الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة تقهر عتمة الظلام بالنصر

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية




النافذة تبرق الوانا على الرغم من انعزالها وتطرفها بعيدا عن مرأى الشمس اذ ان الزحام الاسمنتي وان كان يمنع عبور النهار فأنه لم يستطع ان يمنع اضواء الحرب وآلته من ان تعبر الزحام الإسمنتي الاضواء لم تكن زائرة لتنير عتمة النهار بل لتوحد النهار مع الليل في موت ابدي لا يترك ولا يذر.
الاصوات كانت مدوية والهبوط كان اسرع من ان يلملم الفرد نفسه استعدادا لرحلته الاخيرة ومحصنا من النار لان الارواح تفحمت لكنها لم تتلاشى وبقيت عنوانا واحدا لعدو واحد ليس مثله احد في الإجرام وهو يبتدع شتى الفنون القتالية في ضرب المدنيين والعزل وفي ارتكابه الجرائم الجماعية.
ليس عجبا ان نرى اخيرا تلك الابتسامة المرسومة على الوجوه المتفحمة التي انهكها الحرمان والفقر وهي تفضح سياسة الارهاب والقمع وحقهم بالحياة بحرية وكرامة على ارضهم وارض اجدادهم.
العديد من الشهداء قضوا والأكثرية كانوا جرحى من غير ذنب في العملية الاخيرة وغير المبررة على غزة والمسماة بعمود السحاب.
انها الحرب اذن ليثبت فيها العدو الصهيوني عنترياته بعيدا عن عدوه اللدود والذي يخشاه في هذا التوقيت: ايران، من اجل تحقيق العديد من المكاسب بالاعتداء على غزة حليف ايران كما يرون فيه كون الاسهل سياسيا واقتصاديا لممارسة اجرامهم واغتصابهم للحقوق بعيدا عن اوضاعهم المتعثرة اقتصاديا واجتماعيا، والحصول على تعاطف العالم في مواجهة الصواريخ الفلسطينية، وكأنهم في حالة كرّ وفرّ دورية مع غزة من اجل تدمير بنيتها التحتية وضرب مقاومتها واختبار قدراتها بين الحين والأخر وعلاقتها مع حليفها الودود ايران في حال تم فرض سيناريوهات اخرى جغرافيا وتاريخيا على ارض الواقع.
لكن وكم نستعذب لكن حين تتوحد صفوف المقاومة الفلسطينية وتتمكن من ارسال استشهادييها وصواريخها الى أي بقعة داخل فلسطين المحتلة فتلحق الرعب والخوف في صفوف العدو.
فرحة النصر رغم التضحيات المقدمة من الشعب الفلسطيني على مرّ زمانه مع هذا العدو الملازم له والجاثم على صدره لا تساويها الا فرحة زيارة غزة من غير حواجز او اذن بالدخول.
الصبر الفلسطيني آتى اكله في حرب الابادة هذه في هذا الربيع الاخذ بالتمدد عربيا وإقليميا حتى استطاع ان يفرض واقعا جديدا تمكن فيه الفلسطينيين من الحصول على اتفاق وقف اطلاق النار من الطرفين، نبارك هذا النصر ونرجو ان يمتد فينا العمر الى تحقيق النصر بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غزة
مريم خليل ( 2012 / 11 / 24 - 12:39 )
اعزائي كل المهنئين لتوقف الحرب على غزة يجب ان تقيموا وجهة نظركم الفلسطينين هم الضحية , و محتاجين للدعم المعنوي - بشكل عقلاني منطقي - لا المبالغة ، انتم ترفعون من المعنويات و تهنئون و تحللون بينما على ارض الواقع لم يتغير أي شئ؟؟؟ هل هناك خطط على ارض الواقع لتحسين حياة الشعب الفلسطيني ؟جدير بالذكر في مقال اخير قراته لنعوم تشومسكي ذكر ان غزة في عام 2020 ستصبح مكانا غير قابلا للحياة !!


2 - هامش الامل
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 11 / 24 - 20:43 )
الاستاذة المحترمة مريم خليل
اتلمس معك الوجع الفلسطيني واقر وجهة نظرك بأن التهليل كان كبيرا مقارنة بالنصر وهامش وجوده على ارض الواقع لكننا نفرح والشهداء يشاركوننا الفرح وكذلك الجرحى ونحن نرى عدونا يلهث من اجل وقف الحرب
الاستاذة مريم خليل يخيل الي ان نيوءة تشومسكي لن تتحقق لان الشعب الفلسطيني دوما يخرج اقوى من تحت الرماد
جزيل الشكر على اضافتك الرائعة

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا