الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معلم ووزارة ونقابة

عمر قاسم أسعد

2012 / 11 / 20
الحركة العمالية والنقابية


إن الهجمة الشرسة التي تعرض لها المعلمين ــ وما زالت ــ في الأونة الأخيرة هي هجمة ممنهجة وذات أبعاد خطيرة جدا لكسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم وخلق حالة من العدائية من خلال المنابر الإعلامية ضد المعلمين وحراكهم .
المعلمون هم أبناء هذا الوطن وهم الأحرص على وحدة الوطن وفي وجدانهم إنتماء لكل ذرة تراب على أرض الأردن الطاهر ، ولكنه عصر المزاودات وعصر التخوين للمعلم الحر الشريف .
الأبواق الاعلامية لم تهدأ لتبث سموم التفرقة وزرع إسفين بين المعلمين فيما بينهم وتشتيت وحدتهم وتلاحمهم ومحاولة سلخهم عن نقابتهم التي تمثلهم لتحقيق المزيد من الحصار والتفتت .
المعلم قبل أن يكون معلم هو مواطن يعيش على هذه الأرض يتأثر ــ كغيره ــ بكل الأحداث السياسية والاقتصادية التي تعصف بالوطن ، المعلم هو أب يعمل جاهدا لتوفير لقمة العيش لأبنائه ، المعلم هو أخ وصديق للجميع وهو العنصر الفاعل النابض بالحياة ومساهم في رقي وحضارة المجتمع الذي يعيش فيه ،
المعلم هو إنسان يمر بظروف معيشية قاتلة كغيره من مواطني الوطن ، ولأنه كذلك فمن حقه التعبير عن مدى ما وصل إليه من جوع وظلم وقهر ، ولأنه إنسان يبحث عن إنسانيته التي سلبت منه قصرا وظلما . المعلم هو أبي وأخي وصديقي وجاري ، وعندما يتعلق الأمر بالوطن فإنه أول من يحمل راية الدفاع عن الوطن وعن تراب الوطن وعن لقمة عيش الوطن .
إن كل الأحداث التي مرت على المعلمين قد تحملوها إكراما للوطن وشعب الوطن ــ وهذا واجبهم ــ فعلينا جميعا أن نحني هاماتنا لكل معلم إحتراما وتقديرا وتواضعا .
إن سلوك الحكومة عامة ووزارة التربية والتعليم خاصة باتباعها اساليب التهديد والوعيد وتحت طائلة العقاب إنما تعبر عن مدى بعدها وعدم انحيازها للمعلم وعن مدى عدم مبالاتها واهتمامها بالمعلم ـ الذي لولاه لما كان أشخاصاهم بالحكومة ــ حتى وصل الأمر ألى مسألة التخوين واتهام المعلم بأنه في (( المعسكر الأخر )) وما تبثه وسائل الإعلام من خلال منابرها إنما يدعو بشكل مبطن إلى التحشيد والتجييش ضد المعلم وتصويره على أنه عدو للطالب وعدو لولي الأمر وعدو للمجتمع .
أما كان الأجدر بالحكومة ووزارة التربية والتعليم أن تتبع أساليب أخرى اقل عدائية ؟؟ أما كان من الأجدر أن تقرب المعلم لحاضنته الطبيعية وتتلمس همومه ومشاكله في محاولة منها لإشراك المعلم في السياسة التعليمية ؟؟ أما كان الأجدر أيضا أن تعترف بالمعلم كأنسان وأب وأخ للمجتمع ؟؟
ولكنها سياسة سلطة تعليمية فوقية لا تعير اهتماما لمن هم تحت مظلتها ، وتزيد من الهوة وتصطنع العراقيل وتقييد المعلم .
وعلى الوزارة الآن وفي ظل الظروف الصعبة التي نعيشها جميعا أن تلتفت للمعلم بشكل جدي ليكون رديفا حقيقيا وأداة من أدواتها الفاعلة لما فيه مصلحة الوطن .
والنقابة من جهتها ــ رغم تحفظي على بعض قراراتها ــ إلا أنها كانت تفتقر إلى الآلية المناسبة لايصال رسائلها وقراراتها للمعلم اولا وللمواطن ثانيا ، وبغض النظر عن مدى صواب او خطأ قرار الإضراب إلا أنه لم يلامس قطاع المعلمين بشكل جيد وبناء وربما أنعكس سلبا على الكثير من المعلمين قبل أن ينعكس على أولياء الأمور للإفتقار لتوجيه رسائل توعوية وإرشادية ، وهذا ما سهل مهمة الحكومة والوزارة لضرب الإضراب .وعلى النقابة أن تدرك أن قطاع المعلمين يمتلكون من الخبرات والكفاءات العقلية الكثير الكثير ، ومن هذا الباب على النقابة أن تتعامل مع المعلم بمنهجية جديدة وأسلوب عمل جديد لتحقيق المزيد من وحدة وتلاحم هذا القطاع مع نقابتهم ومن خلال مرجعيات ميدانية فاعلة في كل مدرسة في أنحاء الوطن .
وعلى اولياء الأمور أن يتيقنوا أن المعلم ليس عدوا للوطن والمواطن ، إنه المعلم الذي يحترق من أجل أولادكم لأنه أيضا أب ولديه أطفال ــ مثلكم ــ في المدارس ويفني عمره لأجل أطفالكم لأنهم أطفاله .
وإلى كل مواطن ومسؤول في وطننا الحبيب لا تزاودوا على المعلم ولا يخطر ببالكم أنه الحلقة الأضعف .
المعلم هم المعلم وسيبقى المعلم الإنسان والأخ والأب والصديق ،،،،
أيها المعلم وأينما كنت على امتداد هذا الوطن أحني لك هامتي محبة واحتراما وتواضعا

عمر قاسم أسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إضراب شامل في جنين حدادا على اغتيال القيادي إسلام خمايسي


.. حتى تحقيق مطالبهم كافة.. طلاب في جامعة غينت البلجيكية يواصلو




.. شركة ميكروسوفت تطلب من موظفيها العاملين في الذكاء الاصطناعي


.. محامون ينفذون إضرابا عاما أمام المحكمة الابتدائية في تونس ال




.. إضراب عام للمحامين بجميع المحاكم التونسية