الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو تحالف للقوى الديمقراطية في العراق مرة اخرى

جواد الديوان

2012 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يحاول التيار الديمقراطي (تحالف احزاب وشخصيات ديمقراطية) تعزيز الديمقراطية في العراق، والمشاركة في بناء عراق متطور متقدم. ويواجه التيار الديمقراطي في الانتخابات القادمة الكتل السياسية في البرلمان بكل ثقلها المادي والمعنوي!.
وكثيرا ما تتشابه برامج الاحزاب والكتل السياسية في العراق، رغم التمييز في التوجه للكتل السياسية. وتبرز مشكلة الخدمات (الماء والكهرباء والسكن والصحة والتعليم وغيرها) ومحاربة الفساد وتوفير فرص عمل للشباب (معالجة البطالة)، وهي مشتركات بين برنامج التيار الديمقراطي والاحزاب الاخرى وكل من تبنى مشروع وطني للعراق.
وهذا التشابه يؤثر على العراقي واختياراته في الانتخابات، وممكن ان ينحاز لجانب ما يتخلص فيه من توتر ينجم عن اختيارات تبعده مثلا عن ورعه او عباداته. وهذه تجربة عاشها العراقيون في الانتخابات السابقة في ظل ظروف معقدة جدا مع ارهاب بمختلف الاشكال.
تتخذ الاحزاب الحاكمة خطوات في محاربة الفساد او مكافحته ومنها حكم قضائي بحق فلاح السوداني وزير التجارة السابق، رغم ان الحكم حبر على ورق فقط حيث يسكن السوداني خارج العراق متمتع بجنسية اخرى. كذلك اوامر القاء القبض على عدد من المسؤولين من مدراء عامين ونواب وغيرهم. ويحسب العراقي هذه خطوة اولية في مكافحة الفساد ونية للتخلص منه نهائيا، ولن يسال لماذا القوم خارج اسوار السجن او خارج العراق، فالمهم ان النية موجودة لمكافحة الفساد. ويتندر الجميع على قضية فرج الحيدري باعتبارها قضية فساد مالي!.
ومن المؤكد ان الناخب لن يتسائل عن السبب في تشريع قانون للبنى التحتية بالاجل (الاستدانة) في حين ان رواتب النواب والوزراء تقضم الميزانية. كما لن يستغرب ما تناقلته وسائل الاعلام عن سلفة للنواب لشراء قرطاسية مؤخرا.
يحلم المواطن العراقي بوظيفة في دوائر الدولة ولن يفكر في فرصة عمل في القطاع الخاص على سبيل المثال. والوظائف لدى الاحزاب المتنفذة وكذلك المناصب والترقيات. وبذلك ينحاز للاقوى ومن يوفر وظائف (ولن يجد غضاضة في البطالة المقنعة) والقليل فقط من يفكر بالاصلاح الاقتصادي وعندها يرشح فرسانه، فهو لا يتابع افكارهم.
تنشطر العشائر ويتكاثر شيوخ العشائر وتتوسع ممارساتهم في تاكيد حضور شباب ورجال عشائرهم في المناسبات (افراح او احزان) وتقديم العرضات (استعراض يتمثل بالاهازيج للفخر والمدح بالعشيرة مع رقصات عنيفة وهرولة مسافات) مما يعطي للمشارك بها شعور بالانتماء والقوة والعزة والكرامة وحسب المفهوم العام الشائع. والفصول العشائرية جزء من الممارسات حيث حل النزاعات بعيدا عن القانون والمحاكم، وربما تشبه التحكيم في الدول الغربية، الا انها تزايدت في الفترة الاخيرة واصبحت لامور تافهة ويمارسها حتى اساتذة بالجامعات (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=291897 ). وتوفر هذه الممارسات حماية خاصة واضافية لابناء العشيرة من خلال تعزيز المكانة الاجتماعية واستخدام القوة وفرض طاعة احكام الفصول العشائرية وغيرها. وتضخم دور العشيرة مؤخرا من خلال مساهمتها في مجالس الاسناد لمحاربة الارهاب.
المشتركات في البرامج الانتخابية لن تكون في مصلحة التيار الديمقراطي او القوى الديمقراطية. وستبقى اشكالية الحريات الشخصية ومنها ارتياد النوادي الاجتماعية والثقافية والعلاقات الاجتماعية وفرض الحجاب في المدارس على مختلف مستوياتها، وطرح مسميات لملابس الطالبات والموظفات مثل الزي المحتشم دون تعريف واضح له! والفصل بين الجنسين في المدارس والجامعات! ستبقى مواضيع ساخنة تعالجها اقلام البعض في الصحف والبرامج الحوارية في الفضائيات. وربما لن يتضمنها منهاج او برنامج احزاب لخوض الانتخابات. وقد تثير اشكاليات عديدة وتاريخ العراق الحديث والمعاصر يقدم امثلة على ذلك. وربما يطرح هذه الاشكالات البعض تزلفا وتقربا من مراكز القرار السياسي باعتبارها حرصا على التقاليد وارث المجتمع والتعليمات الدينية وغيرها. وقد سبق لهم التزلف والتقرب من الرفاق باساليب خاصة ابان حكم البعث وتغيرت ولائاتهم مؤخرا دون ثقافاتهم، فيعجز المسؤول او المدير استحضار النص المقدس فلا تسعفه ذاكرته للاستشهاد به دليلا على صواب موقفه وقراره، وساقت المواقع الالكترونية امثلة على ذلك.
وربما لن يطرح هذه الاشكالات اي حزب او تيار ضمن برنامجه الانتخابي. فلم نتعود بعد الاشارة لتفاصيل دقيقة في الحياة. وتعود العقل العراقي على العموميات، وتعميم الظاهرة ودفع الكثير من العراقيين حياته ثمنا لذلك التعميم. والاحداث التي شهدناها ايام الحرب الاهلية واضحة ولا داع لذكر التفاصيل. لن يلعب الساسة دور المصلحين في المجتمعات ابدا، وهمهم الاصوات وحتى بخطوات خاطئة.
يمثل المثقفون ساحة التيار الديمقراطي في العراق حيث استحضار التاريخ الحديث والمعاصر للعراق، وادوار ومكونات احزاب التيار الديمقراطي وشخصياته، ولذلك لن يهضم الكثير منهم ان يحمل حزبين اسما واحدة تميزه كلمة تشير لتسلسل!. وتبرز عندها اسئلة عديدة ستؤثر بلاشك على اختيارات المثقفين.
تجاوز العقبات المذكورة قد يبرز في تقديم تحالف واسع للقوى الديمقراطية، وبقدم صورة اخرى لمكونات التيار الديمقراطي، باعتبار ذلك خطوة متقدمة لتجاوز اشكاليات العمل السياسي الكلاسيكي في العراق، وكذلك تجديد في الفكر السياسي في العراق وتجاوز الايدلوجيا الى العمل على الاهداف المرحلية لتقدم العراق. ويتذكر العراقيون الفشل عند تبني اهداف بعيدة المدى خيالية الا انها تثير الحماس. وفقد العراق فيها الكثير من الارواح والاموال.
وربما يتغلب تحالف طيف واسع من القوى الديمقراطية على هذه الاشكاليات ويقدم املا بتجاوز خلافات الايدلوجيا والتاريخ لتكون الخطوة الاولى نحو ديمقراطية في العراق. ان ذلك يعني تجاوز عقبات كثيرة لتقديم برنامج انتخابي واقعي بعيدا عن الشعرات والامال البراقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي