الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة بين حسابات المركز وإقليم كردستان

سمير اسطيفو شبلا

2012 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



نتابع بحرص شديد أخبار العلاقة المتأزمة بين حكومة العراق برئاسة رئيس الوزراء وبين حكومة كردستان برئاسة رئيس الإقليم، كما نحرص على ما يطرحه كتابنا الإجلاء من الفريقين، اما الفريق الثالث الذي يقف بين جيش العراق وبيشمركة كردستان الذي يشعر بالاغتراب وهو يقف على تراب وطنه ويرى الحل بعين وطنية ولكنه عاجز عن الوصول إليه، لسبب تقويض حقوقه وبالتالي إلغاءه لعدم التواصل الحقيقي معه وبالتالي عدم وجود العدالة التي تكون جسر للتواصل الحقيقي بين مكونات الشعب العراقي الموحد، وكان تحرك جيش العراق الذي جاء نتيجة التوتر بين بغداد واربيل، فان كان هناك تفاهم بينهما فهل كان القائد العام للقوات المسلحة العراقية يأمر بتحرك الجيش نحو حدود سوريا وتشكيل قوات دجلة بهذه السرعة والتوجه إلى نواحي واقضيه كركوك؟

الجواب بسيط جداً وهو ان هذا التحرك سياسي وليس حربي

سياسي بامتياز لاعتبارات واقعية

أولا: التهيئة لانتخابات المحافظات القادمة والانتخابات البرلمانية 2014، وخاصة بين حسابات المركز والإقليم
حسابات المركز: يرى المركز ان الإقليم يتطور بخطى ثابتة نحو إنشاء دولة بكل ما للكلمة من معنى مستفيداً من سقوط النظام قبل 2003، وكذلك تجلى ذكاء قادة الأكراد من خلال وضع الدستور في زمن الحاكم بريمر، وخاصة ما يتعلق بالمادة 140 وما أطلق بعدها بمقولة المناطق المتنازع عليها، وسؤال الشعب هنا هو : ان كان الأمر هكذا لماذا لم يتم الاعتراض عليه قبل تشكيل الحكومة الحالية؟ بمعنى لماذا لم نحرك الجيش نحو هذه المناطق التي سنسميها الحساسة قبل أربعة سنوات مثلاً؟ وكذلك يرى المركز بالواقع الملموس هناك تفاوت واضح بين تجربة الإقليم الفتية نحو التوجه الديمقراطي من خلال توفر الأمن والأمان والخدمات وتدني نسبة الفقر والبطالة والأمية قياساً ما يعيشه باق محافظات العراق، ومن جانب آخر يحز في نفس قادة المركز ان يصل العراق إلى أدنى في ذيل قوائم الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الأخرى بالنسبة للفقر وعدم الأمن والأمان وانتهاكات حقوق الإنسان ونسبة البطالة والجريمة والفساد التي تزكم منه الأنوف، السؤال داخل قيادة العراق/المركز هو : أين الخلل في حكومة المركز؟ هل هو نوع القادة؟ هل هو عدم تجانس الفكر؟ هل هو تعدد الدكتاتوريات الجديدة، هل هو الفساد العام المنتشر في جسم الحكومة والدولة؟ هل هو زيادة ثروة الأغنياء القدامى والجدد؟ هل هو الارتباط الإقليمي والدولي؟ لماذا إقليم كردستان يتميز عن المركز؟

حسابات الإقليم: نعم الدولة الكردية التي لم تحظى بالتأييد الإقليمي بدرجة كبيرة، والتأييد العالمي بنسبة اقل وخاصة التأييد الأوربي الخجول ومعارضة الجانب الأمريكي على الأقل في الظروف الراهنة، ومن جانب آخر قوة التماسك بين تعاون وتفاهم الحزبين الكبيرين في كردستان وعدم تمكن أي تحالف من زعزعة هذا التحالف بالرغم من المحاولات التي لم تؤدي إلى نتيجة تذكر بالرغم من اختلاف وجهات نظر بين الوطني والكردستاني، ولكنها أي الدولة الكردية قائمة فعلاً ولكن الأكراد أكثر حصافة من ان يعلنوا انفصالهم عن العراق لأنها ليست لصالحهم مطلقاً اليوم، ومن جانب آخر يفتح الباب أمام تقسيم العراق وهذا ما يريده بعض القوى الداخلية المدعومة من دول الجوار، وهكذا يرى الإقليم ان وحدته الداخلية مرتبطة بوحدة العراق، لذا ليس من صالح الإقليم الاحتكاك مع الجيش العراق او لا سمح الله نشوء نزاع مسلح، لان الحرب تحتاج إلى مستلزمات لقيامها، وهذا المستلزمات غير متوفرة ليس لقيامها فقط بل لفشلها المسبق أيضا كون المتضرر منها هو العراق والعراقيين حتماً، والحرب غير واردة لسببين

السبب الأول: ان إقدام حكومة المركز على هذه الخطوة تحتاج إلى تماسك الجبهة الداخلية وعمقها، واليوم نجد هشاشة هذه الجبهة او عدم وجودها أصلا، إذن لفقدان هذا العمق الاستراتيجي يجعلنا واثقين بان حكومة العراق لا تغامر مطلقاً هكذا حرب فاشلة مقدماً حتى وان كانت لديها حسابات سياسية كالانتخابات القادمة، او توجيه أنظار لطمر الفساد النتن، أوعمق إقليمي وحسابات دولية

السبب الثاني: هو قوة الاقتصاد وثقة الممولين به: نعم ان ميزانية العراق تضاهي ميزانيات الخليج العربي تقريباً، وخاصة هي عشرة أضعاف ميزانية الإمارات العربية ب 110 مليار دولار! ولكننا نختلف عن شارع او مول واحد من أسواق دبي!!! نقولها بألم وحسرة ولكن الحقيقة مُرّة، لذا يكون ناتج هذه الحرب خراب العراق بعد خراب البصرة – كما يقولون - اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وحقوقياً، والنتيجة ليس زوال الحكومة والنظام بل زوال العراق، ولا اعتقد انه من صالح حزب او مذهب او مكون ذلك الإ غير العراقيين، أن يزاد الفقير فقراً وتزاد ثروة تجار الحروب في الداخل والخارج الذي يدفعون لمثل هذه الحروب لمصالحهم الخاصة دون النظر إلى الدماء العراقية التي ستسيل وليس دماء الإيرانيين او السعوديين او الكويتيين او الأردنيين او الأتراك

ثانياً
الحل هو بالحوار والجلوس إلى مائدة المفاوضات التي لا بديل لها، وعلى قادة وكتاب ومثقفي الطرفين العمل باتجاه وحدة تراب العراق وعدم الانجرار وراء عواطف القومية والمذهب والعشيرة والحزب، بل الانجرار وراء العراق والعراق فقط
26 تشرين الثاني 2012-11-26








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخيارات
آکو کرکوکي ( 2012 / 11 / 27 - 13:04 )

السيد سمير اسطيفو شبلا تحية

تحليلكم للوضع جيد ومنطقي جداً. لمعرفة سبب هذه التحشدات.

لكنكم لربما قد ضيقتم خيارتنا كثيراً حينما حصرتموه في العمل باتجاه وحدة تراب العراق ووراء العراق والعراق فقط...

هذا الشعار هو شعار الحكومة أيضاً والتشبث به سيؤدي حتماً الى الصِدام مع المشاعر القومية الواسعة في كوردستان. ولن يؤدي الى السلام المنشود.

تجارب الدول الأخرى والواقع يقولان إن الخيارات يمكن أن تكون أكثر مرونة وتنفتح على حلول سلمية أخرى أيضاً.

اخر الافلام

.. القط لاري حارس مكتب رئيس الوزراء في بريطانيا • فرانس 24


.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد يبدأ زيارة إلى أجزاء المملكة ا




.. وجه فرنسا يتغير.. زلزال سياسي بعد اقتراب أقصى اليمين من الحك


.. هل يعاني نجوم إنجلترا مع ساوثغيت؟ ولماذا انهار الأتراك في ال




.. حزن يخيم على عائلة مقدسية أثناء هدم الاحتلال منزلهم