الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة اللبنانية من وجهة نظر شعبية عربية بسيطة .

حسين خميس

2005 / 3 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تابعت بكثير من الاهتمام الاحداث الاخيرة التي تعصف بلبنان بشكل خاص وبالمنطقة بشكل عام وبالرغم من انني لا اؤيد نظرية المؤامرة الخارجية واعرف تماما كم هي صعبة المشاكل التوفيقية الوطنية وبالذات مثل لبنان المتعدد الاحزاب والحركات السياسية ومتعدد العقائد الدينية وبالطبع فأنا ادري ان البشر ميالون الى الخطأالذي هو قابل للاصلاح في حال وجدت النية لذلك ، وقد خرجت بعدة استنتاجات من خلال المتابعة للازمة اللبنانية قد لا ترضي بعض الاخوة من اللبنانيين ومناصريهن واول هذه الاستنتاجات تقودني الى التذكر بسياسة امريكية نشطة في سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات والتي كانت تقودها وكالة المخابرات الامريكية وكان العنوان الرئيسي لهذه السياسة هو الانقلاب من الداخل على انظمة الحكم الوطنية التي حاربت الاستعمار الفرنسي والبريطاني في عديد الدول الشرق اوسطية ونذكر منها مصر في مرحلة عبد الناصر وسوريا وايران في مرحلة الدكتور محمد مصدق ، والانقلاب من الداخل كان في الاساس يرتكز على اتصال وكالة المخابرات الامريكية بعناصر من الجيش والتنسيق لانقلاب مظاد ظد الانظمة الوطنية التي رفعت شعار التحرر والكرامة الوطنية والتنمية المظادة للسياسة الامريكية التي تريد الجميع تابعون لها يعتاشون على فتات المساعدات التي تعطيها اياهم ، هكذا كان الحال في تلك الفترة من حيث التدخل الامريكي في المنطقة ولكن مع نهاية القرن العشرين بدأتطور اخر على التدخل الامريكي في العالم وتميز هذا التطور بالتدخل بالقوة العسكرية للاطاحة بالانظمة التي لا تتوافق مع السياسة الامريكية كما حدث مع العراق وسيحدث مع دول اخرى مستقبلا والتطور الاخر هو عن طريق التدخل دعم عناصر واحزاب تنزل الى الشارع لتطالب بالحرية والديمقراطية تحت شتى الحجج فتظللها امريكا بمظلتها السياسية بالعلن والخفاء وتبرزها كثورة شعبية تمثل تطلعات الجماهير كما حدث في اوكرانيا قبل فترة وكما حدث في رومانيا في سنوات سابقة وكما يحدث في لبنان اليوم ، فما يحدث في لبنان امر غير مفهوم ومنطق العقل يقود ان القضية شأن داخلي بحت وان كان البعض حاول ان يحوله الى ازمة اقليمية تحت عنوان انسحاب القوات السورية من لبنان ، ان من حاول ومن يتحمل مسؤولية تحويل الازمة الى قضية عالمي هو المعارضة اللبنانية التي وللاسف تحاول ان تقلد المعارضة العراقية لنظام الرئيس صدام حسين ، ان معظم المشاكل التي ادت الى اندلاع الازمة ان كانت دستورية او قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري برأيي هي قضايا داخلية لا يجوز لا لامريكا ولا لفرنسا ان تطرحها على جدول اعمالها وحتى الان قضية اتصال المعارضة بالقوى الدولية تثير الكثير من علامات الاستفهام حول نوع الحديث الذي يدور وباي صفة يستقبل هؤلاء وما هو الدور المرجو من هذه الدول لعبه على الساحة اللبنانية حتى يطمئن المعارضون ويهدأ بالهم،واريد ان اتسائل مع الكثير من الاخوة البسطاء من ابناء امتنا واصدقائنا في العالم هل سمع احدنا ان المعارضة في اي دولة اخرى بما في ذلك امريكا استنجدت بقوى اخرى من من اجل التاثير على قرار الحزب الحاكم بما في ذلك في اوقات صعبة مثل قرار شن الحرب على العراق الذي هو قضية عالمية وليست امريكية بحتة ، لماذا نحاول ان نقلد الغير عن طريق الخطأ ، ولكن اريد ان اذكر الاخوة في لبنان ان التاريخ لا يعيد نفسه مرتين لان الاولى تكون هي الحقيقة بينما الثانية تكون اقرب الى المهزلة ان لم يكن الى المأساة .
والاستنتاج الثاني الذي توصلت اليه يتعلق بالاخوة في الحزب التقدمي الاشتراكي والدورالتخريبي الذي يقومون به ان صح الوصف لان ما يمكن ان اتذكره من قيام الحزب انه اقيم من اجل عدالة اجتماعية وحرية واستقلال وليس من اجل تبعية والاستنجاد بالغرب ام ان القائمين عليه قد بدلوا افكارهم الاشتراكية بافكار ليبراية غربية.
الدرس الذي تعلمناه من لبنان سابقا لا يمكن ان ابان الحرب الاهلية من انها تكون قاتلة ومدمرة والغريب اننا نحن العرب نتعلم الدرس في حين ان الاخوة في لبنان لا زالوا يرفضون التعلم من اخطائهم وما زالوا سارين في سياسته التي تقول معظم الدلائل انهم ماضون للصدام مع الطرف الاخر ومع ان هذه ليست امنيتي واخر شيئ من الممكن تمنيه الا ان قراءة الاحداث تشير الى ذلك الا في حالة العودة الى الرشد والانصات الى الاخر والتسليم بان الحل يكمن في الحوار الداخلي وفي لبنان نفسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها