الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالمٌ ثالث

محمود عبد الغفار غيضان

2012 / 11 / 26
الادب والفن


عالمٌ ثالث

1- سيجارة
السيجارة... هي الرفيق الوحيد.... الذي لا يُفشي أسرارك أبدًا... يستودعها ذاكرة دخانه...... وهو يتلاشى أمامك إلى الأبد.

2- ممحاة
لو كان رأسي ممحاةً... لترجلتُ في وضعٍ مقلوب.... ولَجُبتُ فضاءات عمري ليلاُ ونهارًا... إلا نقطةً وحيدةً... بعشقٍ صوفي لم أدنُ منها.

3- قلم
لو كنتُ قلمًا... لكتبتُ اسمها بامتداد الكون... ثلاثة أحرفٍ بمدادٍ من سبعةِ أبحر.... لا تنضب.

4- ساعة
لو كنتُ ساعةً يدٍ أو... حائطٍ... لأوقفتُ كل عقاربي تحضنُ حلمي الأخير... الوحيد.

5- كتاب
لو كنتُ كتابًا...لوضعتُ صورةً من الطفولةِ على غلافي الأنيق... البسيط... ولتركتُ كل صفحاتي بيضاء...ثم بشجاعة دخلت خزانة أبدية اسمها...القبر.

6- نظارة
لو كنت نظارةً... لزينت عدساتي بغبشٍ متجدد... ولم أمنحها أحدًا من البشرِ قط.

7- حذاء
لو كنت حذاءً.... لمشيت دومًا إلى الخلف... فالمشي إلى الخلف.... مفيدٌ جدًا للصحة كما يعتقدُ الكوريون.

8- منديلُ
لو كنتُ منديلاً... لعصبتُ رأس أبي ذات يومٍ صيفيٍ حارق... ولما قدر أن يموتَ دون أن أقبِّل جبهته.

9- بسمة
لو كنتُ بسمةً.... لعشتُ على شفاه طقلٍ يتيم... ثم متُ....عندما تجاوز الخامسة من عمره.

10- طائر
لو كنتُ عصفورا جبليا...لبنيتُ عُشي بين عينيها ..ولم أقلق على ما يقتاته صغاري ما حييت.

11- عكاز
لو كنتُ عكازًا...لاخترتُ " أبو رجل مسلوخه"... لأنه عاش ومات... دون أن يقترب منه إلا طقلٌ بريء... فرَّ من حكايةٍ فنتازية...... لباسم شرف.

12- وسادة
لو كنتُ وسادةً... لوهبتُ كل سكينة أملكها.... لرأس أمي.... الذي يسكنه حزن نبيل.... منذ فراق أبي.

13- مبراة
لو كنتُ مبراةً.... لجعلت قامة أحلامي بقدر " عقلة الأصبع"... ثم تركتها هناك في عالمه بكتاب المرحلة الابتدائية القديم...... الذي قرأه بعض أطفال قريتي ولم يحلموا أبدًا.

14- جورب
لو كنتُ جوربًا... لجمعتُ كل خطاياي... ولجعلتها كرةً مطاطية... يركلها المارةُ الغرباء جيئةً وذهابًا ...... بشارع قريتنا الممتد خلال احتفالات المولد النبوي الشريف.

15- جاكيت
لو كنت " جاكيت" أسود... لسترت تلك العاهرة التي تعود إلى محبسها خلسة ذلك الفجر... حين تركها أحمقٌ صدقته.... عاريةً.... و.......هرب.

16- عقرب
لو كنتُ عقربا... للدغتُ .. دون ترددٍ.. .كل الذين أحبوني..... وعن قصدٍ... رحلوا.

17- لوحة زيتية
لو كنتُ لوحةً زيتية... لرسمت خطوتي فتاةً حلوة....لا تمل النظر من شرفة أحلامها... منتظرةً حبيبها الغائب.... الذي يبدو ظلالاً يقينية لرجل حقيقي... قادم من بعيد.

18- دفتر توفير
لو كنتُ دفتر توفير....لادخرت كل مشاعري بحزمٍ .... لفتاة واحدة.... ولوهبتني إياها دونما وجع إلى الأبد.

19- مومياء
لو كنتُ مومياء... لتحدثت الانجليزية بطلاقة... ولرفضت بعنف المشاركة في تلك الأفلام الهوليودية الغبية.. التي تخيف ابنتي من أناس.... يُفترضُ أنهم يدافعون عن سكناهم.. أو على الأقل لا يريدون لشرزمة من الأوغاد- كما يترجمها أنيس عبيد- أن يدنسوا حرمة أسرارهم.

20- قطرة
لو كنتُ قطرة ماء... لوددتُ أن أكون هناك... بحضن تلك الموجة الحانية التي تعلمتْ من بحيرة قارون كيف تهدهدني.. وعلى صوت المنشاوي... تنمحي ذاكرتي.... وأنا.... أتبخر راضيًا ..... مستنيما لشمس الله.
محمود عبد الغفار غيضان
كوريا الجنوبية
26 نوفمبر 2012م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل