الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسرائيل تختطف الانتصار من الفلسطنيين في -اتفاق القاهرة-

محيي المسعودي

2012 / 11 / 22
القضية الفلسطينية



على مدار ثمانية ايام من الشعور بالارباك والحرج والخوف والصدمة التي عاشتها اسرائيل, جراء تفاجئها بسقوط صورايخ وقذائف المقاومة الفلسطنية على مدن وقرى اسرائلية مختلفة - لم تكن اسرائيل تتوقع وجود هذه الصواريخ في القطاع ولم تتخيل وصولها الى مدن مثل تل ابيب والقدس - وعلى مدار ثمانية ايام من ارتفاع معنويات الفلسطنيين واستعادتهم لثقتهم بانفسهم وبمقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي وشعورهم بالانتصاروتفاخرهم به , على مدار الثمانية ايام هذه, ظلت امريكا واوروبا تقدمان كل انوع الدعم للاسرائيليين . فيما استغل الساسة العرب هذه الحال وعادوا للمتاجرة بالقضية الفلسطنية اعلاميا, ولكن الامر الذي غيّر المعادلة في (معركة غزة) وجعل اسرائيل تختطف (انتصار المقاومة الفلسطنية) في اللحظات الاخيرة لصالحها "سياسيا وماديا ومن ثمّ ستراتيجيا" هو قدرتها ومعها الغرب على الوصول الى عقد "اتفاق القاهرة" الذي رعته الحكومة المصرية . فكيف اختطفت اسرائيل انتصار المقاومة الفلسطنية في هذا الاتفاق !؟ لن اتعرّض للمكاسب الاسرائلية المادية واللوجستية والعسكرية "المتمثلة بزيادة المساعدات الامريكية والاوروبية" اثناء وجراء هذه الحرب , ولن اتعرض لمكاسب اسرائيل من عملية الاختبار التي اجرتها لقوتها وردعها العسكريين وقبتها الحديدية, على اسلحة خصومها التقليدين وخاصة ايران , ولن اتعرض الى منافع الاختبار الاسرائيلي لقيادة وحكومة مصر ما بعد الثورة , والذي بين لاسرائيل ان حكومة مصر الجديدة ليست عميلة كحكومة حسني مبارك ولكنها " أي حكومة مرسي" افضل من حكومة مبارك, كاداة لتحقيق مصالح اسرائيل: اما عن غفلتها او ضعفها او نهجها الايدلوجي . لن اتحدث عن كل هذه المكاسب التي حققتها اسرائيل ولكني سوف اتعرض لاهم بنود الاتفاق الذي وقعته المقاومة الفلسطنية معها , وقبل ذكر البنود, استطيع القول ان اسرائيل استطاعت ان تكسب من الاتفاق نفسه "قبلا" اكثر مما كسبت وتكسب من بنوده لاحقا ذلك عندما جعلت الفصائل الفلسطنية التي لا تعترف - بدولة اسرائيل- ان تعترف بهذه الدولة بشكل اقوى من الاعترف العلني ,, اقوى لان هذا الاعتراف ياتي من خلال عقد اتفاق امني ثنائي علني بين طرفين مع ضامن وشهود ما يعني ان الفاصائل الفلسطنية المقاومة باتت تعترف باسرائيل بشكل رسمي وحقيقي ومادي وواقعي, اما بنود الاتفاق فلن اقف كثيرا عندها الا في نقطة او نقطتين فقظ, وهما اللتين يحكمان ستراتيجية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني, النقطة الاولى والاهم هي غياب المدة المحدودة للهدنة او مدة وقف اطلاق النار, اذ لم يشر الاتفاق الى مدة زمنية محددة لهذه الهدنة, ما يعني من حيث الدلالة القانونية ان وقف اطلاق النار سيكون دائميا أي بدأ ولن ينتهي, وهذا هو احد اهم اهداف اسرائيل في صراعها مع الفلسطنيين خاصة والعرب عامة . فاسرائيل لا تريد غزة وقد خرجت منها ولم يبق لها في القطاع غير ان لا يكون هذا القطاع مصدرا او مكانا يهدِد او يهدَد منه امن اسرائيل , وهذا ما حققه الاتفاق الاخير في القاهرة مع المقاومة, عندما اُعلن وقف اطلاق النار بلا مدة زمنية محدودة . اما من جانب المقاومة التي لا تعترف باسرائيل وتضع نصب عينيها تحرير فلسطين "كل فلسطين" فقد باتت مكبلة بهذا الاتفاق ولن تستطيع اطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل , الا من خلال خرقها للاتفاق , الخرق الذي سيُرتب عليها , ان تدفع ثمنا باهضا يكلفها ربما حتى , ان تخسر مصر الكافلة لهذا الاتفاق . والنقطة الثانية المهمة في الاتفاق هي كفالة مصر له أي للاتفاق . ربما تستطيع مصر كفالة المقاومة في غزة لان الاخيرة تركت كل عمقها واصدقائها ( الايرانيين والسوريين وو..) واتخذت من مصر عمقا وحليفا جديدا ووحيدا لها . ولكن كيف تستطيع مصر ضمان عدم قيام اسرائيل بخرق هذا الاتفاق !؟ مصر التي لا تمتلك قوة مادية او عسكرية او حتى سياسية لضمان عدم قيام اسرائيل بخرق الاتفاق , بحكم ان الاخيرة هي الاقوى في المنطقة بكل الميادين وتحظى بدعم مطلق من امريكا واوروبا واصدقائهما العرب , كل العرب ما عدى سوريا .
اذن وقف اطلاق النار هو لصالح اسرائيل حاليا وسترتيجيا كما اوضحنا اضف الى ذلك الدمارالكبير الذي لحق بقطاع غزة , وعدد الضحيا الفلسطنيين الذي بلغ حوالي 1200 ضحية بين قتيل وجريح . اما عن ضمان مصر لعدم خرق اسرائيل لهذا الاتفاق فهو ضرب من الوهم, ولكن في المقابل فان خرق الاتفاق من قبل المقاومة (امر حتمي) - وفق مبادئها واهدافها الستراتيجية وحتى التكتيكية القصيرة - ولكن خرق مثل هذا, للاتفاق من قبل المقاومة يعني: اما خسارة المقاومة لمصر- عندما ترفض مصر الخرق - او خسارة مصر للدعم الامريكي الغربي الذي يجنبها الانهيار الاقتصادي ناهيك عن السلاح الغربي الذي تحتاجه مصر للدفاع عن نفسها لا عن فلسطين . سيحصل ذلك عندما لا تردع او لا تستطيع مصر ردع المقاومة الفلسطنية , او تقبل بخرقها للاتفاق مع اسرائيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان