الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الفكرية والثقافية في أربعينات القرن الماضي

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2012 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي حركة فكرية وثقافية ومعرفية كبيرة على الصعيد العراقي والوطني العام والفكر الماركسي , حيث كان من هؤلاء عبد الفتاح إبراهيم وإبراهيم كبة ومحمد سلمان حسن وعامر عبد اله , وفي مجال النقد الأدبي الرائدين علي جواد الطاهر ومحمد مهدي المخزومي , وقد أبدع مصطفى جواد في اللغة والتاريخ , وبرز سعد صالح في علم الإدارة وتميز جواد سليم وفائق حسن في الفن التشكيلي , وأبدع جعفر السعدي ويوسف العاني وزينب وناهدة الرماح في المسرح.
كانت لريادة الشعر الحديث والحركة الشعرية لدى بدر شاكر السياب وبلند الحيدري ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وفيما بعد سعدي يوسف ومظفر النواب ويوسف الصائغ وغيرهم , كما شهد العراق مدارس صحفية متميزة منهم روفائيل بطي ونوري ثابت مروراً بقاسم حمودي وعبد المجيد لطفي وعبد الجبار وهبي وأبو كاطع (شمران الياسري) وحسن العلوي وآخرين , كما عرفت الحركة الإسلامية مفكرا مبدعا هو محمد باقر الصدر .
كانت أجواء الحرية النسبية المحدودة وراء تميزهم واعتبارهم مفكرين ومبدعين وباحثين , لكن بعد أن جاء الاحتلال وذهب النظام الشمولي الواحدي , كانت المصيبة الكبرى للإطاحة بالدولة وليس تغيير النظام , مما أفقد البلاد البوصلة بعد أن حلّ مؤسسات الدولة وبخاصة الجيش وأجهزة الأمن , مما ساعد على تصاعد العنف بوجود الميليشيات الطائفية ودفع المجتمع العراقي نحو المذهبية والطائفية والاثنية خلال صفة الحكم الأمريكي ومجلس الحكم الانتقالي .
لكن الساسة اليوم نلاحظ تشبثهم بمواقعهم السياسية والإدارية , وقُرّت لهم الامتيازات التي كانوا لا يستطيعون الحصول عليها لو جرى تفكيك ما يسمى بالتوافقية السياسية التي هي ليست سوى توافقية مذهبية أثنية خارج نطاق العملية الديمقراطية بمفاهيمها وقواعدها المعروفة , مما جمدت تطور العملية السياسية خارج نطاق المحاصصة , وهذا يعني تجاوز على الديمقراطية وعلى إرادة المجتمع وخياراتهم , ولهذه الأسباب ولشحة الثقافة المدنية وطغيان المدّ المذهبي لم تنبثق أي حركة تنوير لتدافع عن الديمقراطية وتدعوا إلى احترام حقوق الإنسان , من خلال التنمية والتحول الاجتماعي والعدالة الاجتماعية , وإعادة النظر باعتماد المنهج الجدلي التحليلي على أساس حتميات تاريخية سرمدية غير قابلة للنقد.
من خلال هذا السرد أشعر بإنسانيتي عندما أجد نفسي أنتمي لمجتمع لا يوجد فيه التمييز أو التفريق بين الأديان والأعراق والجنسيات , ومعياري يتمثل بمدى التزامه بالقيم الإنسانية مهما كانت توجهاته الوطنية والدينية , فالإنسانية هي العامل المشترك بين جميع الحضارات والثقافات والمباديء الدينية والعَلمانية , ولهذا فالمجتمع العراقي يحتاج إلى التجديد والإصلاح ودمقرطة حركة حقوق الإنسان , إذ يعاني النظام اليوم في العراق من بعض الأمراض في بعض قياداته كالانفراد في السلطة وإبعاد القوى الوطنية في المشاركة في اتخاذ القرار , إضافة إلى خوائها الفكري .
من هذا لابدَ من وضع مسافة بين قوى اليسار والعلمانية والليبرالية وبين القوى التي تروّج للواقعية الرخيصة بحجة استحقاق العولمة لدرجة إنها تبرر التعاون مع الاحتلال لتزيين صورته أمام المجتمع العراقي , كي تنفرد بالسلطة ونهب خيرات البلد , ولذلك لا يستقيم النظام الحالي إلا بالدعوة للدولة المدنية العصرية وتقييم مبدأ المواطنة والمساواة والاحترام لحقوق الإنسان , ذلك هو الذي يضعها على طريق التنمية والحكم الصالح والديمقراطية والتقدم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى