الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأم مدرسة الحياة

شمسان دبوان سعيد

2012 / 11 / 24
حقوق الانسان


بعد ما يقرب من اربعة ايام متتالية من الارهاق والسهر والنوم المتقطع اصبت بإرهاق وتعب شديدين اقعدني يومين متتالين طريح الفراش دون اي وعي مني او ادراك بما حدث، صحوت بعدها ولم اتذكر سوى فضل الام واهمية وجودها في الحياة . فلو كانت امي موجودة لما شعرت بما حدث لي ، قدر الله ما شاء فعل .
فالى من علمني ابجديات الحب و زرع في قلبي بذور المحبة واسقاني من غيث الحنان ....اضاء بالنور دروب الحياة في ظلام الجهل . الى سر وجودي ... الى من لولاها ما كان لي اسم يذكر وسيرة تكتب .. الى سر انفاسي .. الى من لا استطيع العيش بدونها . هي قسيمه الحياة .. وموطن الشكوى .. وعماد الأمر .. وعتاد البيت .. ومهبط النجاة .. آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون .. الى من علمني السير في طريق تفترش الشوك .... الى من شجعني على فنون المغامرات في غابات تحتضن الاسود والوحوش .... الى من اضاء لي الطريق في ظلام اليأس .... الى من كان لي دفء من برد قارس خيم بثلوجه على الم الفراق ... فهي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود ولا مقابل .. وهي الجندي المجهول الذي سهر الليالي لأجل راحتي ..... هي الإيثار و العطاء والحب الحقيقي الذي زرع فيّ بذور التعقل والامن والطمأنينة ...فهي نبع الحنان المتدفق بل هي الحنان ذاته في صورة انسان . هي شمس الحياة التي تضئ ظلام ايامي وتدفق برودة مشاعري .
إحساس ظريف .. وهمس لطيف .. وشعور نازف بدمع جارف .. جمال وإبداع .. وخيال وإمتاع .. وجوهره مصونة ولؤلؤه مكنونه ... تبقي كما هي .. في حياتها وبعد موتها .. وفي صغرها وكبرها .... ودفء وحنان .. وجمال وأمان .. ومحبه ومودة .. ورحمه وألفه .. وأعجوبة ومدرسه .. وشخصيه ذات قيم ومبادئ .. وعلو وهمم .. وهي المربية الحقيقية لتلك الأجيال الناشئة .... أشد أمم الأرض بأسا .. واسماها نفسا .. وأدقها حسا .. وأرسخها في المكرمات أقداما .. وارفعها في الحادثات أعلاما .. واقرها في المشكلات أحلاما .. وأمدها في الكرم باعا وأرحبها في المجد ذراعا ..فهي احق الناس بحسن صحابتي .
وان كان الله تعالى قد اعد للمؤمنين جنة عرضها السماوات والارض ، جنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وجعلها الحياة الحقيقية والخالدة فجعل من اسباب نيلها - طاعتها واحترامها – والجنة تحت اقدام الامهات - بل حرم اتفه واصغر كلمة في حقها فلا تقل لها اف . فهي مدرسة الحياة ومملكتها وراعيتها .. اوكل اليها الرعاية واوزع فيها ما لا يزع في القران . فهي المدرسة التي ان اعددتها اعددت جيلا طيب الاعراق . اللهم بلغني كنوز طاعتها ومغفرتها . فإننا لا نقدر على رد جميلها . تبعثرت الحروف وتخافت الكلمات معلنة عدم قدرتها في وصف حبها واعترافا بجميلها واخلاصها . ربي لا تذرني فردا وانت ارحم الراحمين . كل عام وكل يوم وكل لحظة وامهاتنا بألف خير .
واثناء مطالعتي في سطور الكتّاب والادباء والشعراء والمفكرين ...... الخ في وصف فضل الام ، الا انني لم اصل الى قناعة بان ما كتبوه وما سطروه في حق الام لم يفي مقدار سهر يوم من الايام التي سهرتها لراحتي .... لم يفي بساعة واحدة من مكوثها بجانبي وانا اشكو الالم ... ماذا أقول وماذا اعمل حتى ارد ولو جزء ضئيل من جميلها .... اللهم اني أسألك بكل اسمائك الحسنى وصفاتك العلى .... ما علمت منها وما لا اعلم ... ان تغفر لأمهاتنا جميعا ... اللهم اني أسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والاخرة .. لا اله لا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف