الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذمم المسؤولين لمن يدفع اكثر من بني امية هذا العصر

نور فاضل الشمري

2012 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



لأني امتلك حق النقد لاخوتي من أبناء بلدي بهدف التغيير سأضع بين أيديهم ما توصلت اليه بشان إحياء ذكرى عاشورا بحيادية ولو كان لديهم أي تعليق او رأي فليتفضلوا به علية لغرض التصحيح.
بما اني لم اشهد احداث كربلاء ولم اشاهد بعيني ماذا حدث وكيف ولماذا مثل الملايين من الناس الذين تعرفوا على الاحداث من خلال السماع واختلفت المجموعات والمذاهب في تفاصيلها واهدافها ونتائجها. طرقت الابواب التي يمكن من خلالها سماع الوجه والوجه الاخر للقصة.
فاستمعت الى الرواية الشيعية المعتدلة منها والمغالية بشأن احداث (الطف) وتقطع قلبي إرباً إرباً وبكيت وغضبت وتركت جهاز الحاسوب وخرجت لاستنشق بعض الهواء بعد ان اختنقت في عبراتي وكرهت كل من ناصر الظالم المتمثل بيزيد وموظفيه على اصحاب الحق المتمثلين بالحسين عليه السلام واصحابه. وبعد ان تنفست قليلا امسكت بحاسوبي مرة اخرى لاستمع الى الجانب الاخر من القصة.
فبحثت عن رواية اهل السنة من المعتدلين وقد تطابقت الروايتان على الحدث وظروفه وكيفية وقوعه والسبب وراء هذه الكارثة. ومرة اخرى اختنقت ولكن قبل ان ارمي حاسوبي جانباً اعتراني الفضول لاستمع الى الرواية السنية المتشددة وكانت الوحيدة التي ناقضت الروايتين السابقتين فذهبت مذهب ما اتفق عليه المعتدلون الذين يمثلون الغالبية العظمى من المسلمين وما تناقله المستشرقون الغربيون ومتخصصوا التاريخ في العالم.

اتفق الجميع عدا المتشددون من الجانب السني على ان خروج الامام الحسين كان ثورة حق لغرض الاصلاح لأن يزيد لم يكن مؤهلاً لحكم المسلمين وان قتله عليه السلام كان انتقاماً من قبل يزيد بسبب ما حدث في (بدر) وانه (يزيد) اصلاً لم يكن مؤمناً بالنبي ووحيه بل كان رجلاً فاسداً من جميع النواحي ، اخلاقياً ومالياً وفكرياً. وبعدها انحرفت الامة الى طريق الاسلام السياسي الذي استغله (خليفة المسلمين) بغية حصوله على هذا المنصب وتناقله وراثة بين افراد عائلته من خلال البيعة الصورية.

واتفق الجميع ايضاً على الكيفية التي حقق بها يزيد نصره وذلك من خلال توظيفه لشخص لا يهمه حق من باطل او خير من شر بل جل ما همه كان المنصب والمكاسب المالية. وهنا اعني تعيين عبيد الله ابن زياد والياً للكوفة وما فعل من دفع رشاوي مالية للناس ليتخلوا عن بيعتهم للامام الحسين والتنصل عن دعمه ومناصرته من جهة وتعذيب وقتل من ثبت منهم على المناصرة ليصبح عبرة لمن يعتبر. الرشوة والتهديد والوعيد كانت اسلحة عبيد الله ابن زياد في فعل ما فعل.

ولا استطيع هنا الا ان اتفكر في تأثير هذه الحادثة على الناس وسأركز على الجهة التي تقول انها موالية لاهل بيت النبي وتصيح (يا ليتنا كنا معكم) وتدعي انه لو عاد الامام الان وقاتل لقاتلت معه حتى الموت. ولكني لا استطيع ايضاً الا ان افكر في مقولة (التاريخ يعيد نفسه) مع ان هناك الكثير من المؤرخين ومتخصصي علم الاجتماع الذين لا يوافقون على هذه المقولة. ولكني حقيقة لا اظن ان احداً ما ممن يطبق ما يسمى بشعائر وطقوس عاشورا من طبخ الطعام وتوزيع المشروبات ومجالس العزاء وشعر الشعراء انه سيشهر سيفاً او يناصر حقاً. والسبب ببساطة ... ان الحسين عليه السلام خرج ثائراً ضد الفساد فان صدق مناصروه الآن لم لا يثوروا ضد المفسدين في الحكومة العراقية ام انها عقدة الذنب في اللاوعي التي يكفروا عنها في هذه المناسبة بعد ان خذل اجدادهم الحسين واهله عليهم السلام؟!!!

ليس هناك خطأ ابداً في التصدق ومساعدة الضعيف والمحتاج بل ان هذا التصدق يجب ان لا يتقيد بيوم واحد بالسنة انما يمتد على مدارها وشخصياً احث عليه ولكني ارفض ان يستغل المسؤولون العراقيون مشاعر الناس وادعائهم بانهم مناصرون مخلصون لاهل البيت بينما هم سائرون على منهج عبيد الله ابن زياد في فسادهم المالي والاخلاقي وشراء ذمم الناس بالرشوة المالية تارة او التهديد والوعيد تارة اخرى.

فاذا ناصرت احزابهم فانت من المرضيين عنك والا فتوقع ان تصلك تلك الرسالة الشهيرة مع الرصاصة بداخلها او ينتهي موضوعك بمسدس الكاتم متخذين من ذلك المجرم مثالاً يحتذى به في سيطرته على السلطة بعد ان اشترى يزيد ذمته. ولكن من اشترى ذمم المسؤولين العراقيين بضمنهم البرلمانيين ومن هم بنو امية هذا العصر؟

من خلال متابعتي لاخبار العراق السياسية ارى ان السياسيين العراقيين قد باعوا ذممهم لمن يدفع اكثر مقابل المناصب فمنهم من قدم فروض الولاء والطاعة لايران ومنهم من تحالف مع السعودية والخليج ومنهم من يبكي لامريكا والغرب والهدف الوحيد الذي ينشدون هو البقاء في السلطة على راس العراق وما يهم ايران والسعودية وامريكا (بنو امية هذا العصر) من امر العراقيين في شيء سوى انهم عينوا موظفيهم ليقوموا بالعمل نيابة عنهم.

عتبي على ابناء جلدتي في انجرافهم وراء الجانب الذي يصور الامام مهزوماً مكسوراً مقطعاً يتلاعب بجسده اعداءه ويكتفون بالبكاء والعويل بدلاً من السير على نهج الامام في الاصلاح ومحاربة المفسدين!!! عتبي!!
نور الشمري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عماد ضو ( 2015 / 3 / 21 - 21:24 )
تحية

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات