الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة مع نهضة أبي عبدالله الحسين عليه السلام

مصطفى حسين السنجاري

2012 / 11 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وقفة مع نهضة أبي عبدالله الحسين عليه السلام
بقلم الشاعر : مصطفى حسين السنجاري
حُـبُّ الحُسَيْنِ مُتَيِّمي**ولِغَـيْرِهِ لا أنْـتَمي
ســـِـبْطِ النَّبِيِّ مُـحَمَّدٍ**الهاشِــمِيِّ الأكْرَمِ
قَدْ حاصَرُوهُ بِكَرْبَلا**مِثْلَ السُّوارِ بِمِعْصَمِ
قَتَلُـــوْهُ أَوْلادُ اللِّئامِ**بِــِــكُلِّ كَفٍّ مُجْرِمِ
شَـرُّ المَنِيَّةِ أنْ تَمُوْتَ**بِكَفِّ مَــنْ لَمْ يَرْحَمِ
كَثيرونَ مَنْ ماتُوا قبلَ الحُسَين
كثيرونَ مَنْ ماتُوا بَعْدَ الحُسَين
إذَنْ .. لماذا كُلُّ هذا البُكاءُ على الحُسَين ..؟
حَتّى كَأَنَّ أحَداً لمْ يَمُتْ قبلَهُ أو بعدَهُ..!!
هَلِ الحُسَينُ ماتَ كي تَبْكِيَهُ الأمّةُ إلى يَومِ القِيامة..؟
هلْ ماتَ عليه السلامُ ليضَعَ الأمّةَ الإسلاميةَ في سُرادقِ العَزاءِ تُمارِسُ طُقُوسَ الحُزْنِ العَميمِ ..وَتَلْبَسَ الحِدادَ عَلَيهِ كُلَّ عامٍ لأكْثَرَ مِنْ خَمسينَ يَوماً ..؟
هذهِ التَّساؤُلاتُ وغَيرُها الكَثيرُ ممّا تُراوِدُ وَتُطارِدُ أولئِكَ الذينَ لا يَعرِفونَ الحُسَينَ كَما يَجِبُ . أولئِكَ الذينَ لَمْ يَسْتَوعِبوا عِلَلَ نَهْضَتِهِ ، ودَواعيَ صَرْخَتِه المُدَوّيةِ عِبْرَ الأجْيالِ . ذلكَ لأنَّهُم يَرَوْنَ في الحُسَيْنِ ما يَرَوْنَ في غيرِه مِن قادةِ التّاريخِ والجُيوشِ والثَّوراتِ المُتَلاحِقةِ العابِرةِ والآنيّةِ .
أقولُ لهؤلاءِ إنّ الحُسَينَ عليهِ السَّلامُ لمْ يَمتْ من أجل ِالبُكاءِ عليهِ أو إقامةِ العَزاءِ والحِدادِ والشَّعائرِ والطقوسِ كلّ عامٍ عِبرَ ما يَقْرُبُ من (300) عاماً من عمرِ الإسلامِ ..لم يمُتْ ليضَعَ أمَّةَ جَدِّهِ في سُرادقِ العَزاءِ طِيلةَ شَهرَيْنِ مُتَتالِيَينِ..
بَيْدَ أَنَّ هذهِ الطُّقوسَ والشَّعائِرَ ما هِيَ إلاّ امْتِدادٌ لنَهضتِه وامتدادٌ لصرْخَتهِ وامتدادٌ لدَعْوَتِهِ إلى الصَّلاحِ والإصْلاحِ ضِدَّ الظُّلْمِ والبَغْي والفُسُوق ِ.
وسَتَمْتَدُّ هذهِ الشَّعائِرُ الموسِميَّةُ إلى أنْ تَصِلَ صرخَتُهُ إلى أبْعَدِ الأصْقاعِ والأسْماعِ ، وإلى أنْ تَلْتَفِتَ الأمَّةُ الإسْلامِيّةُ قَبْلَ غَيرِها إلى مَظلومِيَّتِهِ وإلى أهدافِ ومَغزى نهضَتِهِ المبارَكَةِ السّامِيَةِ النَّبيلَةِ وتُؤمِنَ بأنَّها انطلَقَتْ مِن أجْلِها ومنْ أجْلِ الدّينِ الحَنيفِ .. كما كانَ عليهِ السّلامُ يُصَرِّحُ بذلكَ قَبْلَها وإبّانَها .
غيرَ أنَّ كُلَّ السّنَواتِ الْمُنصَرِمةِ الخاليةِ رغمَ صرخَتِهِ الممتَدّةِ عبرَ حناجِرِ الملايينِ من الأمّة ِالإسلاميّةِ في طُقوسٍ لم يَشهدها التاريخ منذ نشأته ولن
يَشْهدَ لها مثيلاً أنْ تجتمعَ كلُّ هذه القلوبِ لا خوفاً ولا طمعاً لتجديدِ البيعةِ له وترديدِ صَرختهِ ..أقولُ لم تستطعِ السّنواتُ الماضيةُ والصرَخاتُ المدويّةُ أنْ تُلفِتَ جيدَ الأمَّة الإسلاميّةِ وكأنَّها تتعمَّدُ وضعَ أصابِعِها في آذانِها خوفَ الطفلِ مِن شُربِ الدواءِ الناجِعِ .
لا زالتِ الأمّةُ تهملُ صرخةَ الحُسَين ( ألا هَلْ مِنْ ناصِرٍ يَنْصُرُنا) ولا تعيرُ لواعيتِه اهتماماً (هَلْ مِن ذابٍّ عَنْ حُرَمِ رسولِ الله) بل على الخلافِ نجدُ ألسنة الكثيرينَ من أحفادِ يزيدٍ وعبيدِ الله بن زيادٍ والشمرِ وعمرِ بن سعدٍ ،تُمتشقَ بأقذع ِالعبارات ِلتطالَهُ عبرَ الفضائياتِ المُغرِضةِ وعبر النّتِ محاولةً للتقليلِ من شأنِه وشأنِ ثورتِه المباركةِ.
نعم فهذه الشعائر امتداد لنهضته وهي 0ركضة طويريج ماراثونية لا تنتهي ، وهو يصيح مع الزائرين (وا قلّة ناصرااااااه) وليعلم من يظنّ أن الحسين مضى لسبيله ولم تعدْ دعوته لا تهمّه في شيء وهو يحمل جنسية الإسلام ليعلم بأنّه ظالم للحسين .
ليس يزيد وحده من ظلم الحسين
ليس يزيد وحده من قتل الحسين
كل الذين يجدون الحقَّ مع يزيد ..ظلموا الحسين
كل الذين يفسرون نهضته بأنها ثورةٌ سياسية دنيوية ظلموا الحسين
وهذه الشعائر والصرخات والمراسيم ستظلُّ تطارد إلى الأبد كلّ الذين لا يجدون في الحسين إماماً ونوراً وسفينة نجاة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انقسام آراء الفرنسيين من أصول مغاربية بين اليمين واليسار | ا


.. زعيم حزب العمال كير ستارمر يصبح رئيس وزراء بريطانيا الجديد |




.. بريطانيا.. حزب العمال ينتزع فوزاً تاريخياً في البرلمان | #را


.. سوناك يصل إلى قصر باكنغهام لتقديم استقالته بعد فوز ساحق لحزب




.. هزيمة ساحقة للمحافظين وتوجه لليسار.. ما الذي حدث في بريطانيا