الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحذير! قتل الأكراد السوريين قد يقوض الثورة

زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)

2012 / 11 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إن المجموعات الإسلامية المتطرفة والتي تقاتل الأكراد تحت راية الجيش السوري الحر، والتي إقتحمت المناطق الكردية الهادئة والتي يمكن تسميتها بالمحايدة عسكرياً والمؤيدة سلمياً للثورة السورية،في رأس العين في الشمال السوري أثارت الكثير من الشكوك حول مصداقيتها في الإشتراك في الثورة السورية للأسباب التالية:

أولاً: إحتلال رأس العين ورفع الأعلام السوداء للقاعدة بجانب علم الإستقلال،يضفي على هذا العلم الأخير الطابع الإسلامي الظلامي المتشدد.
ثانياً: منع رفع العلم الكردي في هذه المدينة يترجم على أنه إنكار للوجود الكردي، وهذا مناقض تماماً لأهداف الثورة،على الأقل المعلنة عنها.
ثالثاً: دخول هذه القوات أو بعضاً منها على الأقل من تركيا إلى هذه البلدة يثير الشك والريبة بالموقف التركي الغير معلن تجاه الأكراد في سورية.
رابعاً: إن إبتعاد هذه القوات الإسلامية عن المناطق المهمة لتطويق النظام وإضعافه ولجوئه إلى هذه البلدة في أقصى الشمال السوري يدعو إلى التشكيك في أهدافها.

طبعاً،ليس من الإنصاف إنكار الدور الغامض للحزب الكردي المسلح الـPYD الذي سيطر على هذه البلدات ذات الأغلبية الكردية، بعد إنسحاب الأجهزة الأمنية من بعضها كلياً،وقيامه بمنع بعض التظاهرات ضد النظام وإعتقال بعض الأكراد الناشطين من الحراك الشبابي والحزبي حتى أنه قام بعمليات قتل وإغتيال في المناطق التي فرضت سلطته عليها، كما أنه أستفز الجار التركي بتصريحات لا لزوم لها، حتى أنه يتفاخر بالعداء للدولة التركية.كل هذا لم يكن مبرراً كافياً للجيش السوري الحر لمواجهة قوات الحماية الشعبية للـ PYDوالدخول في نزاع دموي مع الأكراد ، طالما لم يعلن هذا الحزب تأييده للنظام، بل على العكس أعلن دائما أنه مع إسقاط هذا النظام خاصة في الشهور الأخيرة،وطالما أنه لم يرفع السلاح في وجه الجيش الحر.

طبعاً سيحاول هذا الحزب إثارة الشعب الكردي ضد هذه المجموعات الإسلامية المتشددة،وأعتقد بأنه سينجح بسهولة في ذلك، لأن الأكراد هنا لايجدون مبرراً لتلك المجموعات الإسلامية بغزو مناطقهم وفرض الشريعة الإسلامية عليها والتي ستدمر من قبل النظام بعد دخولهم إليها،وخاصة لأن هذه المجموعات الإسلامية لاتخفي عداءها للشعب الكردي عموماً.

إذا إعتبر الجيش السوري الحر أن الأكراد لم يشاركوا عسكرياً في الثورة،ولذلك وجب عليه جر مناطقهم إلى الدمار،فهذا هو الخطأ الفادح والساذج، وقد يكون خطأً قاتلاً وهذا ما لا أتمناه على الإطلاق. وعندي هذين السببين على الأقل:

أولاً: قد يؤخر الغرب أو يغض الطرف نهائياً إمداه للجيش الحر بالأسلحة النوعية، وخاصة إذا استفحلت هذه المشكلة وتطورت وأخذت طابع صراع ضد الأقليات.
ثانياُ:إذا استمرت هذه المجموعات الإسلامية المتطرفة في عملياتها الإجرامية ضد الأكراد بمساندة المخابرات التركية والجيش السوري الحر،ومحاصرة الأكراد في الزاوية الضيقة،فأنا لا استبعد أن ينحاز الأكراد حينها إلى جانب النظام،وإذا حدث ذلك (لاسمح الله) فعلى الثورة السلام. فكما يقول المثل: "الحصوة تسند الجرة" فهل سيجعل الجيش السوري الحر من الأكراد تلك الحصوة التي تسند النظام؟

لا أقول أناشد إنما أقول احذر (ليس من قبل التهديد بل من قبل الخوف على الثورة) الجيش السوري الحر من هذا الخطأ الذي قد يقوض الثورة التي كلفت الكثير جداً من الدماء الغالية، وأنصح قياداته بالإسراع في إتخاذ الإجرات السريعة،بتحويل نشاط هذه المجموعات الإسلامية المتطرفة إلى مكان مناسب لتقوية الثورة، أو الإعلان الصريح أن الجيش السوري الحر براء من هذه المجموعات الإسلامية المتواجدة في المناطق ذات الأغلبية الكردية، وسحب الشرعية الثورية منها.

لا يخفى أن شرعية وجود الجيش السوري الحر تأسست على قاعدة مطالبة المدنيين لهم بحمايتهم، عندما كانت تتعرض مظاهراتهم السلمية إلى الرصاص القاتل من النظام، فهل طالب أهالي رأس العين أحداً لحمايتهم؟ ام وجدوا أنفسهم فجأة أمام قوى إسلامية ظلامية،اول مافعلته أنها إنتهرت من جاؤوا لإستقبالهم ومنعتهم من رفع العلم الكردي إلى جانب علم الإستقلال؟ وكانت تلك صدمة مفاجئة وقاسية ومؤسفة تعرض لها الشعب الكردي في سوريا.
وأخيراً وليس آخراً أناشد جميع القوى السورية الخيرة، إلى عدم الإستهانة بهذا الخطأ الذي قد يكون قاتلاً، مثلما استهان النظام المافوي بأطفال إحدى مدارس درعا،وكان ما كان وحدث ما حدث،فهل ثمة آذان صاغية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل