الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرب المراجعة وعرب المواجهة

حميد المصباحي

2012 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


اختلفت دول العالم العربي فيما بينها,كما كان يحدث منذ سنوات,فبعد الإستقلال,مالت أنظمة الحكم حسب مصالحها,لهذا المعسكر أو ذاك,وكان الصراع حينها في أشده بين الكتلة الشرقية الإشتراكية الشيوعية, والكتلة المناقضة,الرأسمالية,التي كانت تتزعمها الولايات المتحدة الأمركية و حلفائها في أروبا الغربية والكثير من الدول التابعة لها,أو المستعمرات التي كانت خاضعة لها,وقد تفاعلت القوى
المتناقضة فيما بينها,واستغلت إسرائيل هذه الصراعات,وعرفات كيف تستفيد منها,بحيث فرضت نفسها كدولة,تجسد تحرر شعب من الإستعمار الإنجليزي,لتكتسب عطف الشيوعيين,ثم لجأت مرة أخرى للغرب كدولة محاصرة بهمجيين واستبداديين,تجاه شعوبهم ولا عقلانيين ومخربين,لتكتسب تعاطف العالم الحر,المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وأروبا الغربية وحلفاء الغرب في المناطق البعيدة عن الشرق الأوسط.
لكن بعد انهيار المعسكر الشرقي,وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها,كقوة واحدة يحتكم إليها العالم,ولا تستطيع أية دولة عاقلة تحديها,وهو ما دفع بها إلى خوض حروب خارج حدودها,بالعراق وأفغانستان,منيت فيهما بهزيمة,لم يتمنها حتى الكثير من العرب لها,فقد حلمت الأنظمة العربية بفوز الأمريكان,لكن التاريخ,كما هي عادته يزخر بالكثير من المفاجآت,أولها ظهور قوى منافسة,وأكثر تنظيما وإصرارا على خلق أقطاب متعددة في العالم,مما سمح بانتشار التقنية,التي كان الغرب يحتكرها ليزود بها قواه المقاتلة لقهر كل التكتلات والدول المعتبرة متمردة على المشروع الغربي الأمريكي,الذي قبلت به بعض الدول العربية وصارت له في وجه باقي الدول الرافضة للتبعية,وتسول المساعدات المالية والتقنية,التي اعتاد الغرب على تصديرها للدول الصاعدة بشروط مجحفو وقاسية,هنا ظهر توجهان كبيران,يتصارعان في الساحة العربية,وامتدت مواجهاتهما إلى مناطق خارج الحدود العربية.
1عرب المراجعة
هي دول,عربية تسمي نفسها بالمعتدلة,والتي كانت سابقا محسوبة على الحلف الأطلسي,أي تابعة للمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية,والتي بعد انهيار الشيوعية دافعت عن بديل,أسمته الدول القوية الرأسمالية بالعولمة,أي انفتاح العالم على نموذج واحد,فالناس صاروا مجمعين على نظام واحد للقيم والحكم والإقتصاد,وربما حتى الأذواق الفردية وكيفيات التواصل بين الحضارات والشعوب,وبدا هذا النمط من العرب,وكأنهم حكماء العصر,بحيث بدت لهم إسرائيل نفسها دولة فرضت وجودها وعلى العرب وكل العالم القبول بهذه الحقيقة ولو على حساب الحق الفلسطيني,فكان المال الخليجي,ممدود للعسكر الغربي,لكي يقنع بالقوة كل المتمردين على العالم الجديد,كما أرادته أن يكون الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون والتابعون من دول الخليج,الدول المجاورة والمعروفة بدول الإعتدال,لكن المعركة لم تربح رغم التضحيات العظام,التي قدمتها المقاومة اللبنانية والعراقية والفلسطينية,وكل القوى الحية على حدود العالم العربي,وفي كل بقاع العالم,بل إن هذه المعركة,كانت تمتد حتى الصين وروسيا وكوريا الشمالية,وغيرهما من دول المعمور,وقد أنتجت دول المراجعة اتفاقا ومقترحا عربيا,وجهته الجامعة العربية لإسرائيل,في العديد من التنازلات,للقبول بالكيان الصهيوني وتطبيع العلاقة به,لكن إسرائيل تجاهلته,وتركته في رفوف مهملة في درج مكاتب الوزراء المتعاقبين والساخرين من الورقة العربية,التي صارت محرجة لهم,ومخزية تجاه أجيال المقاومة التي أثبتت أن لها القدرة على التحدي والوقوف في وجه الغطرسة الصهيونية,فهذا جيل الإنتصارات,وليس جيل النكوص,فخذوا أوراقكم واتركوا لآبطال العر الراهن قول كلمتهم,التي كانت مديوة سنة2006 في الجنوب اللبناني,وأخرست دعاة الواقعية العربية والمراجعات المخزية.
2عرب المواجهة
هم رجالات الرفض والمقاومة,وبعض الدول الداعمة لهم,رغم قلتها,وعد تجانس مقترحاتها,فقد كانت داعمة للمقاومة وعلى رأسها سوريا,التي بقيت حصنا يحمي المقاومة اللبنانية,ويمدها بما تشد به أزرها في مواجهة إسرائيل,أما ليبيا القذافي,فلم يكن نظام الحكم واضحا في اتجاهاته,فهويرى المقاومة واجب علنا ,لكنه في السر يتفاوض على قيادتها,وهي لعبة أدركتها المقاومة وصارت تتجنب التعامل مع النظام الليبي,إل في الحدود المسموح به نضاليا وسياسيا,أما الجزائر,فقد كانت معنية وقريبة من دول المواجهة,أو ما عرف بالممانعة,وكانت مواقفها معروفة ومتوقعة,نظرا لتاريخها في دعم حركات التحرر العالمية والعربية,وإرثها كدولة كانت منحازة للمعسكر الشرقي,وقريبة من مصر جمال عبد الناصر,وشعاراتها القومية,الت يفرضت عليها أن تكون دولة من دول المواجهة,التي كانت دول الخليج تحسب لها حسابا,لما عرف عن قادتها من عناد,وإصرار على خوض غمار المواجهات الدبلوماسية حتى ضد فرنسا نفسها,في الكثير من المناسبات والإحتكاكات السياسية مع فرنسا,وحتى بعض الدول الغربية.
يبدو أن حدة المواجهة,احتدت لكنها في الطريق إلى الحل,فقد أدرك عرب المراجعات,وجود لاعبين جدد,غير قابلين للتجاوز مثل الصين وروسيا,وقد تنضاف إليهم الهند ودول الشرق والجنوب الآسيوية,وبدأ العالم يعرف بزوغ قوى أخرى في الطريق لفرض وجودها من قبيل البرازيل وتركيا,وإيران,وهنا أدركت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها,وبواقعية أن العالم لم يعد ملكا لها تتصرف فيه كما تشاء,ومن المؤكد أن صوتها هذا حتما وصل,إلى دول المراجعة العربية وحتى إلى لإسرائيل نفسها,التي صارت عالة على الغرب,ولم يعد قادرا على خوض حروب طاحنة نيابة عنها وحتى عن بعض العرب,الذين لا يكفون عن التشكي من الجار الإيراني,
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عرب المقاومة و عرب النعاج
ammar shbat ( 2012 / 11 / 22 - 03:05 )
اصبحت الدول العربية قسمين
عرب النعاج : الذين حضروا مؤتمر وزراء الخارجية في القاهرة و اقر وزير خارجية قطر بانهم نعاج ولم يعترض احدا منهم على هذا التوصيف
عرب المقاومة : و هم معروفون -

اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ