الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب النقابة ونقابة الحزب

حميد المصباحي

2012 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


قوة النقابة في المغرب,كانت مكسبا سياسيا تاريخيا,فقد كانت وسيلة لدعم الفعل السياسي,منذ الإستعمار,وبعد الإستقلال,حاولت أول نقابة مغربية,الحد من هذا التقليد,وهي الإتحاد المغربي للشغل,بحيث وضعت مسافة بين السياسي والإقتصادي في الصراعات التي كانت تخاض ضد النظام المغربي,الذي كان يعتبر كل معاركه ضد المعارضة اليسارية,معركة ضد النقابات,وهنا تولد هذا التقليد,رغم إصرار الإتحاد المغربي للشغل على الوقوف ضده والتصدي له,في الكثير من النقاشات وحتى المعارك النضالية,اضطر هذا الوضع,إلى ظهور نقابة جديدة وهي الكنفدرالية الديمقراطية للشغل,التي زاوجت بين الممارسة السياسية والنقابية,حفظا للعلاقة الدينامية بين القوى اليسارية والمركزية النقابية,التي كانت تدعم المعركة السياسية,وتنتصر لها ضد الخصوم الطبقيين,ومع التناوب التوافقي,وخوض المغرب لتجربة سياسية انتخابية تم الإحتكام فيها نسبيا لصناديق الإقتراع,اعتقد الفاعلون السياسيون اليساريون وخصوصا الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,إلى التخلي نسبيا عن تدخل القادة النقابيين في المعارك السياسية,بحيث كانت النقابة,تنوب عن الحزب في الصراعات السياسية خصوصا الجماهيرية منها من خلال الإضرابات العامة,والتي كانت نتائجها مكلفة للحزب والنقابة نفسها وحتى للجماهير المحتجة,التي يطالها الإعتقال وحتى التصفية الجسدية,أمام هذا الوضع,تراجع الفعل النقابي,بتراجع الفعل السياسي اليساري,مما ولد نموذجين للنقابات لم يشهد التاريخ السياسي للمغرب مثيلا لهما.
1نقابة الحزب
وهي نقابة,شكلها الحزب,بعد أن تخلص من السابقة وقيادتها السياسية,التي كانت قوة متحكمة في الممارسة السياسية للحزب,من خلال وجود أطرها في المكتب السياسي,إذ رفض الحزب أن يصير رهينة في يد الجناح النقابي,المتحكم فيه,مما يعني ضرورة خلق نقابة بديلة,متحكم فيها,ولها قيادة أكثر امتثالا واحتراما لتوجهات الحزب اليساري,وتشكل نقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل نموذج لهذه النقابة,التي يشتغل أغلب أطرها نقابيا وسياسيا داخل حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,وهي تحاول أن تصير ذراعا نقابيا لحزب الإتحاد,الذي عاش صراعات ادرامية مع قيادات الكنفدرالية الديمقراطية للشغل,وقيادتها.
2حزب النقابة
رفضت الكنفدرالية الديمقراطية للشغل,أن تعزل سياسيا,فأسست بدورها كبديل لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,حزب المؤتمر الوطني الإتحادي,كحزب اشتراكي,معارض,ومتحالف مع مجموع القوى اليسارية,التي تعمل معه داخل هذا الإطار النقابي,كما ,وللدقة بل فقط بعضها,إذ لازالت قوى أخرى يسارية تعمل داخل الكنفدرالية الديمقراطية للشغل,وهي حالات طبيعية,لطالما نبهنا لخطورتها,في ظل غياب قراءة يسارية سياسية للممارسة النقابية,وآليات بناء التحالفات الممكنة والمستحيلة مع العاملة في النقابات التي لها تاريخ في صراعات اليسار المغربي ضد السلطة السياسية في المغرب.
3نقابة اللاحزب
وهو نموذج تسميته هاته مجرد توصيف للمقاربة السياسية,فالإتحاد المغربي للشغل,توجد داخله الكثير من القوى السياسية,اليمينية وحتى اليسارية,لكنها تعتبر المعارك النقابية مستقلة عما هو سياسي,واليساريون بها مقتنعون بالحفاظ الأرتودكسي على الوحدة النقابية,المقدسة في نظرهم,ولازالت رغن ما يعتريها مؤخرا من صراعات بين القوى النقابية العتيقة وبعض التيارات السياسية المحسوبة على قوى اليسار المغربي,والتي تتحالف مع بعض مكوناته دون أن تفكر في خلق مقاربة تجميعية لقوى اليسار المغربي ولو على المستوى النقابي,كتمهيد لتحالفات سياسية وربما اندماجية,كمحاولة ثانية بعد أن فشلت مبادرات التسعينات,التي انتهت بجراحات سياسية مؤثرة لحد اللحظة على أية محاولة للتوحيد والتكتل السياسي,في ظل اكتساح القوى الأصولية للحقول النقابية المغربية وحتى السياسية.
اليسار المغربي بكل مكوناته,يحتاج لرجة قوية,تعصف بآليات تفكيره القديمة,لتخلق طرق مغايرة للمواجهة,ومد الجسور مع الفئات الوسطى التي استاءت من ممارساته السياسية,وجموحاته الإنتخابية,وكأن غاية الفعل السياسي الحزبي هي الإنتخابات’وهذا ما يكان اليسار يعيبه على القوى الأخرى,فغدت صراعاته احتفائية وموسمية,بحيث صار يقحم نفسه في معارك لم يعلن هو عنها,ولم يكن هو قائدا لها,بل ينتظر إلى تتحرك الشوارع ثم يلحق بالمحتجين محاولا توجيه الحركات الإجتماعية أو حتى السياسية,مما جعله حتى نقابيا يكرر الصيغ القديمة في الصراعات,فلا بديل إلا الإضرابات أو التهديد بها,اللهم الخرجات الأخيرة للنقابتين التي شكلت جديا في الممارسة السياسية والنقابية.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ