الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا تقوم بتجهيز منطقة ما وراء القوقاز لحالة حرب محتملة ضد إيران*

أمين شمس الدين

2012 / 11 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


روسيا تقوم بتجهيز منطقة ما وراء القوقاز لحالة حرب محتملة ضد إيران*
الوضع الجيوسياسي حول سوريا وإيران يدفع روسيا وبشكل متسارع إلى تطوير تجمعاتها العسكرية في ما وراء القوقاز، وفي مناطق بحر قزوين، والأسود والأبيض المتوسط. وكما جاء في صحيفة "الجريدة المستقلة" (نيزافيسيمايا غازيتا) أعلنت المؤسسة العسكرية لروسيا الاتحادية بأن هناك معلومات ترد إلى الكرملين حول استعدادات تقوم بها إسرائيل وبمساعدة الولايات المتحدة لتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، وبأن الضربة ستوجه بشكل مباغت في يوم Х قريب جدا. وأن طهران بإجراءاتها المضادة على الأرجح لن تقف منتظرة لما سيحدث، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب واسعة النطاق، لا يمكن التكهن بعواقبها. كانت هذه المسألة على رأس أولويات جدول أعمال مؤتمر السوميت روسيا الاتحادية- الاتحاد الأوروبي في بروكسل قبل فترة وجيزة، حيث أعلن ممثل روسيا الاتحادية لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف بأنه إذا وجهت إسرائيل أو الولايات المتحدة ضربة لإيران، فإن ذلك سيؤدي إلى "تطور الأوضاع بشكل كارثي ومدمر".
وقد مضت أكثر من سنة منذ أن قامت روسيا التحضير في المجال العسكري من أجل التقليل لأدنى حد من مخاطر العمليات الحربية المتوقعة ضد طهران. والآن ممكن اعتبار هذا العمل قد أنجز تقريبا. وحسب المعلومات الآتية من مصادر وزارة الدفاع فقد تم خلال شهري تشرين أول وتشرين ثان 2011م تهيئة القاعدة العسكرية رقم 102 في جمهورية أرمينيا بشكل تام. وتم إجلاء عائلات العسكريين إلى روسيا الاتحادية. أما الحامية الروسية المرابطة قرب العاصمة يريفان فقد قلصت وحداتها العسكرية وأرسلت إلى منطقة غيومري قرب الحدود التركية.
وحسب الصحيفة نفسها، فإن الضربات العسكرية الأمريكية تحديدا، والموجهة ضد المواقع الإيرانية ستنطلق من الأراضي التركية، وهذا احتمال وارد. إذا، فالمسائل التي على القاعدة رقم 102 أن تحلها بهذا الخصوص لا تزال غير واضحة تماما. ولكن من المعلوم أنه ومنذ الأول من شهر كانون الأول قد تم تجهيز القواعد العسكرية الروسية في كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، بحيث أصبحت معدة بكامل طاقتها الحربية لأي احتمال أو طارئ. وأسطول البحر الأسود متمركز تماما علة مقربة من الشواطئ الجورجية. علما بأن جورجيا قد تشارك في هذا النزاع مع الجبهة المعادية لإيران.
وعلى خلفية التدخل الممكنة في إيران تتفاقم حدةً مشكلة إمداد القوات الروسية في أرمينيا، لأنه في شهر نيسان من هذا العام، قامت جورجيا بالفعل بقطع معاهدة بشأن النقل العابر للبضائع العسكرية إلى أرمينيا. في واقع الأمر فإن تجمع القوات الروسية- اﻷرمينية في منطقة جنوب القوقاز أصبحت معزولة. وإمدادات "الجيش الروسي" (الوقود، والغذاء، إلخ) تذهب فقط عن طريق الجو وباتفاقات مباشرة مع أرمينيا، التي، بدورها، تشتري المنتجات المماثلة (البنزين، الديزل، الكاز) من إيران. إن الحرب في إيران سيعني إنهاء الإمدادات الأساسية عبر هذا الطريق.
يعتقد الجنرال يوري نيتكاتشيف، الذي كان نائبا لقائد الوحدات العسكرية الروسية لفترة طويلة في منطقة ما وراء القوقاز، ومسؤولا شخصيا لتشكيلات وحدات من الذخيرة والأسلحة (بما في ذلك القاعدة 102)، أنه في حال اندلاع حرب شاملة ضد إيران، ستسعى روسيا إلى إيجاد سبل لتأمين إمدادات عسكرية لمواقعها العسكرية عبر جورجيا. وهو يرى بأن هناك إمكانية في اغتنام الفرصة لاختراق حصار النقل البري الذي فرضته جورجيا. وقال الخبير العسكري "قد تضطر روسيا إلى اختراق حصار النقل البري الجورجي وممرات النقل العسكرية المؤدية إلى أرمينيا".
وأكد رئيس مركز التنبؤ العسكري، أناتول تسيجانوك بأن وزارة الدفاع الآن حذرة جداً تجاه أذربيجان، التي ضاعفت ميزانيتها العسكرية في السنوات الثلاث الماضية، وتشتري طائرات إسرائيلية بدون طيار ووسائل أخرى متقدمة لأنظمة الاستكشاف وغيرها، مما تسبب في "شرعية غضب طهران وأرمينيا". وأضاف قائلا: لقد زادت باكو الضغط الآن على موسكو، مطالبة بزيادة كبيرة في الإيجار لاستخدام محطة رادار جابالينسكايا. "ومع ذلك، حتى مع الخلافات بين إيران وأذربيجان حول المكامن النفطية في جنوب بحر قزوين، من الصعب أن نؤكد واثقين على أن باكو ستدعم الحملة العسكرية ضد إيران. ومن المستبعد جداً أن تطلق العنان لأعمال عدائية ضد أرمينيا".
إن رأي الخبير العسكري العقيد فلاديمير بوبوف يتعارض مع موقف تسيجانكوف، والأول قام بتحليل للعمليات الحربية في حينه بين يريفان وباكو في الفترة 1991-1993، و يراقب الآن الإصلاحات العسكرية الجارية في أذربيجان. ووفقا له، فالمحادثات بشأن حل النزاع حول ناغورنو- كاراباخ (بين الأذريين والأرمن) " طالت دون مبرر"، وباكو تعلن بصوت واضح عن انتقام. وحسب الخبير نفسه "الضربات الوقائية من قبل الجيش الأذري ضد أرمينيا وإقليم ناغورنو- كاراباخ بغية حل النزاع الإقليمي في صالحها أخيرا، هي ممكنة".
في هذه الحالة، في رأيه، هناك مسألة هامة- موقف روسيا. فهو، أي العقيد بوبوف، يفترض على خلفية الحرب في إيران، بأنه إذا قامت أذربيجان عن طريق دعم تركيا بمهاجمة أرمينيا، فإن جميع هجمات العدو الجوية ستصدها روسيا وأرمينيا معا باستخدام وحدات الدفاع الجوي للقوات المسلحة اﻷرمنية. "هل سيعني ذلك أن موسكو مشاركة في الحرب؟ من الصعب قول ذلك. ومن المؤكد أن قوات روسيا الاتحادية لن تشارك في عمل عسكري في إقليم ناغورني- كاراباخ. ولكن في حالة وجود تهديد عسكري ضد أرمينيا، على سبيل المثال، من قبل تركيا أو أذربيجان، فمن المرجح أن تشارك روسيا في المعارك البرية هذه"- حسب بوبوف.
كما لم يستبعد الخبير أن يتورط الجيش الروسي في النزاع حول إيران. وتنبأ بأن روسيا سوف تدعم إيران على المستوى التقني في أسوأ السيناريوهات إذا واجهت طهران هزيمة عسكرية كاملة في حال غزو يأتي من الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي، الناتو.
المصدر
РОССИЯ ГОТОВИТ ЗАКАВКАЗЬЕ К ВОЙНЕ В ИРАКЕ
Документ: http://www.regnum.ru/news/1479812.html
http://regnum.ru/news/fd-abroad/armenia/1479812.html#ixzz1nYe98DP8
ИА REGNUM
Перевод на Арабский/ Даси Амин Шамседдин
* ترجمة/ د. أمين شمس الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن