الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنمية الموارد البشرية وفقراء السودان

مصطفي حسن محمد آدم

2012 / 11 / 22
الادارة و الاقتصاد


لماذا تود أن تذهب مبكراً؟ كان رد هذا المواطن المغلوب على أمره؛ أبنائي لديهم إختبارات دورية بالمدرسة، فأردت أن أتأكد من جاهزيتهم للامتحان. هنا نجد أن الاستثمار في بني البشر هو سنة الحياة، لكن هناك تعريف بسيط لتنمية الموارد البشرية الا وهو الاستثمار في التعليم والصحة والخدمات الأخرى. في بلد مثل السودان نجد أن المواطن السوداني الذي لا يملك قوت يومه يصعب عليه توفير أهم متطلبات فلذة كبده من غذاء ودواء ناهيك عن مقعد للدراسة، بينما يتحدث الذين يجلسون في كراسي الحكم عن توفر كل شيء.
لذا، بدأت أفكر جلياً في كثير من الأمور فلاحظت أن هناك عدد من السودانيين كانوا قد رحلوا عن الوطن الأم متجهين نحو عراق الرافدين دجلة والفرات باحثين عن فرصة عمل كي تسد رمق أعينهم خاصة وأن أكثرهم غير مؤهل علمياً أو مهنياً فقط الاعتماد على القوة البدنية وقليل من الخبرة، نعم خلال العقدين الأخيرين من الألفية الثانية الماضية كان العراق خصباً، فتمكن كثير من الشباب السوداني الذي عمل هناك أن يجمع شيء من المال والخبرة وفشلت مجموعة (عدم المقدرة في استغلال فرصة العمل والمال الذي صرف في الملذات الذاتية)، ما كان لهؤلاء أن يجمعوا مثله في السودان ونحن ندريأنه لم يصل كل من الخياط (الترزي)، الحداد، البراد، عامل البناء، وخلافهم الى العراق مثلاً لجمع قليل من المال.
أخذت مغتربي السودان بالعراق كمثال مع أن هناك مجموعات أخر بالأردن، ليبيا، وسورية موضوع البحث والتحليل العلمي لهؤلاء السودانيين الذين بدأت بالحديث عن أحدهم كفاتحة لهذا الموضوع حيث نجد أن أكثرهم يعمل إما حارس (ناطور باللغة الآرامية) أو عامل بمزرعة وقليل يعمل بالتجارة وأعمال أخرى.
دراستي هذه لا تخص هؤلاء الآباء الكهول بسبب أوضاع السودان ولكن تشخص وضع أبنائي الذين يؤدون واجبهم التعليمي سواء كان بالمدارس السورية أو الجامعات التي بها كل أساسيات التعليم حيث المعلم المتفرغ ووفرة الكتاب وأدوات التعليم – هذا أدى الى أن هؤلاء الصغار سوف يرفعون من مؤشر التنمية Human Resources Development Index (HDI) لدولة السودان حيث لاحظت وتحدثت مع أغلب الآباء ووجدت أنهم دائماً ينظرون إلى تعليم الصغار ويراجعون معهم دروسهم يوم بيوم مما يؤكد على اهتمامهم بجودة تعليم أولادهم، ذكر لي أحد الآباء: "فقط عندي أولادي هؤلاء ولا أملك غيرهم شيء وسوف أبذل قصارى جهدي حتى يصلوا إلى أعلى الدرجات بمشيئة الله".
يوجد في الجمهورية العربية السورية من العائلات السودانية عدد لا يستهان به، منهم من هو متزوج من سورية الأصل أو فلسطينية سورية أو لديه زوجة سودانية وبالطبع لديهم أطفال بالمدارس (اللهم حسن وضع مدارس السودان) حيث لا يوجد تبرع يومي، شهري، سنوي لتسيير أمور المدرسة "المواطن يدفع الضريبة من أجل امتيازات العدد الهائل من الوزراء المركزيين والولائيين ومدراء مكاتبهم".
لوحظ أن نسبة عالية من هؤلاء الصغار الذين يعيشون في سورية مع أهلهم يدرسون في المرحلة الابتدائية وقليل في المرحلة الثانوية (نظام اثنتا عشر سنة دراسية)(*)، لكن نجد أن مستواهم العملي (Academic) رفيع وهنالك مواظبة ومثابرة من أجل نيل العلم (اللهم شد من عضدهم – آمين).
........... نواصل..........
(*) قدمت لوزارة التربية السورية شهادتي الثانوية السودانية للمعادلة (ما قبل إنقاذ التعليم بالسودان) وكانت مراحل دراستي كالآتي: الابتدائية (6 سنوات) المتوسطة (3 سنوات) والثانوية (3 سنوات)، هنا طلبت مني الوزارة إحضار الشهادة المتوسطة حتى يتأكد المسئول من المعادلة بأنني قد درست (12 سنة)، عليه أود أن أسأل لماذا تم تخفيض عدد سنوات الدراسة من 12 سنة إلى ما دون ذلك؟ علماً بأن المستوى العلمي قد تدنى في كل مراحل التعليم بالسودان "واحد أراد أن يكتب الرقم 9 بالحروف كتبه تزعة؟!؟؟".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024


.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر




.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل


.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و




.. قناطير مقنطرة من الذهب والفضة على ضريح السيدة زينب