الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاحات المعارضة اللبنانية تظهر في ساحة رياض الصلح

أحمد عدلي أحمد

2005 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


على عكس من رأى أن موقف المعارضة اللبنانية قد اهتز _اعلاميا على الاقل_ بعد مظاهرة ساحة رياض الصلح التي أوضحت بحكم حجمها الذي يربو عن أي مظاهرة خرجت لتأييد المعارضة أن المعارضة ربما لا تعبر بدقة عن الغالبية اللبنانية، فإنني أرى مظاهرة حزب الله هي أول علامات نصر المعارضة ، فمن كان يشاهد أي مظاهرة سابقة لأنصار حزب الله لا بد أنه لاحظ أن أعلام الحزب الصفراء كانت تطغى على أي وجود للعلم اللبناني الذي ارتفع وحده في ساحة رياض الصلح ليعلن خطابا جديدا لحزب الله _ سواء نتيجة مراجعة حقيقية أو مناورة لقطع الطريق أمام اتهام المظاهرة بالطائفية_ لكنه بالأخيرخطاب يبرز أن الحزب أخيرا بات يروج لنفسه كحزب لبناني متجاوزا مرحلة كان يعتبر نفسه فيها جزءا من حركة جهادية عالمية يمثل لبنان فيها مجرد قاعدة انطلاق في الحرب المقدسة ضد اليهود ومتجاوزا أيضا مرحلة تالية حاول الحزب فيها الموازنة بين تراثه الكوزموبوليتاني الجهادي وواقع السياسة اللبنانية ولا بد أن يلاحظ أيضاأن خطاب أمين الحزب السيد نصر الله أصر على التأكيد على احترام الحزب لاتفاق الطائف والتزامه به_مما يعني ضمنيا أن السيد نصرالله بات يرى أن الاتفاق لم يطبق بشكل صحيح من قبل _ وهو موقف انفردت به المعارضة اللبنانية بينما رأت المولاة دائما، أن الالتزام بالطائف حاضر بما يكفي في السياسية الحاكمة للبنان بما لا يحتاج معه للدعوة لتأكيده ، ولقد كانت حجة نصر الله في الاحتفاظ بسلاح حزبه هو أن يكون أداة ردع ضد العدو الإسرائيلي متجاوزا تصريحا سابقا منذ سنوات رافق الانسحاب الإسرائلي من الجنوب بأن الحرب مستمرة حتى تحرير فلسطين كذلك تجاوز مواقف سابقة بأن المقاومة ستظل نشطة في هجوماتها لتحرير مزارع شبعا، كذا فقد باتت دعوة نصر الله للحرية والاستقلال لافتة وإن كان عني بها الاستقلال عن المشاريع الأمريكية فمن اللافت عجز نصر الله عن الخروج عن مفردات المعارضة كذا فإن الدعوة للحوار تمثل نكوصا عن خطاب المولاة الذي كان يصعد قبل اغتيال الرئيس الحريري في لغة التخوين والهجوم ضد المعارضة
من يشاهد أولئك الذين خرجوا في مظاهرة ساحة الصلح يلاحظ أيضا تغيرا جذريا في سمت المتظاهرين قياسا لأي مظاهرة لأنصار حزب الله من قبل فمن حيث التركيب الجنوسي لوحظ وجود عدد كبير من النساء ومن حيث المدلول الاجتماعي فمع أصحاب العمائم السوداء والبيضاء وجد أيضا عدد كبير من النساء السافرات والشباب الذين يرتدون الثياب الحديثةوالغالية الثمن ...إن الاتهامات الساخرة لمظاهرات المعارضة بأنها مظاهرات الطبقة المخملية {تظاهرات جوتشي} لم تعد ذات قيمة بالنظر إلى حجم التباين الاجتماعي الذي أظهرته مظاهرة الموالاة . إن محاولة البعض البحث عن تمايزات طبقية تربط المعارضة بالطبقة المتوسطة والبرجوازيين بينما تجعل الموالاة صوت المحرومين ستصبح مضحكة بعد هذه المظاهرة، ثم إن تقلص حجم الشعارات الدينية التي رددها المنظمون للتظاهرة الحاشدة وهو ما يتوازى مع رفع العلم اللبناني يعني نجاح المعارضة في جر الحزب الأكثر ثيوقراطية في لبنان إلى أرضية أكثر علمانية
إن الجدل بين المعارضة والموالاة في لبنان يعكس إذا تجاوزنا الخصوصيات اللبنانية من الانتماءات الطائفية ونحوها جدلا يبعر الحدود إلى مختلف أنحاء العالم العربي ويتعلق بسوءالين باتت الحاجة لحسم اجاباتهما ملحة حتى يستطيع هذا العالم أن ينطلق نحو المستقبل يتعلق السؤال الأول بالهوية وهل تمثل الدول القائمة حاليا _والتي نظر إليها دائما من قبل فصيل سياسي رئيسي باعنبارها كيانات وهمية_ كيانات سياسية حقيقة ونهائية أم هي حالة مفروضة بواسطة قوى أجنية يجب التخلص منها بحثا عن وحدة عربية أو إسلامية والسؤال الثاني هو سؤال هانوي أو هونج كونج بحسب عبارات جنبلاط والذي يعني أيهما ينبغي أن يكون له الأولوية في استراتيجيات الدول العربية هل السعي لتحرير المواطن من أسر الفقر والجهل والمرض وانتهاك حقوق الإنسان أم حشد الطاقات لمواجهة القوى الأمبريالية من فلسطين إلى العراق إلى أي ساحة تسنح لهذه المواجهة؟ ، ولقد ظل الجواب القومي {ولاحفا الإسلامي} هوالحاضر لأكثر من نصف قرن للرد على السؤال الأول إذ اعتبر الخطاب السائد الدول العربية مجرد أقاليم للدولة العربية الموعودة في حالة شقه القومي بينما اعتبرت الدول العربية جميعها ومعها دولا أخرى شاسعة المساحة أرض الإسلام التي لا ينبغى أن تفصلها حدود. وكذلك فقد كان خيار هانوي هو الخيار السائد فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة لدرجة أنه كان ينبغي على أي داعية للديموقراطية أو الاهتمام بالأمور الاقتصادية أو حقوق الإنسان أو أحوال الجامعات المتردية في أي قطر عربي أن يؤكد أن ما يدعو إليه ضروري في إطار المواجهة الحضارية مع العدو كي يتجنب اتهاما جاهزا بأنه عميل يحاول أن يصرف أنظار الجماهير عن المعركة الحقيقية ، ولكن سنوات طويلة من تبني هذه الإجابات التي لا تزال تسيطر على القطاع الأعرض من الفكر السياسي في العالم العربي لم تنتج إلا مزيدا من الهزائم والضغوط الاقتصادية والقمع السياسي بشكل باتت معه قطاعات متزايدة من الشباب العربي الفاقد للأمل يشعر أن هذا النسق من التفكير قد تجاوز الزمن ولم يف بوعوده في تحقيق الإمبراطورية العربية أو الإسلامية الموعودة وهنا بدأت انماط أخرى من التفكير تكتسب زخما مفاجئا ولم تعد الاتهامات الجاهزة بالتخوين والتكفير تنطلي على أعداد متزايدة من العقول العربية ولقد كانت الجماهير التي خرجت لتأييد المعارضة في مطالبها بالاستقلال بمثابة إعلان عن أن تيار الواقعية السياسية قد اكتسب شعبية كبيرة في هذه الدولة التي ظلت تقود حركة الفكر العربي منذ مطلع القرن العشرين ، ربما لا يمثل أنصار الواقعية السياسية الأغلبية اليوم حتى في لبنان ولكن الهام أنه تيار المستقبل فأنصاره يتزايدون يوميافي مختلف أنحاء العلم العربي وإن بدرجات متفاوتة من بلد لآخر بينما أنصار الإجابات الأيدلوجية يقلون ويضطر منظروهم وقادتهم على إعادة النظر في خطابهم وإجراء مراجعات أساسية على نحو ما فعل السبد نصر الله حتى يمكنهم الاحتفاظ بأنصارهم والتعامل مع الواقع ااسياسي في عالم يتغير كل يوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس سان جرمان يأمل بتخطي دورتموند ومبابي يحلم بـ-وداع- مثا


.. غزة.. حركة حماس توافق على مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار




.. لوموند: -الأصوات المتضامنة مع غزة مكممة في مصر- • فرانس 24 /


.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء -فوري- لأحياء شرق رفح.. ما ر




.. فرنسا - الصين: ما الذي تنتظره باريس من شي جينبينغ؟