الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعماء العراقيون في القرن العشرين ملائكة وشياطين عبد الكريم قاسم مثالا

عبد الجبار منديل

2012 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



لا يوجد قائد او زعيم سياسي في تاريخ العراق الحديث الا وتنسب له هاتين الصفتين صفة الملاك وصفة الشيطان . ولم يكن ذلك من دون اساس وانما وفقا لحقائق واسانيد ووقائع تأريخية . وعبد الكريم قاسم هو احد هؤلاء . كثيرون يتغنون الان بنزاهته ووطنيته وبساطته وسلامة طويته وتلك حقائق لا شك فيها ولكن هناك ايضا من الكتاب او من الناس الذين عاشوا تلك الفترة من يركز على فرديته وانانيته وعدم حكمته . وكلا الطرفين يجد من حقائق التاريخ ما يساند حججه .
كان عبد الكريم قاسم رجلا وطنيا شريفا ونزيها يعيش عيشة الكفاف التي هي عبارة عن بدلته العسكرية التي لم يلبس غيرها والدار الصغيرة في الكرادة (المشتمل) بجوار بيت اخته والمطبخ الصغير للعريف جاسم الطباخ بجوار غرفة نومه في وزارة الدفاع او (السفرطاس). الذي يجلبه السائق لغداءه من بيت اخته والراتب الذي لا يبقى منه شيء بعد ان يوزعه في جولاته خلال ليل بغداد الخ.
ولكنه ايضا القائد المتردد الذي لا يحسن اتخاذ القرار . والا فهل من المعقول ان القائد العام للقوات المسلحةالذي يمتلك زمام الجيش العراقي بالكامل لا يستطيع القضاء على ثورة قام بها مجموعة من الصبيان باسلحتهم الخفيفة وطائرتان سقطت واحدة منهما بسبب مقاومة الطائرات واربعة دبابات تعطلت اثنان منها في طريق ابو غريب ويبقى هو قابعا في وزارة الدفاع من اجل ان يقاوم هذه الفلول؟!
وهل من المعقول ايضا ان سياسي حكيم يقبل ان يحول البلد الى ساحة للصراع بين مختلف الفئات السياسية ويبقى هو متفرجا او بين فترة واخرى يقرب فئة ويبعد الاخرى حتى يبقى هو بمنأى عن الصراع وحتى يستطيع التحكم بالفئات المتنازعة على طريقة (فرق تسد)؟!
وهل من الرجولة ان يغدر برؤسائه الذين ائتمنوه على قيادة وحدة عسكرية ويطيح بهم ويقتلهم عن طريق انقلاب عسكري ؟! لذلك لا يجب ان نلوم المرافق جاسم العزاوي عندما خان قائده عبد الكريم وتعاون مع البعثيين الانقلابيين.
ولكن هذه الصفة اي صفة الشيطان والملاك في نفس الوقت لا ينفرد بها عبد الكريم قاسم وحده بل يشترك فيها معه زعماء سياسيون اخرون مثل نوري سعيد والامير عبد الاله والملك غازي واخرون.
نوري السعيد ايضا كان مزدوج الشخصية فهو كما يقال عنه ذا طبع عراقي وبغدادي اصيل يتعامل ببساطة مع الناس العاديين مثل بائع الفواكه والخضر الذي يشتري حاجات البيت منه يوميا ويتمشى بشوارع بغداد احيانا وينأى بنفسه عن صغائر الامور ويتقبل وجهات النظر الاخرى بدون انفعال ولكنه من ناحية ثانية يوافق على التعامل مع الاجانب ضد ابناء جلدته ويعمل على ان يكون العراق تابعا للمحاور العالمية.
وقد ذكر الشاعر الجواهري في مذكرته الجوانب الايجابية لكل من الوصي ونوري السعيد . بل ان الجواهري نفسه كانت مواقفه السياسية متذبذبة فقد الف قصائد في مديح الوصي ونوري السعيد والشيخ بلاسم الياسين شيخ مياح وحصل على قطعة ارض زراعية في العمارة مقابل ذلك ومن ناحية ثانية كانت لديه مواقف شجاعة في مقاومة الظلم والظالمين.
وهكذا اذا فاغلب شخصيات العراق البارزة في القرن العشرين كانوا يتمنعون بازدواجية الشخصية فهم ملائكة وهم شياطين بنفس الوقت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد الكاتب ..صدقت !
أراس ( 2012 / 11 / 24 - 18:51 )
ولا زلنا ولايزال الحكام ( الحاكم ) شيطان وملاك ! ولا حل الا بالنظام البرلماني الصحيح والديمقراطية الحقبقبة ..وهو بعيد المنال !

اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا