الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يُرجع لي يدي

عقيل عباس الريكان

2012 / 11 / 23
حقوق الاطفال والشبيبة


ما سأرويه ليس ضرباً من الخيال ، أو قصةً أنا ابتدعتها ، بل هي حادثة ولدت مشوه من رحم الجهل المطبق ، وهي إفرازات الهمجية المتأصِّلة في عقولٍ نخرةٍ لبعض الآباء ، فقد رواها صديقٌ لي ، قائلاً : أنّه كانَ لرجلٍ بنت صغيرة بعمر الأمنيات ، غير أنَّها ذا حركة دءوبة ، ومولعة باللعب ، وهذا هو ديدن أغلب الأطفال ، غير أنَّ الأب الواعي !!! عدَّ هذه الحركة هي حركة تمردية تريد الإطاحة بعرش هيمنته ، وتؤلب الرعية على إسقاط مملكته التسلطية ، وهذا ما حدا به إلى قمعها بطريقته الخاصة ، فأتى بسكين وضعها لوقت ليس بقليل على نار التهور ، ثم أحرق بها يد أبنته المتمردة !!! فضلاً عن ذلك ، إنَّ الأب تعامل مع الحادثة بسلبية ، فهو لم يعر المسألة أي اهتمام يُذكر، وإذا بهذا الحرق بدأ بالتضاعف ، مما أضطر حينها الأب إلى مراجعة الأطباء لمعالجتها ، وأخبروه بأنَّ لا أملَ في شفاءها سوى استئصال يدها إلى المرفق ، وبالفعل تمَّ ذلك ، وبعد مدَّة مديدة من هذه الحادثة ، وبينما الطفلة المقموعة تداعب أباها وتقبله جيئةً وذهاباً ، وعلى حين غِرّة همست في أذن أبيها : ( بابا ّإذا أصير عاقلة ترجعلي أيدي ) ، يبدو أن هذه العبارة أخذت مأخذها من نفس أبيها ، فإذا به يهرول مسرعاً نحو أقرب عبوةٍ مملوءة بالنفط فيكبها بأكملها على جسده المذنب ،ثمَّ يُشعل عود ثقاب المنية ، عسى إزهاق روحه يخفف من ألم الملامة فيما لو كبرت أبنته ، فحينها بماذا سيجيبها يا ترى .
حقيقةً لا أستطيع التعقيب على هذه الحادثة ، لأنَّها تدعوني لئن أذرف الدموع دون هوادة ، لكن أردت أن أرويها عسى أنْ تُخفَّف من نزقِ بعض الآباء وتهورهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. قوات الدعم السريع تطلق سراح مئات الأسرى بمبادرة أح


.. ماذا تعني الأمم المتحدة بالصدمة الزلزالية في حديثها عن الوضع




.. المتحدث باسم -الأونروا-: هناك مئات الآلاف من الإصابات بالكبد


.. لماذا لم تنجح عملية استعادة الأسرى ومجزرة النصيرات في تجنّب




.. شبكات | لأول مرة.. إسرائيل تتصدر قائمة العار في الأمم المتحد