الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتصاد جرائد من تكلم قتلناه ومن سكت مات بغِلًهِ

عمار طلال

2012 / 11 / 24
الصناعة والزراعة


اقتصاد جرائد
من تكلم قتلناه ومن سكت مات بغِلًهِ

عمار طلال
حفل عدد واحد من جريدة محلية، بصفحة اقتصادية متخصصة واخبار اقتصادية متناثرة بين الصفحات المحلية والدولية والعلمية، التي تتماس مع الاقتصاد.. بشكل مباشر وغير مباشر.
الصفحة المتخصصة لم تكن بالمستوى الاكاديمي للاعلام الفئوي، كما درسناه في كلية الاعلام ورصدناه في وسائل الاعلام المتقدمة، بل كان بعض المتناثر من التحليلات الاقتصادية على الصفحات الاخرى، اقرب للاعلام الفئوي مما نشرته الصفحة الاقتصادية.
تشبعت الجريدة باخبار الفساد المالي ولجوء مجلس محافظة (...) الى شخص رئيس الوزراء.. يستجيرون به؛ كي يحمي المحافظة من تواطئ وزارة الـ... مع شركة تعاقدت بثلاثمائة مليون دولار على مواصفات معينة لمشروع ما، وافقت الوزارة على استبدال منشأ المواد الاولية للمشروع من دولة معروفة بجودة انتاجها الى دولة مفضوحة بالغش الصناعي، ما يعود على الشركة بتوفير عشرين مليونا، لم تسقط من الثلاثمائة، ويعود على المشروع بالانهيار بعد اقل من شهرين، يمران على وليمة السمك والبنات التي تقام على حدائق ابي نؤاس للجنة التي ستكتب عند تسلم المشروع من المقاول الى الدولة (مطابق للمواصفات).
وعلى الصفحة الفئوية اخبارا لا تسر الا من يجيد اللعب بالبيضة والحجر، ما يبقي الشعب فقيرا، لان الذين يجيدون سيرك (البيضة والحجر) افراد قلائل، وباقي الشعب المسكين، ينتظر من يدله على الطريق المؤدية الى لقمةٍ كفافٍ تسدُ الرمقَ، وما يفيض عن ذلك من مدخرات لتأسيس وضع مستقبلي مكفول، شأن حكومي يجب ان تتولاه الدولة!
فهل تتولى!؟ ما علينا.
الحكومة لم تعد معنية بشيء سوى التصدي للازمات المفتعلة لتحقيق مزيد من الثراء وتدعيم كراسي اعضائها والتأكد من مرونة الصنابير التي تسكب دولارات راعفة من جرح العراق الذي لا يندمل، الى حساباتهم الشخصية في الخارج، منذ 9 نيسان 2003 ولحد الآن من دون ان ترتوي شهوة المال لديهم.
بحثت عن مقالة تبسط فلسفة الاقتصاد العراقي، امام محدودية فهم الناس غير المتخصصين بعلم الاقتصاد، على اعتبار الجريدة اليومية مفتوحة امام القارئ البسيط اكثر من رفيع التعليم، ام المتخصص فله الدوريات الاكاديمية المحكمة بميدانه المعرفي، والجريدة لكلاهما البسيط والمعقد.. يقرآنها على حد سواء، البسيط يكتفي بالجريدة، وواجب الجريدة ان تحقق له الاكتفاء لانه يريد فهم الحد الادنى من مصيره، في حين المعقد يتخذ من الجريدة مفتاحا لاستقصاء امهات الكتب كي يفتت عقدة تساؤلاته التخصصية العميقة.
بحثت عن هوية اقتصادنا في محاولة لاستقرائها من خلال التداولات الجارية على ساحات: السوق والبورصة والاستيراد، لاعرف هل نحن دولة اموال ام ثروات طبيعية ام صناعة ام زراعة ام تجارة؟ هل اقتصادنا اشتراكي ام اسلامي ام رأسمالي ام توليفة تفيد من حسنات كل فلسفة اقتصادية لتحقيق تركيبة نلمس انعكاساتها على بحبوحة العيش في بيوت التنك!!!
ماهي اولى الاولويات في معاملاتنا التجارية.. الاستيراد ام التصدير، وماذا يحتاج مجتمعنا اكثر من سواه كي نفرز له بابا في التخصيصات الاستيرادية.. الكتب ام الاطلاقات النارية!؟
هل نعرف مواطن القوة في موقعنا الجغرافي كي نستثمر ميناء الفاو والقناة الجافة لنمسك التجارة العالمية من خصيتيها؟ ام نفرط بتلك الهبة الربانية نظير (كومشنات) يتقاضاها مسؤولون لتعطيل العمل في ميناء الفاو ونشر الارهاب في العراق كي لا تثق دول العالم بفكرة القناة الجافة، ما يعود بالفائدة على آخرين!؟
لم اجد في الاخبار والتحليلات الاقتصادية في ذلك العدد من تلك الجريدة اجابة عما يبسط قدر المواطن امام فهمه، في رؤيا اجرائية واضحة، لكن اسعدني مقال (فانتاستك) يسخر من الاجراءات الاقتصادية في العراق، لأحد الروائيين العراقيين الكبار، منشور في العدد نفسه، شافى غليلي... كي لا يتحقق قول احد الولاة الامويين على العراق:
من تكلم قتلناه ومن سكت مات بغله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات