الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل السلم و عدم عودة القوات الاجنبية !

مهند البراك

2012 / 11 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لابد من التذكير بأنه رغم الكفاح العنيد و انواع التضحيات لكل قوى معارضة دكتاتورية صدام و تضحيات الشعب العراقي بنسائه و رجاله، باطيافه القومية و الدينية و المذهبية و السياسية . . سقطت الدكتاتورية على يد القوات الاميركية، الأمر الذي لايعطي لأي طرف داخلي الحق بالانفراد بالسلطة، على اساس الادعاء بانه هو الذي اسقط الدكتاتورية لوحده . . الإدعاء الذي درجت عليه الدكتاتوريات العسكرية و به تكوّنت، للإعلان عن (شرعية) حكمها على البلاد، منذ عقود .
و يرى مراقبون انه بسبب عدم اتفاق اهداف و برامج الاحزاب و القوى المعارضة على البديل لصدام حينها، و الذي كان سبباً هاماً من اسباب عدم قدرتها على توحيد جهودها بالقدر المطلوب، و بالتالي عدم قدرتها على اسقاط الدكتاتورية بنفسها . . و بسبب ماحصل و يحصل من نتائج اثر سقوط الدكتاتورية بذلك الشكل، و ماهية البديل الذي جاء، يستمر عدم الاتفاق على تفاصيل البديل، و صار يتطوّر على سكّة المحاصصة الطائفية الاثنية التي كوّنته، بشكل اختلافات متصاعدة بين الكتل المتنفذة و هي في دست الحكم و التي تتمحور على عقدة العودة الى ما مضى، من هو القائد ؟!
حيث بعد مرور مايقارب العشر سنوات و رغم اجراء انتخابات و قيام برلمان و تصويت على دستور، و تشكيل مؤسسات الحكم بضوئه . . لم تستطع تلك الكتل و للاسف ان تتوصل الى تعددية تحقق الوحدة الوطنية، و الى احترام حقوق و واجبات الآخر و صارت البلاد و كأنها " بلاد قدّمها الاميركيون على طبق من ذهب للايرانيين" كما تردد اوسع الاوساط الشعبية، و خاصة بعد انسحاب القوات الاميركية من البلاد . .
و يرى خبراء بأنه الآن و بعد انتهاء الانتخابات الاميركية التي تسببت بتجميد الموقف العسكري الاميركي الخارجي . . بسبب الخسائر المادية و المعنوية للقوات الاميركية من جهة، و بسبب اعادة تنظيم القوات على اسس استخدام المنظومات العسكرية الجديدة التي ادّت الى الاستغناء عن 17 % من قوات المارينز . . تزداد الادارة الاميركية قدرة على تحشيد قواتها او قوات حليفة لها في النقطة المحددة، لتحقيق اهدافها في منطقتنا، بتقديرهم . .
في وقت ثبت فيه . . ان المطالبات باخراج الاميركيين ليست عواطف و تمنيات فقط مهما كانت صادقة، و انما بكونها تتوقف على قدرة القوى العراقية الحاكمة و خاصة الكتل المتنفذة و بالذات الحكومة المركزية ـ حكومة المالكي الآن ـ ، و قدرة الكتل النافذة على التفاهم لتحقيق السيادة الوطنية على اساس حكم برلماني فدرالي دستوري موحد، بعيداً عن الحاجة الى قوات اجنبية لتوقّف احتمالات صدامات داخلية جديدة، تزداد فيها احتمالات اشتعال الحرب بين الحكومة المركزية و حكومة كوردستان العراق، في المناطق المتنازع عليها ابتداءً .
و يرى محللون انه و رغم الظروف الكثيرة التعقيد التي تسود المنطقة التي اخذت تزداد التهاباً. . حققت حكومة اقليم كوردستان رغم ثغرات تحاول تجاوزها، حققت مالم تستطع تحقيقه اي من الادارات المحلية ان صحّ التعبير في مناطقها، بل و مالم تستطع تحقيقه الحكومة الفدرالية المركزية ذاتها حتى لبغداد العاصمة التي تفيض الآن بمياه بداية موسم المطر !! . . سواء في مكافحة الارهاب و تثبيت الأمن او في عيش افضل، او في تقبّل المعارضة رغم صعوبات، حيث صار البرلمان الكوردستاني يتكوّن الآن على اساس حكم و معارضة، رغم اجراءات و اخطاء تُنتقد عليها، التي منها التقصير في دعم نضالات القوى الديمقراطية العربية في الوسط و الجنوب، السند التأريخي و الحليف المجرّب للقضية الكوردية في العراق، كموقف نواب الكتلة الكوردستانية الذين صوّتوا على مقترح التعديل الثاني لإنتخابات المجالس المحلية، الداعي للاستحواذ على اصوات الناخبين دون وجه حق . .
فان حكومة المالكي باعتبارها الحكومة المركزية ذات الصلاحيات، تتحمل المسؤولية الاكبر في التوترات المتصاعدة التي تحصل و تهدد بصدامات دامية . . منذ تصديها بالرصاص الحي للمظاهرات السلمية المطالبة بالحريات و الخبز و الكرامة، الى فضائح الفساد و السرقات الكبيرة و اللامبالاة بالمعاناة اليومية، التي آخرها . . صفقة التسليح الروسية، محاولة الغاء البطاقة التموينية، و الى فضائح اللامبالاة بالدستور و بالهيئات المستقلة التي كان آخرها فضيحة البنك المركزي العراقي، اضافة الى تأخيرها تطبيق المادة 140 الخاصة بكركوك و ابقاء المشكلة تهدد الامن و الاستقرار عند كل منعطف، عدم سعيها الجاد للتوصل الى قوانين النفط، الاحزاب، الصحافة . . وفق الدستور و روحه، اضافة لمشاكل الحريات، الكهرباء، حقوق المرأة، البطالة و غيرها، التي تملأ الصحف و بيانات وكالات الانباء الداخلية و العالمية . .
وسط مشاعر تسود اوسع الاوساط بأن الحكومة الحالية تسير نحو تثبيت حكم فردي يصفه قسم بكونه على غرار الحكم في ايران سواء بولاية فقيه او دونها ـ بعد ان تعذّر عليها ذلك ـ . . و بأن مايجري يعبّر عن حذرها من تصاعد المطالبات الشعبية في مواكب العزاء الحسينية الشيعية الجارية، التي تهدد بانعزال الحكومة عن حاضنتها الشيعية المتسترة بها . . و حذرها من التحضيرات الجارية لعقد ائتلافات ـ قد لاتروق لها ـ لتحقيق المطالب الشعبية في عملية انتخابات المجالس المحلية . .
فيما يحذّر حريصون من خطأ تقدير اعتماد اسلوب "صولة الفرسان" و الصحوات التي نجحت في حينها و اكسبت رئيس الوزراء الحالي تأييداً . . خطأ اعتماد ذلك الاسلوب و عقمه في التجربة التاريخية العراقية لحل القضية الكوردية . . و سواء كان ذلك لكسب فئات كوردية عرفت بمواقفها الانتهازية او فئات شوفينية عربية معروفة مواقفها من القضية الكوردية، الذي قد لايذكّر الاّ بمحاولات الدكتاتوريات لاشغال الجنوب العربي و الضغط عليه بالتلويح بعُقد كوردستان، و الهاء كوردستان و الضغط عليها بعُقد صعوبات السيطرة على الجنوب الشيعي ـ السني و نشاط القوى الديمقراطية و اليسارية . . و خاصة في ازمان مواكب العزاء الحسينية التي تلف الجميع تحت راية مأثرة الامام الحسين من اجل تثبيت الحق و العدل، التي تنبض عميقاً في الروح العراقية باطيافها . .
تحذّر اوساط عسكرية خبيرة من ان اسلوب تشكيل وحدة (عمليات دجلة) التي تتشكّل على اسلوب الانساق العسكرية الحربية في زمان الدكتاتورية، بجمع كل القوات الحكومية ـ جيش، شرطة، أمن، مرتزقة، جيش شعبي، جاش، قوات محلية . . ـ (*) و حصر قيادتها بقائد اوحد، بكونها تشكّل خطراً ستراتيجياً يشجّع العودة الى الروح العسكرية و معالجة المشكلات بالعنف، بعيداً عن الروح التي تحاول بنائها العملية السياسية اثر سقوط الدكتاتورية، على اساس تطبيق الدستور و المفاوضات و الحوارات السلمية . . الأمر الذي يتسبب بعصيان ضباط على الاوامر التي تدعوهم الى التوجه و التحشّد في طوز، و رفض مجالس محلية الزج بمحافظاتهم في (عمليات دجلة)، وفق ما تتناقله وكالات انباء و صحف محلية . . .
و فيما تلاقي الجهود المبذولة لتطويق حادث طوزخورماتو؛ الدعوة لأدارة مشتركة للامن في المناطق المتنازع عليها، الدعوة للوقوف امام الفتن الطائفية و القومية، بذل الجهود السلمية . . دعماً شعبياً واسعاً، فان التأكيدات تتزايد لحل المشاكل آنفة الذكر بين الاطراف العراقية، من اجل ردم الثغرات التي تتسع و التي قد تهدد بعودة قوات اجنبية مهما كانت مسمياتها لـ (حل الخلافات)، التي لن تضيف الاّ مشاكل و معاناة جديدة من نوع آخر للشعب العراقي بأطيافه .

21 / 11 / 2012 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) و الذي يذكّر البيشمركةالانصار و اهالي كوردستان بتشكيلات (قوات الطوارئ) لمواجهة البيشمركة في المدن في سنين الدكتاتورية البغيضة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان