- يروق للمالكى كثيراً الحديث عن الوطنية و محاربة الطائفية ، و لكن المالكى هو الذى أكد قبل بضعة أشهر " أنه شيعى أولا و عراقى ثانياُ و عربى ثالثأ " و هى كلمات موثقة بالصوت و الصورة ، و لا يمكن للمالكى أنكارها أو التنصل منها .
و من حقنا ان نتساءل :أين يكمن الأرهاب و من هو الطائفى الحقيقى ؟

و نكتفى بهذا القدر من الأقوال المتناقضة للسيد المالكى ، لأن معظم كلامه ، ان لم بكن كله هو من هذا النوع أى ديماغوجية مكشوفة و ساذجة ، لم يعد أحد فى العراق يصدقها ، ما عدا اللوبى الفاسد المنتفع من بقائه فى السلطة ، و الأبواق الدعائية الممولة من خزينة الدولة التى تردد أقواله ليل نهار و فى مقدمتها شبكة الأعلام العراقى و قناة العراقية التابعة لها و العديد من المواقع الألكترونية ، التى تتشدق بأنجازاته الموهومة و فى الوقت نفسه ، تلقى مسؤولية فشل حكومته على الآخرين . و يبدو أن هذه الأبواق قد أتقندت اسلوب سيدها فى ترديد الأقوال المتناقضة .
------------------------
*الــ( ديماغوجى ) كما تقول الموسوعة البريطانية ، هو الشخص الذي يسعى لاجتذاب الناس إلى جانبه عن طريق الوعود الكاذبة و الخداع والتملق وتشويه الحقائق ويؤكد كلامه مستنداً إلى شتى فنون الكلام وضروبه ، و لكنه لا يلجأ إلى البرهان ، لأن من حق البرهان أن يبعث على التفكير وأن يوقظ الحذر، والكلام الديماغوجي مبسط و يعتمد على جهل سامعيه وسذاجتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على