الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول التحالف الكردي - الشيعي !!

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)

2012 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



راحت تتصاعد في الفترة الأخيرة وتزامنا مع أزمات عميقة ذات مغزى استراتيجي خطير دعوات لإحياء ما يسمى بالتحالف الكردي الشيعي. ونحن إذ نسجل موقفنا من هذه النداءات والدعوات نؤكد احترامنا لكافة أطراف العملية السياسية وشخوصها وقادتها والمكونات العراقية ونؤكد أيضا أن ما نعلنه يأتي نتيجة حرصنا على مصالح بلادنا ووحدة شعبنا ومستقبل العملية السياسية كلها.
1- من المستغرب أن يعود بعض الأخوة إلى هذا المصطلح الإستفزازي كلما وقعت أحداث وأزمة حادة ذات بعد استراتيجي خطير وكأن وحده التلويح بالتحالف الكردي الشيعي سيضع علاجا لها مما يعكس عدم شمولية المعالجة وافتقارها للتناول الموضوعي والعلمي.
2- ومن المؤسف جدا أن يحدد هذا التحالف بمكونين إثنين فقط من مكونات عديدة للمجتمع العراقي مما يفسح في المجال لأبناء المكونات الأخرى بالشعور بأنهم مستهدفون. فلماذا يستثنى من هذا التحالف المكون السني وخاصة العربي منه؟؟ ولماذا يستبعد نهائيا المكون التركماني وبقية المكونات الدينية والقومية؟؟
3- وارتباطا بذلك نتساءل هل المقصود أن هذين المكونين ( السني والتركماني ) مستهدفان في هذا التحالف الكردي الشيعي ؟؟ هذا ما نتطلع إلى الحصول على الإجابة عليه من قبل أطراف التحالف المذكور إن وجد أصلا لغرض طمأنة الأطراف الأخرى والمكونات غير المشمولة به.
4- وما دمنا نتساءل عن مدى وجود هكذا تحالف أصلا فلعل البعض من المنادين به يشير إلى ايام تعاون القوى السياسية العراقية المعارضة للنظام السابق والذي في الحقيقة اشتركت به قوى سياسية من مختلف المكونات ولم تقتصر على مكون دون آخر وهذا ما يشهد به القاصي والداني. لكن البعض ولأسباب طائفية وأخرى عنصرية أراد أن يعزل الآخرين بل ويحملهم دونما وجه حق بين الحين والآخر مسؤولية أفعال النظام السابق ويتسبب حتى في اضطهادهم وتعرضهم لسوء المعاملة بما في ذلك الإنتقام وعلى أشكال عدة.
5- إن المناداة بالتحالف الكردي الشيعي يؤسس إلى انشطارات خطيرة في المجتمع العراقي على أسس طائفية ويرسخ الخلافات الإثنية ويهدد وحدتنا الوطنية وينعكس بشكل مباشر على استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية ويبعث الحياة في قوى الإرهاب والعنف ويعيد إلى الواجهة المناداة بالأقاليم الطائفية ويشجع على الإستقواء بالأجنبي والدول الإقليمية وهذا كله مما استطاع شعبنا بصموده ووعيه وصبره من تجاوزه ونسيانه. الأمر الذي سيعزز القناعة بأن الشعب لا يريد الطائفية ولا العنصرية لكنما بعض الساسة هم الذين ينادون بها ويحيونها كلما احتاجوا لها في الأزمات والمشاكل فيما بينهم.
لذلك كله نتوجه بالنداء الحار والمخلص لكل اطر اف الأزمات السياسية المستفحلة والقائمة حاليا لكي:-
1- يصار إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية الأنانية والضيقة جدا.
2- مصارحة الشعب العراقي بكل الحقائق المتعلقة بكل الصراعات والخلافات وعدم إخفاء أية حقيقة ذات صلة بمصلحة البلاد ومستقبل المواطنين.
3- حل الإشكالات القائمة بينهم والتي هم أساس وجودها بلغة الحوار والتفاهم وتجنب لغة التهديد والوعيد والتحذيرات وردود الأفعال وكل هذا مما يهدد أمن وسلامة شعبنا وبلادنا ولسوف نحمل الجميع مسؤولية أية تطورات خطيرة تزج فيها البلاد.
4- التسلح بالوعي الإستراتيجي والرؤيا الشاملة في تناول المشاكل وحل الأزمات بما يضمن مصلحة الوطن ويحقق أهدافنا المشتركة في التصدي للعنف بكل أشكاله والحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا ودولة.
5- احترام وعي شعبنا وإرادته الرافضة للطائفية والعنصرية وتجنب إثارة الحساسيات الطائفية واستفزاز المكونات المختلفة وتهميشها بل واستهدافها بحجة تحالفات ولدت في ظروف مغايرة تماما لظروفنا الحالية ورغم هذا ضمت آنذاك كل القوى السياسية الممثلة لكل أطراف الشعب العراقي.
6- التوجه نحو بناء الدولة العراقية المدنية الديمقراطية الحديثة بالتماشي مع تطور العصر والبلدان الأخرى ومغادرة عقلية لي الأذرع وفسح المجال للقوى الوطنية والديمقراطية لإيصال صوتها للجميع والإعتراف بحقها في المساهمة في اللقاءات والحوارات والمؤتمرات الهادفة إلى حل المشاكل والأزمات وعدم التفرد بالمواقف والقرارات.
7- وعمليا ندعو إلى مؤتمر شعبي عام تتمثل فيه كل محافظات العراق لمناقشة الأزمات الحالية وتدارس كيفية الخروج منها وتقديم التوصيات إلى أطراف الأزمات والتي يفترض أن تكون ملزمة.
8- ندعو رئاسة مجلس النواب العراقي الموقر إلى تبني هذه الأزمات ومناقشتها علنا والتوصل إلى قرارات تكون ملزمة للجميع والكف عن الوقوف مكتوفي الأيدي متفرجين على ما يجري في البلاد من أزمات تهدد مصير العراق الأمر الذي يثير استغرابنا وامتعاضنا ومعنا أبناء شعبنا كله.
9- لكن لا يفوتنا هنا أن نتوجه بالنداء الحار والمخلص إلى أبناء شعبنا البار من العرب والكرد والتركمان وغيرهم ومن كل الأديان والطوائف والمذاهب إلى رفض التخندقات الطائفية والعنصرية وعدم السماح بالعودة إلى اقتتال الأخوة أبناء الوطن الواحد. إن هذه هي اللحظة الإستراتيجية الخطرة والمصيرية التي قد يتوقف عليها مصير بلادنا وشعبنا.
10- والنداء موجه تحديدا لأبناء وقادة المكون السني والتركماني من سياسيين وشيوخ عشائر ووجهاء المجتمع إلى أداء دور الوسيط بين الأخوة الكرد والشيعة لأخماد فتيل الأزمة والتوصل إلى حل مقبول من قبل كل ألأطراف بما يضمن سلامة وحدة العراق وشعبه وأمنه واستقراره.
11- وإذ نشير هنا إلى الدستور العراقي الذي يمنع العنصرية والطائفية وشتى أنواع التمييز بين أبناء الشعب الواحد نكرر ونؤكد بإلحاح على ضرورة سن قانون مكافحة الطائفية البغيضة على غرار قانون مكافحة الإرهاب كي نضمن سلامة وحدة شعبنا وبلادنا مثلما نضمن حياة المواطنين من مخاطر التفجيرات والقتل المجاني. إن الطائفية والإرهاب وجهان لعملة واحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تدني تأييد ترامب وسط المستقلين بعد إدانته جنائيا | #أميركا_ا


.. فواز منصر يجيب.. ما خطورة نشر الحوثيين للزوارق المفخخة الآن؟




.. تضرر مستوصف في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي


.. قادة أوروبا يبحثون مستقبل الاتحاد في ظل صعود اليمين في الانت




.. ما دلالات الكشف عن وثيقة تؤكد أن الجيش والمخابرات كانا على ع