الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفاهمات القاهرة: قراءة في شروط الهدنة بين الطرفين

خضر محجز

2012 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في البداية أورد نص الاتفاق، الذي وزعته مؤسسة الرئاسة المصرية على وسائل الإعلام>

أولاً: النص:

تفاهمات خاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة:



أ ـ تقوم إسرائيل بوقف كل الأعمال العدائية في قطاع غزة برا وبحراً وجواً، بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص.
ب ـ تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل الأعمال العدائية من قطاع غزة، تجاه إسرائيل، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات عبر الحدود.
ج ـ فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان، أو استهدافهم في المناطق الحدودية، والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
د ـ يتم تناول القضايا الأخرى، إذا ما تم طلب ذلك.

2ـ آلية التنفيذ:

أ ـ تحديد ساعة الصفر لدخول تفاهمات التهدئة حيز التنفيذ.
ب ـ حصول مصر على ضمانات من كل طرف بالالتزام بما تم الاتفاق عليه.
ج ـ التزام كل طرف بعدم القيام بأي أفعال من شأنها خرق هذه التفاهمات، وفي حال وجود أي ملاحظات يتم الرجوع إلى مصر، راعية التفاهمات، لمتابعة ذلك.
ثانياً: المناقشة:
كنت أفضل دائماً أن لا يتم عقد أي اتفاق بيننا وبين الدولة العبرية. لأننا ما زلنا محتلين، وأي اتفاق بين المحتل وغاصب أرضه ـ يضمن الهدوء من الطرفين ـ هو نوع من القبول بالأمر الواقع، الذي أقام دولة يهودية على أرض عربية.
لكن رياح السياسيين لا تأتي كما تشتهيها سفينة المقاومين دوماً..

أما وقد حدث ما حدث، فيمكن قراءة إيجابيات هذا الاتفاق وسلبياته بالطريقة الآتية:

الإيجابيات:

1ـ لأول مرة تعترف دولة مسلحة، من أخمص قدميها حتى ذوائب شعرها، بأنها، في مواجهة قوة صغيرة ذات إرادة، تستطيع أن "تقتنع"، بأنها مهددة في عمقها، ولا تستطيع إزالة هذا التهديد بالوسائل العسكرية، بل تُجبر على وقف العمليات العسكرية، فتقبل التوقيع على اتفاق يصف أعمالها بالعدوانية (1/بند: أ). وهي التي كانت تفاخر بقدرتها على ـ وحقها في ـ ملاحقة كل من تعتقد أنه يهدد أمنها. وهذا يعني إن الدولة العبرية قد اقتنعت الآن، ولو مؤقتاً، بأن آلتها العسكرية قد تسببت لها بخسارة سياسية كبيرة.
2ـ هذا الاتفاق قد تسبب بالفعل، في انهيار كبير لثقة جمهور الدولة العبرية في قوة جيش الدولة، وقدرته على حل المسائل الصعبة، فقد باتوا الآن يشعرون ـ بحق ـ بأن سياسييهم لم يكونوا ليقبلوا باتفاق كهذا، لو كان الجيش الإسرائيلي في أفضل حالاته. ودعونا نتذكر كيف كان الجمهور الإسرائيلي، في الماضي، ينادي قبيل كل أزمة أمنية: (دعوا جيش الدفاع ينتصر).. أما الآن فمن المشكوك فيه أن نسمع هذا النداء يتكرر، في الأمد القريب على الأقل.
3ـ مرة أخرى، نرى الحق يعود ـ في تقرير من يقول ومن لا يقول في حماس ـ إلى قيادتها في الخارج، فهي التي فاوضت وناقشت، وهي التي طالبت المقاومة طوال فترة المفاوضات بالصمود، لتحقيق أفضل اتفاق ممكن. بما يعنيه ذلك من تراجع طموحات حكومة غزة، في تأبيد حالة الفساد السياسي التي يعيشها أركانها، وتمنعهم من مناقشة سبل الوحدة بين غزة ورام الله بجدية. والحق أننا رأينا في السابق عدداً من الإشارات الوحدوية، التي أرسلتها قيادة حماس لرام الله، ثم أجهضها زهد حكومة غزة فيها. وقد رأينا بالأمس كم كان التناقض بيّناً بين دعم مشعل لتوجه عباس إلى الأمم المتحدة، ونفي حكومة غزة موافقتها على ذلك.

السلبيات:

1ـ ليست هذه المرة الأولى التي تقبل فيها مقاومة وطنية بمساواتها بالاحتلال، لكنها أول مرة نرى فيها حماس تنزل عن شجرة الشعارات الكبرى، إلى أرض الواقع، فتوقع على اتفاق يقول بأن دفاعها عن حقها ـ في استعادة وطنها المغتصب ـ هو "أعمال عدوانية" تتعهد بالتوقف عنها (1/ بند: ب).
2ـ كنت أود أن أضع البند القاضي بفتح المعابر في قائمة الإيجابيات، باعتباره كسراً لإرادة إسرائيل في حصار غزة، ومكسباً إنسانياً لنا في رفع المعاناة عن شعبنا. لكنني لا أزال متردداً في قبول كونه كذلك ـ على طول الخط ـ لأنه سيفتح المجال، أمام حكومة هنية، لاعتبار أن غزة باتت محررة، وما يعنيه ذلك من شعورها بالاستقلال التام عن رام الله، الأمر الذي من شأنه أن يدعم من التوجهات الانفصالية، الموجودة لديها أصلاً.

الخلاصة:

1ـ وقف النار بين الطرفين دون اتفاق مسبق ـ كما حدث في عدوان 2009 ـ كان أفضل لنا وللمقاومة ولحركة التاريخ، بحيث يتوقف العدوان الإسرائيلي في هذه المرحلة، ونقابله بوقف إطلاق الصواريخ الآن. ثم ندع كل شيء لتقرره حقائق الأرض يوماً بعد آخر. وبذا فلا نوقع على ما من شأنه استمرار الهدوء. فلا هدوء مع وجود دولة عبرية على أرض فلسطين. وكل ما سوى ذلك محاولة من حماس لتبرير ما أنكرت على الآخرين تبريره في السابق.
2ـ عودة قوة قيادة حماس في الخارج على التأثير الجدي على ما يجري في الأرض.
3ـ قوة إضافية تقدمها المقاومة ـ ولو عن غير قصد ـ لموقف الرئيس عباس، في توجهه إلى الأمم المتحدة، لو كان يحسن استغلال الفرص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل