الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا إمرأة

مها الجويني

2012 / 11 / 26
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


أستغرب أمرهم لما لا ينادوننا بأسمائنا . ألم تقل العرب سموا الأشياء بمسمياتها ؟ ألم يوصي النبي صلى الله عليه و سلم بإحترام الناس عند التعامل معهم . و لكن في وطني العربي المرأة لا تعتبر من الناس ... ولا من الأشياء التي وجب أن تُحترم . و أكبر دليل على ذلك ما نسمعه في شوارعنا عندما يعاكسنا الشباب : "مزة" "بقرة""قشطة" " تفاحة " "زبور" و الأخيرة من إختصاص الشارع التونسي و الكلمة تعني الجهاز التناسلي للمرأة .
كل ما أوردته من نعوت و صفات يُعبر على نظرة الشباب العربي للمرأة التي لا يراها كإنسانة كاملة و لها عقل و جسد و روح و كرمها الله عند خلقها ، يراها طبق للأكل و الشرب أو الألة لممارسة الجنس . و الطريف في الأمر أن لكل إمرأة طبق أو أكلة تناسبها فمثلا السمراء ينادوها بالكابتشينو ، الشقراء بكلمة" تورتا " ، النحيلة تُكنى بالمُزة ، ذات البشرة البيضاء يقال عنها "بطة " ، أما أنا فإني تعودت على سماع كلمة "حوتة" بالتونسي يعني سمكة لأنني نحلية من الفوق و عريضة قليلا في منطقة الوسط ثم أعود نحيلة من تحت. فما شاء الله ، بفضل خيال شبابنا العربي غدوت أرى نفسي في طبق الأسماك الذي تطبخه لي أمي . و نسيت أنني مها و إسمي يعني الغزال ذا الأعين الجميلة . و لكنني لست في عهد علي إبن جهم أو إمرؤ القيس و بشار ، إني في زمن الإنحدار حيث نسى الشاب العربي معاني أسماء النساء ... و غدى العنف أساس التعامل حتى عند النداء .
حسبي أننا نحيي اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ، العالم يتحدث عن العنف و أنا في وطني أتحدث عن النساء ، و أطرح هذا السؤال : هل أنا في نظرهم إنسانة؟ أو بالأحرى كائن حي .و لي يوم عالمي لأحتفل به ؟ ؟؟؟؟
الإجابة طبعا : لا .فأطباق الأكل جٌعلت الاستعمال لا للتكريم ، و مثل هذه الأعياد و المناسبات تبقى أسيرة المؤتمرات و القاعات الفخمة و المجالس الثقافية و الخطب السياسية و لا تتجاوز جدران الفنادق التي تقام فيها مثل هذه المؤتمرات . و ليس لها أن تنزل إلى الشارع و كُتب عليها أن تبقى بعيدة عن الشعب و لا يوليها الإعلام الرسمي الكثير و لا تسأل عنها الناس . فالحديث عن كينونة المرأة ضرب من الهرطقات و الخيال الواسع . و شكل من أشكال الترف الفكري .
فأنا حسب منظومة الشارع العربي لوحة زيتية لا شيء فيها طبيعي ، ثياب أخر موضة ، و خطى كالحمام و صوت هادئ مع جهل عميق بأمور الحياة بالإضافة إلى صمت في الجلسات و عند الحوار . إنها كائن جميلة برتبة مزهرية يضعها صاحب البيت لتزيد المكان جمالا و رومنسية فقط لا غير . و إن تحدثُتُ سأعتبر نشاز و خرقتُ كل قوانين الإتيكات و الفنون و في ذلك مس لحضوري كأنثى الشيء لا الروح .
سياسة ، إقتصاد ، علوم سياسية ، عمل جمعياتي ، إنها من إختصاص الرجال و لستٌ مطالبة بتعلمها ، العلم و الفكر مثل كريم شيف للحلاقة يستعملها فقط الذكور أمور لا تتماشى مع طبيعتي ، فحتى في زمن الثورات و في قلب الأحداث على البنت أن تلزم الأماكن الخلفية و ترفع الزغاريد للشهيد . و كفى المؤمنون شر القتال . إنها خلقت فقط لتكون جميلة و صامتة و لتريح الرجال لا لترتاح معهم . خلقت لتصبر على عنفهم و لتتلقى لا لتشارك و تقول ما تريد.
و لكن أنا مها و لن أسمح بقتل إسمي الجميل بنعوتهم البائدة و بجعلي مجرد آلة لشهواتهم . آسفة يا شعبي . غزلان قرطاج لا تقبل بقاعدة "كوني جميلة و أصمتي " ، هنا الحضارة و الكاهنة تلعن صمت النساء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أيتها الفاضلة من يتحرش بك؟
عبد الله اغونان ( 2012 / 11 / 26 - 14:57 )
اسألك معتذرا, وانت مسؤولة امام ربك وضميرك
شهادة لاتكتميها حسب ما تلاحظينه
من يتحرش بك؟ ماهي نوعيتهم؟
هل تلاحظين من مظاهرهم ان سلفيين او اسلاميين يتحرشون بك ؟ ام انهم اصناف أخرى
المرجو تقديم شهادة حق
ولاتكتمي الشهادة فمن يكتمها فانه أثم قلبه

اللهم احفظ اعراضنا وألسنتنا عن كل سوء
وشكرا


2 - الرجولة مواقف
مها الجويني ( 2012 / 11 / 26 - 15:26 )
سيدي الكريم ، هل لاحظت في حديثي أنني اتهم السلفيين ؟ انا اتحدث عن الشارع العربي الذي يجمعنا كلنا و لا ارمي بلكلامي أناس معيين ، فحيب تجربتي في الحياة الرجولة موقف و ردة فعل لا أفكار و منهج ، فطالما رأينا ليبرالين يقمعون النساء و طالما رأينا اسلاميين يتعاملون مع دينهم بكل سوء ، المسألة مرتبطة عندي بموقف الشخص لا بانتمائه و فكره . و الأكيد انني لا أسمع مثل هذه الكلمات من شباب سلفي تونسي . و شكرا لمداخلتك


3 - السيد السلفي الاسلامي عبد الله اغونان
الآشوري الحر ( 2012 / 11 / 27 - 06:10 )
سؤال: ما سر تزامن المد الاسلامجي مع انحطاط قيمة المرأة في الشارع العربي؟؟!!! ليس هذا فقط بل انحطاط كل القيم الأخلاقية المتعارف عليها، فاصبحتم تستخدمون القنوات التلفزيونية لسب الناس علنا على سنة النبي وصحابته
ما تفسيرك!


4 - الاستاذة مها الجوينى
فاتن واصل ( 2012 / 11 / 27 - 09:24 )
لمحتك الذكية وملاحظتك فى الصميم وتجرنا الى الحديث عن حال المرأة فى شرقنا البائس، وأضيف اليك أنى فى الصغر كنت نحيلة للغاية مع ممارسة رياضة كرة السلة فزاد طولى من الانطباع بنحافتى وكان الأولاد يعاكسونى ساخرين بأن أطلقوا على اسم (( خشب الله عبد الناشف ))، أما أبى فكان ينادينى وينادى امى باسم أخى.
فى مصر اعتدنا ألا ننادى المرأة باسمها، فقط نناديها باسم أخيها او ابنها أو زوجها أو حتى أبيها، كما لو كان اسمها عورة، نحن مجتمع يخفى المراة كما لو كانت عارا فمثلا فى البيوت القديمة كانت المشربية بديلا للشيش وفكرتها مبنية على
يتبع


5 - الاستاذة مها الجوينى
فاتن واصل ( 2012 / 11 / 27 - 09:25 )
ان تستطيع المرأة أن تشاهد من خلالها ما يجرى بالشارع أو الحارة ولا يراها احد وظل هذا التصميم الى أوائل القرن العشرين مستخدما فى البيوت، كذلك فى تصميم البيوت (فى زمن المماليك والعثمانيين) كانت البيوت تفتح على فناء داخلى إمعانا فى الخصوصية، ولم يكن الضيوف يدخلون مباشرة الى الدار ولكن هناك ما يطلق عليه القاعة وهى فراغ متصل منفصل حتى لا يقتحم الضيوف خصوصية النساء داخل المنزل أيضا الحرملك والسلاملك ...وو الى آخره من سمات معمارية كانت تكلل عصورا بأكملها كانت تـــُرَى فيها المرأة عورة وحرام، لكن المذهل ان تستمر هذه النظرة للمرأة رغم ما يحدث اليوم وبعد أن خرجت وتعلمت فى المدارس والجامعات واختلطت بالجنس الاخر، تفوقت عليه ونافسته على الوظائف والمقاعد البرلمانية والصعود للفضاء والالتحاق بالجيوش والشرطة هذا غير الطب والهندسة، ولو استطاعوا ان يكفنوها حية وهم فعلا فعلوا بفرض هذه الأزياء من حجاب لنقاب وخمار وربطوها بالعفة فخافت وتراجعت .. وخوفها هو بداية الانحطاط. تحياتى.


6 - إلى الأستاذة مها الجويني
عبدالرحمن الشيخ ( 2012 / 11 / 27 - 11:04 )
المقالة رائعة فاسمح لي أولاً أني قد أعدت نشرها في الفيسبوك بالإشارة للمرجع، أريد أرى ذلك واضحا في كل مكان، المرأة لا تعدوا كونها آلة جنسية مساء ومزهرية توضع على أطراف المنزل صباحاً، ليتنا نستطيع تنوير مجتمعاتنا أكثر تجاهه المرأة وشراكتها الإجتماعية.


7 - للأستاذة فاتن واصل
مها الجويني ( 2012 / 11 / 27 - 11:41 )
مصر ياام العجايب ، شعبك أصيل و الخصم عايب خلي بالك من الحبايب دولا انصار القضية ، على راي سيد درويش ، لا أفهم لماذا أم الدنيا تسيء للمراة ؟ و لا تحترمها ؟ و كيف الشارع المصري يقلل دائما من احترام المراة ، حسبي أنكن جدعات و كاتبات و مثقفات و في كل مناسبة الا و تثبتون انكن شايلات للقضية ، الغريب في الأمر أنه رغم القهر المصريات و العديد من بنات العالم العربي يصمتن و يرضيين بمثل هذا التمييز الاجتماعي و العنصرية .؟
انا أحاول أن اتكلم عن واقع مرير و ها انا اتعرض للنقد من أولاد بلدي لأنني قلت كلام جريء يعبر عما يحدث الأن ، و رغم ذلك لن أصمت ، فلن يكلفني الحديث أكثر مما كلفني قانون الحياء العام و الخلق الرفيع شكرا .


8 - المرأه عزيزه في ظل الاسلام
البغدادي ( 2012 / 11 / 27 - 12:09 )
مما لاشک فيه ان المجتمعات کلما ابتعدت عن الاسلام المحمدي الاصيل وعن الاخلاق الاسلاميه ازدادت المراه مظلوميه وبؤسا وتعاسه ولاتذوق المراه وکذلک الرجل حلاوه الکرامه والعزه الا في ظل الحياه الاسلاميه الکريمه

اخر الافلام

.. عضو نقابة الصحفيين أميرة محمد


.. توقيف سنية الدهماني يوحد صوت المحامينات في البلاد




.. فتحية السعيدي ناشطة نسوية وأخصائية في علم الاجتماع


.. المحامية بركة بودربالة




.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط