الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الشكر في أمريكا ومعانيه النسانية

يوسف ألو

2012 / 11 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


عيد الشكر في أمريكا ومعانيه النسانية
في كل رابع خميس من تشرين الثاني من كل عام يحتفل الأمريكيون في أمريكا وفي اماكن تواجدهم بيوم مهم ومحبب في حياتهم هو عيد الشكر ( THANKSGIVING ) فما هو عيد الشكر ولماذا اعتبرته أمريكا عيدا وطنيا في .
الخميس الرابع من نوفمبر ( تشرين الثاني ) من عام 1620 هو اليوم الذي وصلت فيه أحدى السفن التي أبحرت من أنكلترا بأتجاه السواحل الشرقية لأمريكا المكتشفة وبالتحديد لولاية ماساشيوستس ( Massachusetts ) بعد ان هلك أغلب المودجودين على متن السفينة القديمة والمصنوعة بطرق بدائية بسبب الثلوج والبرد والأمواج العاتية , مهما يكن وصل من تبقى منهم لتلك الولاية وهم في حالة يرثى لهم من التعب والجوع والأعياء فأستقبلوهم سكان الولاية من الأمريكيين الأصليين ممن أطلق عليهم فيما بعد تسمية الهنود الحمر وكانوا أثنان فأصطحبوهم الى أماكن سكناهم وقدموا لهم الماء والطعام المكون من الديكة والديك الرومي وعلموهم طرق الصيد المختلفة وعلموهم ايضا كيفية زراعة الذرة لأنها كانت المحصول الرئيسي في تلك الفترة فتأقلم الواصلون الجدد والذين أصبحوا فيما بعد الأمريكيون الجدد مع طبيعة الحياة هناك وواصلوا حياتهم وققروا الأحتفال بعد موسم الجني ليشكروا أولئك الذين قدموا لهم المساعدة ويشكروا الله الذي نجاهم واوصلهم الى بر ألأمان ثم تبعتهم أفواجا وأفواجا كثيرة لتلك الأرض الجديدة التي عاشوا فيها وكونوا فيما بعد الدولة الأمريكية ومن ثم الولايات المتحدة الأمريكية الحالية , وفي عام 1941 أقرَ الكونكرس الأمريكي ذلك اليوم عيدا وطنيا وقوميا وليس دينيا يقدم فيه الشكر للرب لسلامة وصول الطلائع الأولى بسلام الى ارض الولايات المتحدة الأمريكية .
قبل عيد الشكر بأسبوعين تقريبا تستنفر كل الطاقات والجهود الخيرية وتتسابق المنظمات الأنسانية والخيرية والكنائس وبعض الجهات الحكومية والتجمعات الشبابية والطلابية والنسائية لتقديم المساعدة لمن لايمكنه توفير مستلزمات الأحتفال بهذا اليوم المبارك لديهم واهم ما توزعه تلك الجهات هو الديك الرومي ( علي شيش أو فسيفس وعلوعلو كما يسميه سكنة شمال العراق ) أضافة الى بقية المستلزمات من المواد الغذائية تقدم في صندوق مغلق يسلم لكل عائلة تطلبه وأيضا تعتبر عطلة عيد الشكر أطول عطلة في أمريكا حيث تمتد لمدة أربعة أيام متواصلة وخلالها تتسابق الأسواق الكبيرة لتقديم تنزيلات هائلة على بضائعها المختلفة أبتداءا بالأجهزة المنزلية وانتهاءا بكل أحتياجات الأسرة العامة والشخصية وتكون الجمعة التي تلي عيد الشكر الذي يصادف دائما في الخميس الرابع من شهر نوفمبر تشرين الثاني وتليه مباشرة الجمعة السوداء ( BLACK FRIDAY ) حيث التنزيلات الهائلة والمغرية حيث يتجمع المئات من الناس على أبواب الأسواق الكبيرة في صفوف طويلة يقضون الليل بأكمله لينتظروا أفتتاح السوق عند الساعة الثالثة او الرابعة صباحا كي يحصلوا على ما يتمكنوا من البضاعة التي يكون الخصم على بعصها اكثر من 40%وقسم منها 50% وتكون الفرحة قد غمرت الجميع والأبتسامة مرسومة على الوجوه .
أنتهى عيد الشكر لهذا العام ولم تصدر بعض الأحصائية عن الأموال المصروفة لهذا الغرض ولكنها بالتأكيد سوف تكون أكثر من سابقاتها من السنين لأن الملاحظ بأن الحصيلة تزداد كل عام عن سابقه ففي عام 2011 تم توزيع ما يقارب الـ 48 مليون ديك رومي زنة أصغرهم 13 باوند بينما الكبير يزن أحيانا 25 باوند أي معدل وزن الواحد 19 باونا اي ما يعادل 8 كيلوغرامات ونصف ولو حسبنا سعر الباوند الواحد وهو مخفض بـ دولار واحد فيكون المبلغ الذي تم توزيعه يقارب المليار دولار عدا المواد الغذائية الأخرى التي قد تتجاوز المليار أيضا ناهيك عن التخفيضات التي تصل للمليارات كل هذا يقدم من أجل الحفاظ على البسمة التي تعلو الوجوه يوميا وبشكل دائم وفرح الأطفال وأبتسامتهم وعدم الحاجة لمد اليد في الشارع كما هو الحال في بلداننا الغنية حيث المتسولون يملؤون الشوارع بينما الملائين من الدولارات تنهب وترسل للبنوك العالمية كي تستثمرها لحسابها الخاص او للقصور التي تشترى بملائين الدولارات في اوربا وامريكا وبعض دول الخليج!!
ليس من باب المدح والأعجاب فقط لكنها كلمة حق يجب أن تقال بأن هؤلاء الخيرين من أبناء هذه المعمورة يطلق عليهم المشددين والسلفيين والأخوان بالكفار وهم غالبية المسلمين اليوم !! ليكن العرب والمسلمين وابناء الشرق الأوسط كفارا كهؤلاء ويقومون بنفس الأفعال والأعمال الخيرية ويبتعدون عن الأقتتال فيما بينهم وأختتطاف بني البشر وقتلهم بدم بارد وهم يطلقون عبارة الله أكبر وكأن الله قد اوكلهم تنفيذ هذه المهمة القذرة ( ذبح وقتل البشر ) , شيء آخر حقا أثار أعجابي وهو تصرف أغلب المسلمين الموجودين في أمريكا والذي أنتبه له الأمريكيون والجاليات الأخرى المتواجدة في أمريكا وأشمئزوا له وأعتبروه تخلفا وجهلا هو أنهم يرفضون اكل الديك الرومي والدجاج الموجود في الأسواق الأمريكية وحتى اللحوم الطازجة ويستعينون بدلا عنها مما هو موجود في السواق العربية الموجودة في المدن الأمريكية والتي كتب عليها ( ذبح حلال على الطريقة الأسلامية ) والتي تبين فيما بعد أن اغلبها يجلب من الأسواق الأمريكية ويعبأ في أكياس أعدت لهذا الغرض أي غش المسلمين لبعضهم بل وقسم من أصحاب الأسواق راح يجلب لحم الفطيس ويقدمه لهم ويتسابقون لشراءه !!! هذا هو الجهل والتخلف الذين يحاولون نقله للشعوب المتحضرة والمتطلعة لمستقبل زاهر والذي جلبوه معهم من بلدانهم التي ترزح تحت نير التخلف في ضل حكم الأسلاميين المتشددين الذين لايريدون لشعوبهم خيرا وتقدما وأزدهارا .
أعيدوا النظر في أفكاركم ومخططاتكم أيها العرب والمسلمين كي تتمكنوا من اللحاق بالركب العالمي المتحضر والمتقدم والذي سبقكم بمسافات زمنية طويلة بعدما كان أجدادك هم السباقون وهم أصحاب العلم والمعرفة والتطور في كافة مجالات الحياة وقدموا الشكر لله بدل القسوة والعنف ضد خلق الله وكفوا عن عنجهيتكم وابتعدوا عن كل ما حرمه الله وخاصة القتل والسلب والنهب والأغتصاب والفتن لأنها من المكروهات لله وللبشر وقدموا ما بأمكانكم تقديمه لمساعدة فقرائكم الذين أصبحوا بالملائين حيث بأمكانكم ان ترتقوا بشعوبكم الى مصاف أفضل دول العالم لما تملكون من خيرات أنعم الله بها عليكم لا لكي تسلبوها بل لكي يعيش الجميع منها برفاه وهناء وأمان .
يوســـف ألـــو 24/11/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا عممت فظلمت؟!
فارس ولدشمر ( 2012 / 11 / 25 - 09:14 )
لاننكر حلاوة وغنى المقالة بمقدمتها ! أعطيتنا معلومات كثيرة قد يجهلها البعض لكن للأسف بالنهاية عمدت للتعميم فظلمت نفسك وظلمتنا! أنا عربي مسلم واحتفل سنويا مع إخوة وأصدقاء لي كثر بهذه المناسبة العظيمة سواء عندما أكون بالولاية الأميركية التي أقطنها أو أكون خارجها، صديقي مشكلتك تعميمك ومحاولتك تصفية حساباتك معنا مستغلا المناسبة ونحن قلنا ولازلنا نقول لاشأن لنا بالسلوكيات أو سوء التطبيق ولاشأن لنا ببعض الجهلاء من المحسوبين علينا! وتذكر قبل أن تعمد للتشفي مستغلا ماقلت آنفا أننا يمكن أن نرد عليك بمفهومك ووجه استدلالك! لكن إنصافنا ومهنيتنا تمنعان ذلك! شكرا وعيد شكر مبارك لك مقدما وللشعب الأميركي الطيب العظيم.‏‎ ‎


2 - القصد ليس الكل بل البعض
يوسف ألو ( 2012 / 11 / 25 - 18:32 )
الأخ العزيز فارس ولد شمر
لو تمعنت جيدا بالمقالة فانا لم أقل الجميع بل قلت القسم الكبر وهذا واقع حال فلماذا تحاول انكاره بدلا ممن يتعاطاه أنت بعيد عن تلك التصرفات وبالتأكيد انت لاتشكل نسبة 1% من أولئك المتعصبين والقادمين لأمريكا لأغراض وأهداف خاصة الكثير منها معلنة !! أذن القصد مما جاء في المقال ليس أنت والأخوة الذين تمكنوا من التأقلم مع مجتمعهم الجديد بل هو أولئك الذين جلبوا معهم تخلفهم وصفاتهم المنبوذة في مجتمعهم الجديد .
تقبل تحياتي وتمنياتي لك ولك مثقف ومنفتح وعيد شكر سعيد وطابت أيامكم متمنيا لك أياما سعيدة

اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع