الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شعارات المواكب الحسينية تعيد لثورة الحسين هويتها
قاسم السيد
2012 / 11 / 24الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الظاهرة الملفتة لنظر المراقبين هذا العام والتي بدأت ملامحها تبرز من خلال الشعارات التي تتدوالها المواكب الحسينية التي تحيي ذكرى استشهاد الحسين بن علي في عموم الساحة العراقية وليس حصرا في مدينية كربلاء وحدها بإعتبارهذه المدينة مكان هذا الواقعة وذلك حينما تجاهلت المواكب الحسينية كل التحذيرات والتحريمات التي كانت السلطات تلزم بها ادارات هذه المواكب وألجمتها بعدم رفع اي شعارات مطلبية او سياسية حيث وجدنا لأول مرة شعارات تندد بالفساد والمفسدين وتردي الخدمات والفشل في ادارة الدولة والتخبط في مشاريع التنمية حيث كان وقع رفع مثل هذه الشعارات أن اعاد لأحياء ذكرى عاشوراء بهاءها وألقها وأعادها الى شواطئها الطبيعية التي لاتبتعد كثيرا عن هموم المحيط الأجتماعي بإعتبار هذه المناسبة هي احياء لذكرى واحدة من اعظم الثورات المطالبة بتحقيق العدل الأجتماعي بعد ان عملت الأنظمة السياسية القمعية على تعاقبها على مر الدهور على أخذ هذه الممارسة بعيدا عن شواطئها الطبيعية وتغريبها عن اهدافها الثورية والتي لاتبتعد كثيرا عن هموم المحيط الأجتماعي الذي ينوء بالظلم الأجتماعي بكل صوره والذي هو ذات الظلم الذي تسبب في حصول ثورة الحسين رغم البعد التاريخي الذي يفصلنا عن هذه الواقعة الأليمة سواء أكان ذلك التغريب من خلال القمع الصدامي الذي حجم هذا الأحياء الى الدرجة التي ظن فيها صدام انه قد اقترب كثيرا من انهائها تماما لتصبح من اخبار التاريخ حيث كان هذا القمع هو اعتى وأقسى قمع تعرضت له قضية احياء ذكرى ثورة الحسين والذي ما ان سقط نظامه حتى عادت الظاهرة العاشورائية بشكل اقوى بكثير حتى من تلك الفترة التي سبقت قمع البعث الصدامي لها وكأنها كانت في فترة القمع تلك تمد بجذورها تحت سطح الوجدان الشعبي لتعاود انباتها ونموها بشكل اقوى وأوسع بعد ان استبشرت الجماهير بالتغيير خيرا بعد زوال النظام المقبور لكن استبشارها هذا لم يدم طويلا حيث سرعان مافوجئت بقرارات من قبل السلطات الجديدة بإجراءات لاتبتعد كثيرا في اهدافها من تلك التي كان النظام السابق يستهتدفها مع الظاهرة العاشورائية رغم الهوية الدينية الشيعية للسلطات الجديده وبدلا عن القمع المباشر بالنار والحديد جاءت هذه الأجراءات القمعية الجديده هذه المرة بقفازات ناعمة حيث تم تحجيم هذه الممارسة الشعبية العفوية من قبل السلطات الجديدة بقرارات تكاد تقترب بشكل وبأخر من الذي تفعله السلطات الوهابية بموسم الحج عندما سلبته حيويته وحولته الى ممارسة طقوسية لاحياة فيها وذلك حين عمدت السلطة لدينا بدهاء وخبث لكي تحجم تأثير احياء الذكرى العاشورائيه وحصرها في اجوائها التاريخية والدينية الى الحد الذي يبقى هذه الظاهرة في حدود الأستذكار لواقعة الطف ولايتعداها الى ابعد من ذلك متذرعة بعدم منح الفرصة امام اعداء التحول الديمقراطي لأستغلال هذه المناسبة حينما منعت رفع اي شعارات مطلبية او سياسية .
ولعل الذي سرع في مثل بروز هذه الظاهرة هو الطلاق الذي حصل بين المرجعية الدينية وقوى الأسلام السياسي التي تتصدر المشهد السلطوي حيث كان للدور النقدي لمنبر الجمعة في مدينة كربلاء والذي يعتبر ناطقا بإسم هذه المرجعية دوره في سلب المباركة التي يدعي رجال الدولة ان المرجعية قد حصنتهم بها مما ضيق فرصتهم كثيرا في اللعب بالورقة الطائفية التي طالما اجادوا اللعب بها قبل هذا الطلاق حينما مكنتهم هذه الورقة في البقاء في السلطة لدورتين انتخابيتين متتاليتين دون اي تهديد من اي قوى انتخابية منافسة .
يشكل الأحياء الشعبي للقضية الحسينية اكبر حضور جماهيري في الشارع ليس على مستوى العراق وحده بل وعلى مستوى العالم قاطبة فلا توجد اي مناسبة في العالم تملك مثل هذا الحضور الشعبي سواء كانت هذه الظاهرة دينية كموسم الحج او شعبيه كأحتفالات الريو البرازيلية وبالتالي ترك مثل هذه الحشود لنهازي الفرص وطالبي المكاسب الذين هم في تقاطع تام مع قضية الحسين ومع قضايا هذه الجماهير التي تحيي ذكرى استشهاده رغم انتمائهم المذهبي يرتب مسؤولية ادبية وأخلاقية وتاريخية على القوى التي ترى في قضية العدل الأجتماعية احدى اهم متبنياتها العقائدية حيث كانت هذه المسألة هي قضية الحسين التي ضحى من اجلها وبالتالي هم يشتركون مع الحسين ومع الجماهير التي تحيي ذكرى ثورته اكثر من اولئك الذي تسلقوا على جدار هذه القضية وأعادوا ذبح الحسين وقضيته من جديد من خلال ذبح طموح وآمال هذه الجماهير بدم بارد رغم انه لم تمر بالعراق فرصة للأنطلاق في دروب التقدم والتحضر كما هي متوفرة الآن .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط
.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟
.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح
.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا
.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ