الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنطقة العربية وتحدياتها

ابوعلي طلال

2005 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


يشهد الكون تحولات تحمل في طياتها العديد من الالام الناتجة عن تفرد الولايات المتحدة الامريكية بمسمياتها المختلفة والتي باتت تفرض برامجها وسياساتها التي تعبر عن عن الشركات الاحتكارية والمحافظون الجدد وحلفائهم وادواتهم.
وتقع المنطقة العربية في قلب استهدافاتها وللعديد من الاسباب مما ادى ومنذ زمن ومن خلال العديد من السياسات التي استهدفت المنطقة الى نمو سياسة الفساد والافساد وحرمان المواطن العربي من ادنى حقوقه الانسانية والاساسيه منها على وحه الخصوص.
وتجد الامبريالة في الوطن العربي وطن الاحكام العرفيه وسياسات الاستبداد ارضا خصبه لبرامجها واطماحها وتنفذ من خلال مشكلاتها العرقية والقومية والطائفية بروح الديمقراطية الامريكية والتي تستغل قضايا الاقليات والشعوب المحقه وحقوق الانسان والديمقراطية المفقودة لتمرير اطماعها ومصالحها وبما يتناسب مع مشروعها الاساس في المنطقة والمتمثل بحماية المصالح الامروصهيونية بالمنطقة.
فأين تكمن المشكلة...؟ وكما يبدو جليا وواضحا بان الفساد والافساد والاستبداد هو الجسر التي تعبر من خلالة كل المشاريع المعاديه لهذه المنطقه وشعوبها....هذا الفساد الذي طال من مجتمعاتنا حتى حدود الفئات الشعبية وشبكات التوظيف المؤدية بالظرورة لولاء سياسي اعمى وانتشار المحسوبية.
وها نحن في زمن الفضائيات والانترنت وبعد ان تكشفت عورات الهزيمة تلوى الهزيمة وسقطت كل اوراق التوت وانهارت وتلاشت العديد من الجيوش والانظمة والتي استنزفت ببنائها كل خيرات شعوب المنطقة والتي لم تنتصر يوما الا في حروبها الداخلية وقمع شعوبها وحماية حكامها وزيادة ارصدتها مع كل زيادة في مديونية هذة الشعوب وكياناتها.
فالولايات المتحدة الامريكية تعود للمنطقة من بواباتها المختلفة فتجتاح العراق وتنشر بذور الكراهية والفتنة بين ابنائة وتدفع بجنون الطوائف والاقليات وتغذي ما كان قائما من ظلم بين فئاته لفرض التقسيم حلا ومطلبا لكل ابنائه لتعزز بذلك هيمنتها وسيطرتها على منابع النفط في الجنوب والشمال....ويفلح الضغط الامريكي بواسائطة العربية والدولية بالالتفاف على انتفاضة اهلنا في فلسطين ويمنح من خلالها هدنه مجانيه لشارون وحكومته ويفتح باب التطبيع على مصراعيه ويدخل المفاوض الفلسطيني الى دهاليز الانسحابات الاسرائيلية ونوعية وعدد الاسرى المنوي الافراج عنهم في محاولة جادة لاستغلال الوقت لفرض حقائق القضم والاستيطان في الضفة الغربية لخلق وقائع على الارض لايمكن تجاوزها مستقبلا.
وتغرق السعودية في دوامة العنف تارة وحقوق الانسان تارة اخرى وصولا لخطر التقسيم لتخرج بثقلها من موازين القوى العربية... وتلهث مصر خلف مياة النيل الازرق وما يحاك لها من سياسات التعطيش حينا وخلف المشكلة القبطية وامثالها من المشكلات وتبقى الديمقراطية الامريكية حاضرة في كل تجديد وتمديد...في الوقت الذي تصرخ فيه الجزائر وتسبح في بحر من دماء ابنائها في مسلسل مفتوح لم يحدد المخرج عددا لحلقاته المتعاقبه والمفتوحه على اكثر من احتمال واتجاة........وفي لبنان وسوريا حيث مايزال الحد الادنى من الصوت العربي الممانع ( لبنان التنوع والاعلام ) حاضن المؤتمرات والحركات الشعبية المختلفة تكتمل الدائرة وتجد الولايات المتحدة الامريكية ضالتها في سلسلة الاخطاء والخطايا التي لم تراها الا الان وتصبح بين ليلة وضحاها حريصة على سيادة واستقلال لبنان وتجد في حدث اغتيال الشهيد رفيق الحريري فرصتها المناسبة والتي ربما تكون من صنيعتها لتجمع العالم تحت وطأه الصدمه خلف رايتها للحرية والديمقراطية والسيادة والاستقلال.
وامام كل ذلك لم يعد مقبولا الحديث عن التحرير والمقاومة والممانعة دون الحديث عن التغير الديمقراطي النابع من تطلعات جماهير امتنا العربية والمعبر عن امنياتها بالحرية والديمقراطية والاستقلال وقد ان الاوان للوقوف في وجه الاحكام العرفية والاستبداد والفساد المعطل لحركة الجماهير الشعبية ودورها في النضال ودون الشعور من قبل جماهيرنا بمسؤوليتها ومواطنيتها الكريمة والحرة لن تستطيع المشاركة بالدفاع عن مصالحها المسلوبة اصلا ولا نستطيع الحديث عن ممانعة او مقاومة دون سيادة القانون والتداول السلمي للسلطة والمشاركة الحقيقية بصنع قرارات هذة الشعوب فوطن لكل مواطنية يستحق الدفاع عنة من كل مواطنية.
لقد تكشفت الديمقراطية الامريكية الامبريالية في سجن ابو غريب وجنين ورفح..وانكشفت كل المراهنات على الخارج وما اصاب قوات لحد في جنوب لبنان نموذج من الظروري التوقف امامه....وتكشفت بالمقابل زيف ادعاء حكامنا بقدرتهم على المقاومة والممانعة والذين يحاولون من خلال امركة انظمتهم الاستمرار في السلطة ومراكز الحكم والقيادة...فقد ان الاوان لشعوبنا العربية ان تقول كلمتها في وجه الداخل والخارج على حد سواء...او فالننتظر خمسون عام من التخلف والعزلة والاستعمار الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة