الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية -عامود السحاب- هزائم تتوالى ... و إنتصارات تتراكم

يوسف فواضلة

2012 / 11 / 23
القضية الفلسطينية


على ما يبدو أن العدو الصهيوني أصبح لم يعد يستطيع تحقيق الحد الأدنى من الأهداف التي يضعها قبيل دخوله في أي حرب مع المقاومة، على الرغم من إفراطه الوحشي و الأجرامي في قتل المدنيين و الأطفال و النساء خلال الحرب، حتى بات بنك اهدافه لا يحوي سوى قتل المزيد من الأطفال و الصحفيين و المثقفين و إلحاق الكم الأكبر من التدمير للبنية الخدماتية و الإنسانية للمواطنين في غزة.

فـ بعد فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه في عملية " الرصاص المصبوب " على غزة عام 2008_ 2009، قرر الخوض في معركة اخرى مع المقاومة و التي أطلق عليها أسم " عامود السحاب "عام 2012، فبالرغم من الأهداف المتواضعة نسبياً لعملية " عامود السحاب " مقارنة بعملية " الرصاص المصبوب "، إلا أن العدو الصهيوني بأجهزته وإمكانياته العسكرية و الأستخباراتية المتقدمة فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من أهدافه، حيث تحدث الصهاينة عن إرجاع قوة الردع المفقودة و تدمير البنية التحتية للمقاومة و منع وصول الصواريخ الى غزة، ولكن بعد ثمانية أيام من الحرب المتواصلة لم يتمكن الاحتلال من تحقيق أهدافه المنشودة، بل وقع في مستنقع أكبر يكاد يغرقه.

إلا أن الهدف الرئيسي لعملية " عامود السحاب " تمثل في منع المقاومة بكافة فصائلها من أطلاق الصواريخ على المستوطنات المحيطة بمدينة غزة، و هنا تمكنت المقاومة من القضاء على آمالهم بتوجيهها ضربة للقيادة العسكرية الصهيونية من خلال خلق مفاجآت جديدة تمثلت في توسيع مدى صواريخ المقاومة لتطال و للمرة الأولى في تاريخ الصراع الفلسطيني الأسرائيلي مدن " تل الربيع و القدس و هرتسيليا " وغيرها من المدن الإسرائيلية، التي تبعد ما يزيد عن 85 كيلو متر عن قطاع غزة.

ويضاف الى ذلك، تمكن المقاومة من أستعمال أسلحة للمرة الأولى في الصراع مع العدو، كـ صواريخ مضادة للطيران " صاروخ أرض جو "حيث تمكنت من أسقاط طائرتين أحدهما أستطلاع و الأخرى مقاتلة حربية من طراز أف 16، كما أستخدمت صواريخ مضادة للدروع " صاروخ كورنيت و فاغوت " الروسيان، لا سيما صواريخ فجر (3) و فجر (5) الإيراني الصنع و أم 75 المطور محلي الصنع.

فـ أثبتت الحرب على غزة أن المقاومة الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال الصهيوني كمطلب رئيسي و ليس وحيد، توجت بنزع مطالبه عنوة من الطرف الاخر، لا سيما أن الأنتصار الذي حققته المقاومة و الشعب الفلسطيني أكد أن وحدة الشعب و تماسكه الفكري و السياسي وليد المقاومة.

فالدماء الفلسطينية التي زهقت خلال الحرب ستكون اللعنة التي ستطارد الاحتلال و مستوطنيه في حال فكر بخوض معركة أخرى، فسكب المقاومة الرعب و الخوف في قلوبهم و اجبارهم على البقاء في الملاجىء ومصارف الصرف الصحي كالفئران الهاربة، حيث آتاهم الموت من كل جنب محققاً النصر المنتظر.

في سياق آخر، عزز أنتصار المقاومة في عملية " عامود السحاب " ثقة الشعب الفلسطيني بقدراتها و أمكانياتها العسكرية، و يمكن القول أنه أسقط خيار البديل المطروح عن المقاومة و شرعيتها و أثبتت أنها الراكز الأساسي لصون الثوابت الوطنية و الشعبية و الدفاع عن الحقوق الوطنية.

كما أن أبداع المقاومة و أستبسالها في صد العدوان عن اهالي غزة، أجهض على الأنقسام الفلسطيني الداخلي و لو بشكل ظاهري، و زاد من لحمة الشعب في كافة الوطن و إلتفافهم حول المقاومة و مقاسمتهم جزء لا يذكر من الألم الذي عاشوه خلال الحرب.

في المقابل، حققت المقاومة في غزة و الشعب الفلسطيني إنتصاراً جديداً على العدو الصهيوني، فإستطاعت بصمودها و إرادة شعبها التي تناضح عنان السماء من إالحاق الهزيمة بالعدو على الصعيد العسكري و الإستخباراتي و التكنلوجي و النفسي، فغزة بمقاتليها و شعبها قهرت جيشٌ لا يقهر، و كسرت مقولة " ان اليد لا تواجه المخرز " بإنتصارها و صمودها و صبرها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل