الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندى ثقيل للتاريخ

نصيف الناصري

2012 / 11 / 24
الادب والفن


كلّ غفران نرجوه

يضطجعُ الانسان الواهن في تحطّمه ، على الأريج المضطرب
للصخرة التقيّة ، ويرنو بحسرة الى القرابين التي قدّمها في
الماضي الى الأسياد الذين أطاعهم وخضع الى غضباتهم .
الظهيرة السرّية للمعجزة التي نتكلّم عنها بصوت خفيض ،
تردمها خيباتنا التي تفصلنا عن الحلم ، واللهفة المحبطة للضوء
التي يداوي بها الميت نفسه ، ندى ثقيل للتاريخ ، يبتعد ويخفي
ابره تحت الشجرة الصارمة للديمومة . ما يصدّنا عن العبور الى
الضفّة الأخرى ، هي جروحنا البدائية وايمانننا المثقل بالخطايا .
أشياء فظيعة آمنّا ونؤمن بها ،
لكنّها لا تلتئم تحت العناصر المتضادّة
للدين والحبّ والفلسفة والعمل والآبار التي ينقضّ عليها أولئك
الحمقى في تدنيسهم لأنفسهم ببالوعة السلطة . نحاولُ أن تشفع لنا
الومضة النشوانة لما وراء العالم ، لكنّ حلمنا بالرفرفة في الزمن
يدنينا من مخالب تمزّق كل ما ادخرناه لنومنا في الهاوية .
آمال صعبة الانبثاق ، محبطة تحت كلّ أفق ، وتجلدنا في
مواجهتنا للصقيع العظيم للعدم . كل غفران نرجوه ،
يستلبُ منّا الأغنية ، واللحظة التي عكفنا عليها وصلّينا
فيها الى الآلهة الصانتة والمتعفنة .







الخصومات التي نشرّعها دائماً





نتوقُ في يومنا الرجس وسنبلته المتّضعة ، الى النوم في
الهواء الأزرق للينبوع . سهادنا بصفيره الشاحب بين
الحجارة المتناثرة للعالم ، لا مثال لثقله المفاجىء ، ونكتظّ
بدفء أصمّ في الطرق المحظورة التي يهدّم فيها السجناء
الاشارات المختزلة للنجوم . اكراهات نعيشها في الخواء ،
ولا مطالب لنا تحفظ الجلال الذي يرّصع موازيننا المهتزّة
في ضياء الشواطىء . كنوزنا التي أخفيناها في المراكب ،
تصدّعت مُذعنة الى هيجان السنوات التي نسيناها ونحنُ نجثو
بانتظار تحرّرنا من الكراهية المريعة لغلظة مصائرنا .
يُمنى فضولنا بفجر جديد ، بخسائر لا طاقة لنا على تحمّلها
وكلّ مزاحمة للأسرار التي نهدرها في تقويضنا للوفاق المعلن
للجنس البشري ، كافية لاماطة اللثام عن الخصومات التي
نشرّعها دائماً . تعلو زنزانة كلّ انسان ، دلائل واضحة
للنقصان ، والقرابة مع الرمشة العنيفة لنحلة الموت . ما يُعطى
لنا في تجرأنا على البحث عن الأزلي والعائش في نداوته ،
لا يواسي طموحنا المحتمي في خيباتنا الجماعية . أعشاش نادرة
في الجزر ، يسهل علينا أن نوّظف فيها تنفساتنا ، لكنّ
ما نظنّه نهاية الأحجية ، يجبرنا على الهدنة في دخولنا حظيرة
ما نحلم به . أكثر من تراب يعلو النجوم الجاحظة لحياتنا ،
ويعيقنا عن صعود اللحظة المنهارة . لسنا وحدنا في سعينا
للوصول الى هدف ، تحيطه تحفّظات كثيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب