الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للمراوغة والمغامرة والرهان , بل نريد الحوار والاستقرار والسلام

مولود جقسي

2012 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



اعتاد المالكي على المراوغة باستخدام اسلوب الترهيب والترغيب في استهداف و تفكيك الكتل والاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان العراقي بل وغير الممثلة فيه ولم يقتصر ذلك على الكتل المنافسة بل وحتى الاحزاب والتنظيمات المؤتلفة في كتلته بحيث منح الشرعية لتنظيم عصائب اهل الحق المنشقة عن التيار الصدري والتي كانت ملاحقة و محضورة من قبل الحكومة نفسها بسبب تلوث ايادي اعضائها وقيادتها بدماء العراقيين و ذلك نكاية بالتيار و الذي استخدم دولته العنف والسلاح ضده في بغداد والبصرة ومحافظات اخرى في الجنوب وبعد ان قام بضرب التيار وتصوره انه قد انتهى لم يبق امامه في الشارع الشيعي سوى المجلس الاعلى الذي لم يسلم هو الاخر من سطوته و سلطانه فقام بمحاربته بشتى الوسائل كاتهامه لنائب رئيس الجمهورية حينها الدكتور عادل عبد المهدي والقيادي في المجلس الاعلى بسرقة مصرف الزوية للاساءة الى سمعته ثم تسقيطه , كل ذلك بسبب تنافسه ( المجلس ) معه داخل الكتلة الشيعية كما وقام بتشكيل مختلف التنظيمات العشائرية التابعة لحزبه وبتمويل حكومي في مناطق الجنوب كمجالس الاسناد التي كانت احد الاسباب الرئيسية لتنافر وابتعاد الطرفين عن البعض ثم القطيعة قبل اجراء الانتخابات النيابية السابقة ... و كان للكتلة العراقية المنافسة النصيب الاكبر في الاستهداف والتصويب حيث استطاع المالكي استمالة العديد من وزرائها الى جانبه والذي ظهر ذلك جليا في عدم رضوخ بعض من وزرائها الاستجابة لقرارها ( الكتلة العراقية ) بالانسحاب من الحكومة في التشكيلة الاولى لحكومة المالكي او عند تعليق نشاطهم في الحكومة الحالية , وكان لقانون المساءلة والعدالة الذي يستخدمه المالكي ضد منافسيه من السياسين الاثر الكبير في رضوخ العديد من نواب العراقية و الانسحاب منها لدرجة ان سيدة نائبة لها علاقات عائلية مع الدكتور اياد علاوي قبل ان تصبح نائبة ( وحسب احد تصريحاتها ) كانت قد دفعت رشوة مقدارها ثلاثون الف دولار كي يشطب اسمها من قائمة المساءلة ( بموجب تصريح للسيد علاوي ) فهل يا ترى كان خروجها ( من القائمة ) اعتباطا !! ؟؟ و قانون الارهاب هو الاخر لازال احد وسائل الظغط والابتزاز لدى المالكي يلوح به خصوصا بوجه القائمة العراقية متى ما يشعر بالضيق او الظغط عليه لكشف المستور من الانتهاكات و الفساد او التنصل من عهود ومواثيق و لازال العديد من نوابها متهمون بهذا القانون او اخرون يهددون به بين فترة واخرى

و هكذا يظهر ان المالكي حقق الكثير من اهدافه في اضعاف القوى السياسية السنية والشيعية فساد الانقسام و الفرقة والتناحر في القائمة العراقية وكاد ان يسيطر على الشارع الشيعي ليتحول الحكم الى سلطة مركزية ( عكس ما ينص عليه الدستور بلامركزية المحافظات غير المنتظمة في اقاليم ) و حاكمها يامر وينهي كما كان في عهد القائد الضرورة مما اثار حفيظة التيار الصدري والمجلس الاعلى اللذان دعيا الى تحديد فترة رئيس مجلس الوزراء بدورتين انتخابيتين فقط و باثر رجعي ولفشل المركزية في تقديم الخدمات او دفع عجلة البناء والاعمار الى الامام مما حدى بمختلف المحافظات الشيعية قبل السنية الى المطالبة بتشكيل الاقاليم بعد ان عرفوا و شاهدوا التقدم الحاصل والمتواصل في كوردستان وفي جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والامنية ...الخ ليس لتميز شعبه عن الاخرين انما لنظامه الفيدرالي وميزاته المنصوصة عليها في الدستور مما اشعر المالكي التخوف من الاقليم و تجربته بل اعتبر ذلك تحديا لسلطته ونظامه المركزي , وبدلا من التشجيع على الاقتداء بهذه التجربة الناجحة كي تتقدم جميع المحافظات الاخرى اسوة بالاقليم , قام باطلاق اقاويل تحوي في طياتها التهديد والوعيد , منها كون الاقليم يريد ان يكون اقوى من المركز وكانه يريد بذلك ايقاف التقدم في الاقليم كي يتساووا في الفقر وقلة الخدمات مع بقية المحافظات

و لوضع العصى في عجلة تقدم الاقليم وافشال تجربته الرائدة التي يشيد بها كل من يزورها من عراقيين او اجانب , حاول و يحاول المالكي وبالاخص بعد تشكيل حكومته الثانية , افتعال الذرائع المختلفة لخلق الازمات والتنصل من تعهداته والوثائق التي وقع عليها شخصيا , اخرها تحشيد ما يقارب من مئة الف جندي في الاراضي المستقطعة من الاقليم والتهديد بالاجتياح , اضافة الى محاولاته ايجاد موقع قدم باتصلاته بالعشائر المختلفة وبالاخص بعض الذين تورطوا مع النظام السابق فلم ينال مبتغاه , ثم الارتهان على بث الخلاف والفرقة بين الحزبين القائدين للسلطة في الاقليم وزعيميهما , غافلا ومتوهما ان سياسة العقل و الحكمة و الهدوء والتهدئة تعني الخذلان والتنازل او الاختلاف ثم الخلاف , كما لم يغيب عن باله بل كان رهانه الاساسي استمالة قيادات المعارضة الكوردستانية مثل ما فعلها مع بعض من القائمة العراقية ناسيا ان القيادات الكوردستانية سواء من كان في الحكم او المعارضة له , هم اولئك المناضلون الذين ضحوا جل حياتهم وشبابهم في سوح النضال و صقلتهم طبيعة ووعورة الجبال وزمهرير شتائها قانعين لنهارهم رغيف خبز ان حصلوا عليه دون ان يابهوا بسلاح العدو المتطور بل حتى الكيمياوي لم يزحزحهم من التواصل في ساحات النضال فلم تغريهم المال او الجاه , ولم يفتني التذكير بما قاله احد ابطال التحرير من البيشمركه القدامى المناضل مام رستم احد قيادي حركة التغير وبعد زيارة الى كركوك لابداء التاييد والدعم والمساندة باسم البيشمركه القدامى في التغير لاهلها والمناطق المستقطعة الاخرى التي تتعرض الى المخاطر ( من يريد الاعتداء على وطننا وشعبنا فانه كالذي يضرب راسه بصخور جبال قنديل الصلدة ) , هذا مايقوله جميع ابطالنا البيشمركه وقياداتنا الحاكمة والمعارضة وهذا مازرعوه من روحية في شعب كوردستان بقومياته واديانه ومذاهبه المختلفة .

فهل يستمر دولة الرئيس على نفس السياسة و يراهن على جيشه الكبير في العدد والضعيف في الانضباط والتدريب و المتفشي فيه الامية بنسبة 23% وحسب احصائية وزارة دفاعه وهل سيصدق او يقتنع بقواده البعثيين في مكتب القيادة العامة وقواته البرية وقوات دجلة وما يقدمونه من خطط عسكرية وانتصارات موعودة ,هؤلاء الذين لا يكنون له الخير والنجاح اطلاقا بل الظغينة و الفشل والخذلان ثم السقوط ..... ام ينتصر العقل والحنكة والحكمة على المراوغة والمغامرة والرهان ويلجا الى الحوار والشفافية والالتزام بما يتفق عليه و يضمن السلم والاستقرار والمصلحة العامة , فيجنب البلد من هول الحرب وسفك الدماء .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله