الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الحسين ... المأثرة الانسانية والتضليل الديني

شمخي جبر

2012 / 11 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ثورة الحسين عليه السلام ثورة للانسانية جمعاء ، فهي ثورة الحق ضد الباطل وثورة الحرية والكرامة ضد الخنوع والخضوع والاستسلام ( هيهات منا الذلة) ، فالحسين كثورة ومنهج ورمز ليس لطائفة بعينها او لدين بذاته ، وان تبنت طائفة ما هذه الثورة الا انها ليست حكرا لها. وان كان الحسين مسلما كما هو معروف الا ان ثورته ليست للمسلمين فحسب، بل هي مصدر الهام للانسانية جمعاء .
ولو أردنا وضع جردة مرجعية لهذه الثورة بجميع من اقتدى بها او اطلع علينا او اشار لها ولرمزيتها لطال بنا المقام في البحث والتذاكر والاشارات والاستشهادات المرجعية.
فليس قليلا القول المأثور والذي ينسب للمهاتما غاندي ( من ثورة الحسين تعلمت كيف اكون مظلوما فأنتصر) فأستلهام محرر الهند لثورة الحسين ومنهجها في الثبات والاصرار دليلا على سعة تأثير الثورة وأمتداد رمزيتها والمتبنين لمنهجها الجهادي .
ولكن للاسف فقد سعى البعض من حيث يعلم او لايعلم الى تسليع وتسويق هذه الثورة كبضاعة سياسية او تجارية ، واخطر المتاجرين بواقعة الطف العظيمة هم المستغلين لها سياسيا ، والمقصود هنا بالسياسي ليس استلهام مباديء ومنهج الثورة بل في توظيفها الطائفي واخراجها من محتواها الانساني التربوي الاخلاقي.
عظمة الثورة وتأثيرها العاطفي الكبير مجتمعيا سهلت المهمة لاستغلالها في التضليل السياسي والطائفي ، حتى حولها البعض الى دعاية انتخابية وسياسية في محاولة من هذا البعض لتجميل صورته وتزيين واجهته الحزبية .
وحين نشير الى هذه الفئة فأننا نقصد بهم سراق المال العام والفاسدين في مرافق الدولة اللذين حولوا الدولة ومواردها الى ممتلكات شخصية وحزبية يتاجرون بها ولم تسلم من هذه المتاجرة حتى المقدسات ومنها واقعة الطف.
الفاسدون وسراق المال لم يتورعوا عن اقامة المواكب والمراسيم في هذه المحلة او تلك المدينة من اجل الادعاء بالتدين والادعاء بالاقتداء بالحسين عليه السلام والحسين منه براء.
بعض السياسيين الفاسدين واللصوص او الفاشلين في تقديم ماوعدوا الناس به يسعون هذه الايام لتجميل صورههم المشوهة والمزيفة من خلال استغلال حضور هذه المناسبة وطقوسها او تمويل بعض القائمين عليها .
وقد نبهت المرجعيات الدينية من شرور هؤلاء لانهم اكثر أساءة وعداءا لثورة الحسين من قتلة الحسين ذاتهم.
واذا كان البعض قد مورست ضده الخديعة والتضليل سابقا وانطلت عليه ممارسات هؤلاء ، فانهم اصبحوا الان اكثر وضوحا واصبح المجتمع اكثر تشخيصا لهم ومعرفة بسلوكهم السياسي والديني.
من يجاري مبدئية الحسين ونزاهته؟ من من هؤلاء اصطحب ابنائه معه وهو يدخل للعراق كما اصطب الحسين ال بيته وهو يتوجه للموت ؟ من تعامل مع اصحابه كما تعامل الحسين مع اصحابه وانصاره؟
من من هؤلاء يستطيع ان يقتدي بالحسين كمدرسة اخلاقية؟ الحقيقة ان جميع هؤلاء متمسكون بالقشور والرياء وتاركين بل كارهين لمبدئية الثورة ومنهجها الاخلاقي لانهم الد أعدائها لانها المرآن التي تظهر عليها وجوهمم وضمائرهم وذممهم المدنسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط